مواجهات لا تهدأ في الغوطة وخسائر كبيرة للنظام


جيرون

تجددت اليوم الخميس، الاشتباكات العنيفة بين فصائل المعارضة المسلحة وقوات النظام السوري، ومن يساندها من الميليشيات الطائفية، على جبهات منطقة المرج في الغوطة في الشرقية، فيما تواردت أنباء عن مقتل وجرح العديد من عناصر النظام خلال المعارك الدائرة دون معلومات عن الخسائر في صفوف المعارضة.

وكان يوم أمس الأربعاء شهد مواجهات وصفت بالضارية بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام على مداخل بلدة حزرما، بعد محاولة الأخيرة اقتحام المنطقة، وأكدّ ناشطون من المنطقة مقتل اثني عشر عنصرًا للقوات المهاجمة إلى جانب تدمير دبابتين، دون أن تحرز أي تقدم.

ذكر الناشط أبو محمد الدمشقي، لـ (جيرون) أن المعارك في الغوطة الشرقية “لم تقتصر على جبهات المرج، إذ شهدت محاور مدينة دوما من جهة الأوتوستراد الدولي دمشق-حمص مواجهات عنيفة، عندما حاولت مجموعات من قوات النظام والمليشيات الرديفة، التسلل إلى مواقع المعارضة”، موضحًا أن “المدافعين صدوا الهجوم وكبدوا المهاجمين خسائر فادحة في الأرواح والعتاد وأجبروهم على التراجع إلى مواقعهم”.

بدورها ردت قوات النظام بقصف عنيف، استهدف العديد من المدن والبلدات في الغوطة الشرقية، إذ أكد ناشطون أن قصفًا بصواريخ أرض- أرض طال بلدة جسرين جنوب الغوطة، في حين تعرضت حرستا ودوما إلى قصف صاروخي ومدفعي عنيف، طال الأحياء السكنية ما أسفر عن عديد الإصابات في صفوف المدنيين دون أرقام دقيقة.

بالمقابل تشير مصادر عسكرية من الغوطة الشرقية، أن المرحلة المقبلة ستشهد تصعيدًا عسكريًا كبيرًا من النظام وحلفائه على المنطقة، سيما بعد تهجير وادي برى، موضحةً أن الأول سيزجّ بكامل قواه العسكرية، في مسعى لتطبيق سيناريو التهجير القسري والتغيير الديمغرافي على الغوطة، مؤكدين أن الغوطة لن تكون كغيرها من المناطق، وسيواجه فيها النظام مقاومةً لم يشهدها في أي مناطق سورية، على حد تعبير المصادر.

تأتي هذه التطورات الميدانية، في ظل أوضاع إنسانية مأساوية لعشرات الآلاف من المدنيين مازالوا داخل الغوطة الشرقية المحاصرة منذ نحو أربع سنوات، وتتفاقم معاناة المدنيين مع البرد القارس وانعدام أو ندرة مواد التدفئة وارتفاع ثمنها في حال تواجدها، إلى جانب الأوضاع الطبية السيئة إذ أكدت العديد من المصادر الطبية نفاد الكثير من الأدوية، أبرزها أدوية السل وغسيل الكلى ما يُهدّد بكارثة حقيقية في حال لم تستجب المؤسسات والمنظمات ذات الصلة.

جدير بالذكر أن المعارك على جبهات الغوطة الشرقية بلغت ذروتها في الأسابيع الماضية، واستطاع النظام خلالها السيطرة على بعض المناطق آخرها (البحارية والقاسمية)، ومازال يحاول التقدم في المنطقة، حيث شهد أول أمس مواجهات عنيفة بين قوات الأول ومقاتلي المعارضة المسلحة أسفرت عن مقتل عشرة عناصر للنظام دون أن تحرز قواته أي تقدم جديد.




المصدر