الإدارة الذاتية تصدّر المازوت للنظام وتحرم المواطنين في مناطقها


كدر أحمد: المصدر

مع دخول الأيام الأولى من (سعد الذبح) المعروفة ببرودة أجوائها وتساقط الثلوج خلالها، يزداد الطين بلة في المناطق التي تسيطر عليها الإدارة الذاتية المعلنة من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي (ب ي د) وأحزاب أخرى شمال سوريا، في ظل فقدان مادة المازوت وارتفاع أسعارها بسبب تصديرها للنظام.

وتشهد مدينة عفرين في ريف حلب غلاءً في أسعار المازوت، حيث بلغ سعر الليتر الواحد أكثر من ٤٠٠ ليرة سورية، إضافة إلى فقدان المادة في أسواق المدينة باستثناء بعض التجار المحتكرين.

وأما مدن الجزيرة السورية ومدينة عين العرب (كوباني)، فقد باتت الأسعار أفضل حالاً مما عليه في عفرين، فسعر ليتر المازوت بحدود ١٠٠ ليرة سورية، وإن تفاوتت أسعار المادة بين مراكز الإدارة الذاتية وأسعار التجار.

وقال ناشط من مدينة كوباني لـ “المصدر” إن مادة المازوت باتت سلعة يتحكم التجار بأسعارها في ظل حاجة المواطن لها في منتصف فصل الشتاء، مشيراً إلى أن الإدارة الذاتية تبيع المازوت للتجار ليتحكموا بأسعارها.

وأشار إلى تفاوت الأسعار بين محطات الوقود والتجار، فسعر ليتر المازوت في المحطات بحدود 5٠ ليرة، أما خارج المحطات فوصل حتى ١٥٠ ليرة.

وتحدث الناشط عن تقاعس الإدارة الذاتية في مكافحة المحتكرين، مؤكداً أنه في حال أراد مواطن تقديم شكوى ضد أحد التجار فإن هؤلاء التجار لا يهتمون لأمر الاعتقال ومصادرة موادهم من قبل الإدارة الذاتية، مما سهل على محتكري المادة التحكم في الأسعار أيضا.

وفي ظل تذمر أغلب مواطني مناطق الواقعة تحت سيطرة الإدارة الذاتية من نقص مادة المازوت رغم أن إنتاج المواد النفطية يبلغ يومياً أكثر من ٧٠ ألف برميل، تقوم الإدارة الذاتية بتصدير المواد النفطية إلى مناطق سيطرة النظام، حيث يتم نقل المواد عبر صهاريج كبيرة إلى مدينة حلب لتباع بأسعار مرتفعة، كما يتم نقلها إلى مصفاتي حمص وبانياس.

أما طريق هذه الصهاريج، فإنها تنتقل من منطقة الجزيرة إلى منبج ومنها لمدينة تل رفعت ومنها لمناطق سيطرة النظام، وفق ما أكده نشطاء مقربون من الإدارة الذاتية.

ويعاني سائقو السيارات العامة من نقص المازوت وعدم كفايتها لمتطلباتهم، حيث خصصت الإدارة الذاتية ٤٠٠٠ ليتر أسبوعياً لحافات نقل الركاب الصغيرة في مدينة رأس العين (سري كانييه)، إضافة إلى صعوبة الحصول عليها وارتفاع أسعار المادة لدى التجار لأكثر من ١٧٠ ليرة سورية.

وأكد ناشطون أن المواطنين يعيشون في المناطق التابعة للإدارة الذاتية أزمة خانقة بفقدان المازوت من المحطات، ويرجع ذلك إلى إرسال النفط الخام إلى مناطق النظام، فيومياً تنقل الصهاريج وبكميات كبيرة النفط من مناطق الإدارة الذاتية إلى مناطق سيطرة النظام.

وأضافوا بأن الكومينات التابعة للإدارة الذاتية لا تقوم بدورها بإعطاء مادة المازوت إلا لمؤيديها والتابعين لها، كما أن محطات الوقود أيضاً لا تعطي مادة المازوت إلا بعد حصول المواطن على ورقة منح المادة من الكومينات، وهي بدورها لا تعطي تلك الورقة إلا لمؤيديها، ليقوم المواطن بشراء المادة من التجار بأسعار تفوق الـ ١٠٠ ليرة سورية.





المصدر