بشكل مفاجئ (فتح الشام) تخلي أحد مواقعها في مخيم اليرموك

1 فبراير، 2017

جيرون

أكد ناشطون من جنوب دمشق أن عناصر (جبهة فتح الشام) سابقًا، المتمركزين في نقطة المسبح جنوب مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، أخلوا أمس الثلاثاء مواقعهم في الموقع المذكور، بعد تمسكهم به والدفاع المستميت عنه أمام هجمات تنظيم “داعش” لأكثر من عام، في خطوة مفاجئة، ودون إيضاحات عن الوجهة التي انسحب إليها عناصر الجبهة.

من جهته أصدر “لواء شام الرسول” أحد أبرز فصائل المعارضة المسلحة في المنطقة، بيانًا أمس أعلن فيه: “أنه وبعد حصار مقاتلي اللواء لعناصر فتح الشام في نقطة المسبح -جنوب مخيم اليرموك على مداخل بلدة يلدا- لأكثر من عام، أخلوا الموقع، ليباشر مقاتلو اللواء تمشيط المنطقة وتأمنيها”، لا فتًا إلى أن “قتال فتح الشام خلال الأعوام الماضية أدى إلى طردها من بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم في جنوب دمشق”.

اعتبرت مصادر ميدانية أن التطورات تأتي في سياق تفاهمات مبرمة مع النظام السوري، لترتيب ملف أحياء وبلدات جنوب دمشق، مضيفين أن المفاوضات المتواصلة في المنطقة بين المعارضة المسلحة والنظام، تقوم في أحد أهم ركائزها، على تحول عدد ليس بالقليل من مقاتلي فصائل المعارضة المسلحة لقتال “داعش” والجبهة، مشيرين إلى أن ما حدث في الأمس من إخلاء لنقطة المسبح وإصدار “لواء شام الرسول” بيانًا بأن الانسحاب جاء بعد حصار طويل، يأتي كتأكيد على أن أطراف عديدة من المعارضة موافقة على الشروط المعروضة لتسوية أوضاع المنطقة وتجنيبها خيار المواجهة والحرب مع النظام وميليشياته.

وكان النظام عرض خلال الشهر الماضي، مبادرة على الفعاليات المدنية والعسكرية، داخل جنوب دمشق لتسوية أوضاع المنطقة وفق شعار “المصالحة والعودة إلى حضن الوطن”، تقوم على إعداد قوائم بالسلاح الثقيل والخفيف الموجود عند قوات المعارضة، وقوائم مماثلة بأعداد المقاتلين لتشكيل مجموعات تقاتل “داعش” والجبهة، مقابل عودة مؤسسات النظام إلى المنطقة وتهجير من يرفض، إلى جانب العديد من البنود الأخرى، وهو ما رفضته اللجنة السياسية المُمثلة لجنوب دمشق في المفاوضات مع النظام، على اعتبار أنها تنهي الثورة في المنطقة، ولا يمكن القبول بها، وطالبت بتعديلها وهو ما رفضه النظام.

في هذا السياق قال الناشط أبو حسام الدمشقي لـ(جيرون) إن :”تيار المصالحة في المنطقة أقوى من تيار الثورة، وبالتالي استطاع الأول خلال الأعوام الماضية التغلغل بين بعض الفصائل العاملة في المنطقة، والتي تحولت إلى ميليشيا جيش وطني، وبالمجمل فإن قتال (داعش) والجبهة ليس هو المشكلة، وغالبية الفعاليات في جنوب دمشق لا ترفضه إلا أن الخلاف دائمًا كان حول كيف ولماذا ولمصلحة من؟، وهل يأتي في سياق استراتيجية أو رؤية يتوافق عليها الجميع بما يحفظ مصالح المنطقة؟، كل هذه الأسئلة بحاجة إلى إجابات واضحة ومن الجميع مدنيين وعسكريين”.

جدير بالذكر أن جنوب دمشق يضم أكثر من 100 ألف مدني وتتقاسم السيطرة على مناطقة العديد من الفصائل المتنازعة، إذ تخضع بلدات (يلدا ببيلا بيت سحم وحي القدم وأجزاء من حي التضامن) لسيطرة المعارضة المسلحة وأبرز فصائلها (جيش الإسلام، جيش الأبابيل، لواء شام الرسول، لواء شهداء الإسلام، الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام)، في حين يسيطر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” على أحياء (الحجر الأسود والعسالي وأجزاء واسعة من حي التضامن ومخيم اليرموك)، بينما انحسرت مناطق سيطرة “الجبهة” في مربع الريجة شمال مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]