سباق على السيطرة.. تحركات متزامنة لـ"درع الفرات" وقوات الأسد للتقدم نحو الباب


مراد القوتلي - خاص السورية نت

تتسابق القوات القريبة من مدينة الباب معقل تنظيم "الدولة الإسلامية" شرق حلب، لكسب المزيد من المناطق في وقت تشهد فيه المنطقة مواصلة "درع الفرات" لعملياتها العسكرية بدعم تركي، بالتزامن مع تحقيق النظام تقدماً من الجهة الجنوبية  الغربية للمدينة.

وبعد شبه توقف في المعارك منذ شهرين، سيطرت قوات المعارضة ضمن عملية "درع الفرات" على قرى جديدة في محيط الباب، وأعلنت فرقة "السلطان مراد"، اليوم الخميس، سيطرة قوات المعارضة على قرى "الغجران، والعواصي، واللواحجة، والحساني" الواقعة شرق الباب بعد مواجهات مع مقاتلي "تنظيم الدولة". وأمس الأربعاء، سيطرت قوات المعارضة أيضاً على قريتي الغوز وأبو الزندين.

من جانبه، يواصل الجيش التركي استهدافه لمقاتلي "تنظيم الدولة" في مدينة الباب، وبحسب بيان صادر عن رئاسة الأركان فإن "القوات التركية قصفت، أمس الأربعاء، 244 هدفاً لتنظيم داعش الإرهابي شمالي سوريا، وتمكنت من خلاله تحييد 51 إرهابياً". بحسب ما ذكرته وكالة الأناضول.

وأضاف البيان أنّ "من بين الأهداف المقصوفة، 83 مواقع عائدة للتنظيم، و10 عربات مفخخة، ومخزنين للأسلحة، ونقطتي تجمّع، ومخزن، ومدفعيتين"، موضحاً أن القصف الجوي تركز "على مدينة الباب ومناطق قباسين، وتادف، وبزاعة بريف محافظة حلب".

توسيع العمليات

بالموازاة مع ذلك، قالت قوات نظام بشار الأسد، اليوم الخميس، إن تقدمها في الآونة الأخيرة أمام "تنظيم الدولة" في ريف حلب الشرقي (الباب)، "مجرد نقطة بداية لمزيد من العمليات لطرد مقاتلي التنظيم" وتوسيع هيمنتها في المنطقة.

وفي بيان صادر عن "جيش النظام"، ذكر أن "وحدات من الجيش والقوات المسلحة بالتعاون مع القوات الرديفة والحلفاء تمكنت خلال عملياتها العسكرية الواسعة ضد تنظيم داعش الإرهابي من تحرير أكثر من 32 بلدة ومزرعة بمساحة إجمالية بحدود 250 كيلومترا مربعا شمال شرق حلب".

وأضافت "إن الإنجاز خلال العملية العسكرية في ريف حلب الشرقي يوسع دائرة الأمان حول مدينة حلب ويشكل منطلقا لتطوير العمليات العسكرية في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي وتوسيع مناطق سيطرة الجيش العربي السوري والتحكم بطرق المواصلات التي تربط المنطقة الشمالية بالمنطقة الشرقية."

وحدة المعلومات في مركز عمران للدراسات الاستراتيجية

قطع الطريق على النظام

ويثير المشهد العسكري الحالي تساؤلات عن أسباب التقدم السريع للنظام في محيط الباب، وسبب الفتور الذي شاب مؤخراً معارك "درع الفرات" قبل التحرك الأخير والسيطرة مجدداً على مناطق جديدة.

وفي هذا السياق، وصف مصطفى سيجري رئيس المكتب السياسي في "لواء المعتصم" - أحد فصائل المعارضة المشاركة في درع الفرات - الوضع العسكري في معارك بالباب بالمعقد، لكنه أكد في تصريح خاص لـ"السورية نت" أن فصائل "درع الفرات" تتحرك ميدانياً لقطع الطريق على قوات النظام والميليشيات المساندة لها والتي تهدف للسيطرة على الباب.

وعزا سيجري تقدم النظام مؤخراً في محيط الباب إلى تسليم "تنظيم الدولة" 20 قرية لقوات النظام بعد الانسحاب منها دون مواجهات.

الناشط الإعلامي من مدينة الباب أحمد محمد أكد من جانبه في تصريح لـ"السورية نت" تسليم "تنظيم الدولة" عدداً من مناطقه للنظام، مشيراً إلى أن الأخير يسيطر على مناطق التنظيم بسرعة، في حين أن المعارك مع قوات "درع الفرات" تكون شرسة.

ويعتقد محمد أن السبب في انسحاب التنظيم، هو أن يضمن بأن النظام لن يقطع طريق إمداده إلى مدينة الباب، ويوضح ذلك بقوله أن "النظام بإمكانه قطع طريق إمداد التنظيم للمدينة في حال السيطرة على قرية أبو جبار القريبة من قرية تادف، وعبر هذه المنطقة يأتي التنظيم بالإمدادات من الرقة إلى الباب من خلال طريق الرقة - دير حافر - مسكنة - أبو جبار - الباب".

ويمثل تقدم النظام الأخير تهديداً لأهداف "درع الفرات" بالوصول إلى مدينة الباب والسيطرة عليها، لكن سيجري استبعد وصول النظام للباب، وقال إن "السيطرة على هذه المدينة هدف معلن لدرع الفرات"، مشيراً أن خيار الصدام المباشر مع قوات النظام في المنطقة ليس مستبعداً.

وتسبب تحصن مقاتلي "تنظيم الدولة" في مناطق سكنية، بتباطؤ في تحرك "درع الفرات" الذي تقف قواته على مشارف المدينة، ووفقاً لرئيس المكتب السياسي لـ"لواء المعتصم" فإنه "مع اتخاذ تنظيم الدولة للمدنيين دروعاً بشرية ونقل مقراته القيادية ومستودعاته إلى أسفل منازل المدنيين، أصبح من غير الممكن

دخول المدينة في ظل هذه الأوضاع دون أن يكون هناك خسائر وضحايا من المدنيين، ولا يخفى على أحد أن من يقاتل في صفوفنا هم أبناء مدينة الباب".

في السياق ذاته، أشار الناشط محمد أن أكبر عائق في مواصلة المعارك الألغام التي يزرعها "تنظيم الدولة" وتحصن مقاتليه في المناطق السكنية واتخاذهم دروعاً بشرية، لافتاً أن التنظيم يقتل أي شخص يحاول الهروب من المدينة، في حال نجا من المرور بالمناطق المزروعة بالألغام.

ومن جانب آخر، يعيش المدنيون في مدينة باب في وضع مأساوي، جراء العمليات العسكرية وعمليات القصف التي تستهدف المدينة، ووفقاً للناشط محمد فإن مدنيين يسقطون يومياً بين شهداء وجرحى، فضلاً عن الحصار الذي يفرضه التنظيم عليهم، إذ لا يسمح لهم بالتجول سوى في مناطق سيطرته.




المصدر