إرهابيون وليسوا مسلمين : التحريض الإعلامي على المسلمين

جان مزاوي - حيفا - فلسطين المحتلة بالنسبة لظاهرة الفيدهويات باللغة الانجليزية تحن عنوان "أنا مسلم ولست ارهابيّا"، "أنا مسلم وداعش لا تمثلني"، "أنا مسلم وأستنكر عمليات الارهاب" وإلخ..: قبل الفكرة المركزية اليكم بعض الأمثلة المعاصرة عن الإرهب في الديانات الأخرى (وذلك مع العلم أنني لن اتحدث عن الارهاب الحقيقي وهو الارهاب المؤسّساتي-الامبريالي بقيادة الولايات المتحدة وحليفاتها من أوروبا إلى اسرائيل والسعودية): ========================================= *بتقدرو تفشقو هاد المقطع عفكرة 1) في الحرب الأهلية الجارية في جمهورية أفريقا الوسطى هناك عصابات مسيحية بروتستانتية (حيث يشكّل المسيحيون 80% من سكّان الدولة وأغلبهم من البروتستانت)، التي تدعى "أنتي-بالاكا", والتي تلاحق الاقلية المسلمة (15%) بأكثر الاشكال وحشية بما ذلك العمليات الارهابية، التحوّل الدّيني الاجباري للمسيحية، والكانيبالية (أي أكل لحوم البشر، يعني بوكلوهن للجماعة). و-"انتي-بالاكا" هي فقط واحدة من عدة عصابات افريقية-مسيحية الموجودة في الكونغو, اوغاندا, مالي، جنوب السّودان وغيرها والذي تتبع أسلوبا مشابها من الارهاب بالاخص ضد المسلمين. وثمة أمثلة عديدة أخرى عن الإرهاب المسيحي في التاريخ المعاصر عبر أنحاء العالم: - في اشتباكات ايرلاندا الشمالية في أواخر القرن العشرين بين الكاثوليك والبروتستانت اتّبع "الجيش الايرلاندي الجمهوري (IRA)" الكاثوليكي سياسة "القنبلة الانسانية"، حيث أجبر سكّانا بروتستانتيين بقيادة سيّارات مفخخة الى داخل تجمعات بريطانية-بروتستانية وتفجيرها هناك. - حركة ال-KKKK النازية قادت في السنة المئات من الهجمات على المساجد في الولايات المتحدة، انتهت الكثير منها بحرق المسجد وبعض الضحايا والاصابات - "جيش الرّب الأوغندي" هو عصابة تمرّدية في شمال اوغاندا تطمح لاحتلال الدولة وتعمل تحت راية "حكم أوغاندا بحسب الوصايا العشر"، وقائدهم جوسيف كوني ينعت نفسه ب-"المتكلم باسم الله". إضافة إلى القتل المعتمد والمجازر، جيش الرب متُّهم باستخدام الاطفال في عملياته الارهابية وفي التجارة الجنسية بالقاصرات. ومن أبرز "انجازاته" مجزرة عيد الميلاد سنة 2008 في جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث قُتل فوق ال-400 محتفلا في 5 قرى في مهرجانات عيد الميلاد بطرق "مبدعة" مثل الحرق وتكسير الجماجم بالبلطات. 2) في سري-لانكا تقود حركة BBS (حركة بوذية قومية) منذ سنين حملات إرهابية ضد الأقلية المسلمة (10%) التي تشمل القتل المعتمد والاغتصاب الجماعي وحرق البيوت والمساجد. وأبرز هذه الحملات كانت أحداث 2014 في جنوب غرب الدولة حيث تشرّد 8,000 مسلما وأصيب أكثر من 80 بالجراح، بالإضافة إلى أربع ضحايا. وثمة أمثلة عديدة عن الإرهاب البوذي في التاريخ المعاصر عبر أنحاء العالم: - في شمال ميانمار منذ عام 2012 تشّد أكثر من 125,0000 مسلم من أبناء "الروهينغا" الذين يشكّلون الأقلية في الدولة نتيجة لاعتدائات من قبل عصابات بوذية، تحت قيادة رجال دين بوذيين الذين يروجون عقيدة "القومية البوذية" في دول جنوب-شرق آسيا. -في تايلاند تشكّل المعابد البوذية قواعد عسكرية يتم فيها تدريب إرهابيين بوذيين الذين يلاحقون الأقليات المسيحية والمسلمة. 3) "عائلة سانغ (Sangh Parivar)" هي مجموعة من الأحزاب والحركات الهندوسية اليمينية-المتطرفة في الهند ذات أيدولوجية تدعى "هيندوتفا (Hindutva)"، أي "القومية الهندوسية". ونفّذت هذه الحركات عدة عمليات ارهابية في السنة الاخيرة: - في رأس السنة المسيحية 2008 هاجمت حركة RSSS (المنظمة المؤسّسة لعائلة سانغ)، بالتعاون مع الحركات الهندوسية الأخرى VHP وBD، الكثير من القرى المسيحية في ولاية "اوريسا" في شرق الهند وقتلت فوق ال-50 مسيحي وحرقت نحو 100 كنيسة و730 بيت. الاعتدائات تكرّرت طوال سنة 2008 على أكثر من 300 قرية مسيحية، حيث دمّرت الحركات الهندوسية فوق ال-250 كنيسة وشرّدت نحو 50,000 مسيحيا. - سنة 1992 دمّر "متطوعين" من تنظيم VHPP مسجد بابري الصوفي في مدينة "أيودهيا" شمال الهند، والذي يعود للقرن السادس-عشر، بذريعة أنّ المسجد كان مبنيا على مكان ولادة الاله الهندوسي "راما" التنظيم الهندوسي المتطرف "أبهيناف بهارات" في ولاية "ماهاراشترا" غربي الهند (المنفصل عن "العائلة" لانها "ليست قومية بما فيه الكفاية") ايضا نفذ العديد من العمليات الارهابية في السنوات الأخيرة: - تفجير مجسد مكة في مدينة "حيدر آباد" جنوب الهند حيث قتل 16 مسلم (2007) - تفجيران في قريتي "ماليغاون" و-"موداسا" حيث قتل 8 مسلمين (2008) - تفجير في السكة الحديدية التي توصل دلهي (شمال الهند) مع لاهور (باكستان) حيث قتل 688 شخصا معظمهن من المسلمين الباكستانيين) ========================================= فغير أن معظم هذه الاخبار لا تصل أصلا شاشات الإعلام العالمي (بما ذلك شبكة الجزيرة), لا نرى فيديوهات بعنوان "انا مسيحي وأنتي-بالاكا لا تمثلني"، "انا بوذي ولست إرهابيا", أو "أنا هندوسي واستنكر اعمال "عائلة سانغ""، كما ولا احدا منّا يطالب بذلك أو يتوقع ذلك منهم. فهناك فقط ضغط اعلامي هائل على المليار ونصف مسلم في العالم أن يبرروا أنفسهم مرة تلو الأخرى بعد كل عملية ارهابية داعشية او قاعدية او أخرى وأن يستنكروا الارهاب علنيا وبالانجليزية، واذا لم يفعلوا ذلك فالافتراض هو انهم يدعمون الارهاب حتى تثبت برائتهم. كما ولا نشاهد برامج على CNN وغيرها تبحث في أسئلة مثل "هل المسيحية\البوذية\الهندوسية تدعو للعنف؟" لأن المسيحية هي ديانة الغرب "الحضاري والمتنور"، ولأن دول مثل سري-لانكا وميانمار والهند ليست بالأهمية الجيو-سياسية كدول الشرق الأوسط فلا داعي للتّحريض العالمي ضد البوذيين والهندوس لأن الولايات المتحدة وحلفائها لا يرغبون غزو جنوب آسيا في هذا الوقت. إضافة الى ذلك فلا نشهد من الصحافة العالمية رد فعل مشابه لعمليات ارهاب اسلامية في دول "نائية" مثل اندونيزا وماليزيا وتانزانيا، أولا لان هذه العمليات تكاد تكون غير موجودة وثانيا لان الامبريالية ليست معنية بالاستيلاء العسكري على هذه الدول في الوقت الحالي. وحاشا أن تذكر الصحافة الامبريالة جمهورها ان 80% من المسلمين اساسا لا يعيشون في منطقة الشرق الأوسط، فقد يعرقل هذا محاولة الولايات المتحدة بتحويل مصطلح "إسلام" الى كلمة مرادفة لقطعة الأرض الممتدة من باكستان الى مصر. الخلاصة هي أن هذه الفيديوهات وغيرها من اعمال تبريرية تعطي الشرعية للتحريض الاعلامي الغربي ضد المسلمين ككل وترويج الفكرة ان كل مسلم هو ارهابي حتى يستنكر ويعتذر على كل عملية ارهاب تنفّذ باسم الاسلام