النساء أكثر الفئات معاناة في مخيمات إدلب


فارس وتي

أفرزت سياسة التهجير القسري، التي ينتهجها النظام السوري، واقعًا إنسانيًا أليمًا في مخيمات ريف إدلب الغربي التي استقبلت الآلاف من مهجري ريف دمشق طوال الأشهر الماضية، وتستفحل المعاناة أكثر بين النساء اللواتي وجدن أنفسهن -فجأة- في بيئة جديدة، تفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات العيش، وتتعمق مآسيهن في ظل قلة الخدمات المقدمة لأطفالهن.

تعيش ميساء، أم أنوار، المهجرة قسرًا من مدينة خان الشيح في ريف دمشق، في مخيم “دير حسان” في ريف المحافظة، وهو “مخصص للسكن الموقت”، على حدّ تعبيرها، لكن “مرّ ما يقرب من شهرين ونحن في المخيم، دون أن ننتقل إلى مخيم آخر، أو مكان آخر تتوفر فيه الخدمات الضرورية”.

وأضافت لـ (جيرون) موضحةً أن أطفالها “الثلاثة منقطعين عن الدراسة منذ أن وصلنا الى إدلب، وذلك لبُعد المدرسة عن المخيم”، وتتعدى مخاوف أم أنوار مدرسة أولادها، لتصل إلى الخوف عليهم “من قصف طائرات النظام، ومن عمليات الخطف، التي انتشرت في الآونة الأخيرة في محافظة إدلب”.

أشارت ميساء -بمرارة- إلى أن “حالنا أشبه بحال المُشردين، الذين لا حول لهم ولا قوة في ريف إدلب، حيث تعمل منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الخيرية، على مبدأ المحسوبية والواسطات، لدرجة تغلبت فيها على المؤسسات التابعة للأسد”.

تحمل أم أنوار إجازة في الرياضيات، ولديها “خبرة عشرين عامًا في التعليم، ومع هذا؛ نجد أن الأولوية لابنة المدينة غير المؤهلة للتعليم”، وشبهت حركة أسرتها المحدودة داخل المخيم “بحصار قوات النظام لمدينة خان الشيح، والعيش تحت غارات طائرات النظام، أرحم من هذا الوضع البائس، حتى أن المؤسسات الإغاثية، حينما تأتي إلينا لتعطينا المواد الغذائية، تنظر إلينا برحمة وشفقة”.

لا يختلف حال أم أنوار عن حال آلاف النساء المُهجرات اللواتي يعشن أوضاعًا قاسية ومريرة في مخيمات النزوح.

وقالت تسنيم السيد محمود، الناشطة في مجال الإغاثة في ريف إدلب، لـ (جيرون): إن “سياسة التهجير القسري التي اتخذها النظام بحق الأهالي في خان الشيخ، وسواه، أمر صعب على الجميع، لكنه أصعب على المرأة، كونها مسؤولة عن أطفالها في ظل غياب الزوج لأسباب كثيرة”.

وأضافت موضحة: إن أحد أسباب تفاقم مُعاناة المُهجرين هو “ارتفاع أسعار السلع الغذائية، وعدم تجهيز المسكن المُلائم لإيوائهم، والنسوة يعانين أكثر، وتتفاقم مُعاناتهن إذا ما كانت الرعاية الصحية لأطفالهن ضعيفة”.

يفتقر المُهجرون قسرًا إلى مخيمات الشمال السوري إلى الحدّ الأدنى من مقومات الحياة الطبيعية، فأماكن عيشهم في الخيم والمنازل الطينية، ينقصها الحد الأدنى من الخدمات الضرورية.




المصدر