القاهرة 3 على الأبواب والمعارضة تواجه امتحانات دي مستورا


جيرون

تستعد القاهرة لاحتضان اجتماع جديد للمعارضة السورية، يتوقع أن تخرج عنه منصتان: إحداهما تفاوضية، في الوقت الذي مازال فيه “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” و”الهيئة العليا للمفاوضات” يعملان على تفنيد تصريحات دي مستورا الأخيرة.

وعلمت (جيرون) من مصادر متقاطعة، أن اجتماعًا موسعًا يجري التحضير له في القاهرة تحت اسم اجتماع “القاهرة 3″، إذ من المفترض أن يلتئم في العاصمة المصرية نهاية شهر شباط/ فبراير الجاري.

وأكدت المصادر لـ (جيرون) أن الاجتماع يجري التحضير له على مستوى عالٍ، وتقوم لجنة التحضير بالتواصل مع أكبر عدد ممكن من شرائح المعارضة السورية وتكتلاتها، فضلًا عن المستقلين، من أجل حضور الاجتماع الذي ستتمخض عنه منصة معارضة واسعة الطيف.

وأضافت المصادر، أن القاهرة “ستلد منصة سيكون لها مكتب رئاسي يبحث الموضوعات الأكثر حساسية في المضمار السياسي، ومكتب مسؤول عن التفاوض، سيكون له أثره في العملية التفاوضية الخاصة بحل الأزمة في سورية، وعملية الانتقال السياسي”.

ونبهت المصادر إلى أن أجندة اجتماع القاهرة تقوم على تمثيل واسع للمعارضة، “تلبي مطالب الشعب السوري وتسعى لإحداث تغيير في الخط العبثي الذي تيسر فيه مجريات الأزمة في سورية”.

يأتي ذلك في ظل حالة التخبط التي تعيشها المعارضة السورية، إثر طلب المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، من الأولى، تشكيل وفد موحّد وواسع بحلول يوم الثامن من شباط/ فبراير الجاري، وذلك تحضيرًا لدخول عملية التفاوض مع النظام السوري المزمع عقدها نهاية الشهر في جنيف السويسرية.

وهدّد دي مستورا بأنه سيشرف على تشكيل الوفد المعارض بنفسه، في حال فشلت المعارضة القيام بذلك، وهو ما عده الائتلاف والهيئة تجاوزًا لصلاحياته واستفزازًا للمعارضة السورية وإضرارًا بعلاقتها مع “الأمم المتحدة”.

وفي أول تصريح له، قال الأمين العام الجديد لـ”الأمم المتحدة”، أنطونيو غوتيريش: إن “الانتقال السياسي في سورية سيكون في صلب مفاوضات جنيف الشهر الجاري”، وأوضح أن دي مستورا، في تصريحاته حول تشكيل وفد المعارضة بنفسه “لم يخرج عن نص قرار مجلس الأمن 2254”.

وأضاف غوتيريش أنه من المهم الآن العمل “على إنجاح مفاوضات جنيف، وهو ما يتطلب تمثيلًا ذا معنى للمعارضة، وسنقوم بكل ما هو ممكن لأجل ذلك”، وتابع “الوقت الآن ليس لبحث الأمور الجانبية، بل للعمل على إنجاح مؤتمر جنيف”.

في السياق ذاته، اجتمعت المجموعة العربية في “الأمم المتحدة” مع دي ميستورا، بعد عرْض تقريره في مجلس الأمن قبل يومين، ليؤكد الأخير أن “العملية الانتقالية في سورية ستجري على 3 مراحل، تتضمن تشكيل حكومة انتقالية ودستورًا”.

وقال دي مستورا في تصريحات صحفية، نقلها عنه موقع “العربية نت”: هناك “أهمية لمشاركة جامعة الدول العربية في مباحثات جنيف حول سورية”، مؤكدًا أنه “تقدّم بهذه الرؤية إلى مجلس الأمن”.

ورأى المسؤول الأممي أن “سورية بلدٌ يقع في العالم العربي، وعليه فإنه من الضرورة بمكان حضور ومشاركة جامعة الدول العربية في مفاوضات جنيف”.

وكان عضو وفد “الهيئة العليا للمفاوضات”، والمستشار القانوني المشارك في مباحثات أستانا، محمد صبرا، قد قال في تصريحات صحفية إن “دي مستورا يحاول اليوم عبر الضغط على المعارضة، وتحديدًا على الهيئة العليا، استعادة الخلاف القديم الذي يفترض أنه حُلّ، وتحديدًا قبل تشكيل الوفد المشارك في جولة مفاوضات جنيف الأخيرة، بعدما حاول فرض أسماء على الوفد”.

وأضاف صبرا، وفق صحيفة “الشرق الأوسط”، أنه “في كانون الثاني/ يناير من العام الماضي، خضع هذا الموضوع للبحث مع دي مستورا وفريق قانوني، وجرى التوصل إلى نتيجة واضحة لاقت موافقة مساعد أمين عام الأمم المتحدة أيضًا، وهي أن مهمة تشكيل الوفد تقع على الهيئة وحدها، وإذا أراد المبعوث الدولي يمكنه دعوة شخصيات أخرى بوصفهم مستشارين، وهو ما قام به”.

وعد أن العبارة التي “وردت في القرار 2254 والتي أشارت، إلى أن مجلس الأمن، يتطلع إلى أن يضع المبعوث الدولي إلى سورية، اللمسات الأخيرة لتحقيق هدف تشكيل وفد يجمع أكبر طيف من المعارضة التي تقع عليها مهمة تشكيل الوفد” لا تعطي الصلاحية للمبعوث بـ “التدخّل في تشكيله”.




المصدر