‘يو إس أ توداي: “هل أميركا ترامب قبيحة وجاهلة وأنانيّة”’
4 شباط (فبراير - فيفري)، 2017
أحمد عيشة
قوض الأمر التنفيذي بخصوص اللاجئين قيّمنا، وفشل في أن يجعلنا أكثر أمانًا
إيسياس خواريز مع ابنته أنارهو، ينضمون إلى التّجمع في وسط مدينة دورهام، كارولاينا الشمالية، يوم الجمعة 27 كانون الثاني/ يناير، لإظهار دعمهم للاجئين والمهاجرين والوقوف ضد خطة الرئيس ترامب لحظر اللاجئين من الدول الإسلامية. (الصورة: برنارد توماس، هيرالد صن عبر أسوشيتد برس)
نشأت في أتلانتا، ولكن أعيش الآن في نيو إنغلاند. منذ الأحد الماضي، تبادلت عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع أصدقاء لي من أتلانتا حول بطولة دوري كرة القدم المقبل. ولكن شيئًا ما حدث، وهو أكبر من فرق الصقور والفريق الوطني، وأكبر من الولايات الحمراء والولايات الزرقاء. إنه عن القيم الأميركية بصورة جوهرية، وكذلك حول أمن الولايات المتحدة، بغض النظر عن المكان الذي نعيش فيه، وكيف صوّتنا، أو أيّ فريق نشجعه. ويوم الجمعة، أصدر الرئيس ترامب أمرًا تنفيذيًا جديدًا بشأن اللاجئين.
لتقييم السياسة الجديدة، سأسأل ثلاثة أسئلة:
- هل السياسة الجديدة تستند إلى الحقائق؟
- هل تجعلنا أكثر أمنًا؟
- هل تتفق مع القيم الأميركية العريقة؟
أخبر الرئيس مؤخرًا محطة ABC الإخبارية: نحن “نسمح للناس بالقدوم، وهم في كثيرٍ من الحالات أو في بعضها، يتطلعون إلى القيام بتخريب هائل، إنهم دواعش. يأتون تحت ذريعة كاذبة”، بينما تقول الحقائق خلاف ذلك، حيث خلصت دراسةٌ حديثة تبحث في مخاطر الهجرة والإرهاب إلى أنَّ احتمالات تعرضهم للقتل، على يد إرهابي أجنبي المولد من الذين يدخلون الولايات المتحدة، هي أكثر من 1 من 3 بالمليون سنويًا. هجومٌ إرهابي من جانب لاجئ؟ واحد من 3.6 بالمليار. هجومٌ إرهابي من مهاجرٍ غير شرعي؟ واحدة مما يقرب من 11 بالمليار. والآن، أنت عرضةٌ للقتل من زوجك أكثر من القتل عبر هجومٍ إرهابي، ناهيك عن هجومٍ نفذّه إرهابي دخل تحت ذريعة “ادّعاءٍ كاذب”.
قد يقول بعضهم، “حسنًا، حتى لو كان الخطر هو 1 بالزِّليون، فهذا الواحد كبيرٌ جدًا، لذلك لماذا نسمح لأيّ شخصٍ أن يأتي؟” هذا رٌّد مفهوم. المهنيون في الأمن القومي سيقولون لكم، مع ذلك، لا يوجد شيء اسمه أو احتماله صفر في المخاطر، ولكن دعونا نرمِ هذا جانبًا، ونأخذ على محمل الجد فكرة أنَّنا لا نريد أن نخاطر بموتِ شخصٍ واحد عن طريق الإرهاب، وهذا يقودنا إلى السؤال الثاني.
هل يجعلنا الأمر التنفيذي أكثر أمنًا؟ لا، وسيقوض فعلًا أمننا القومي. الإرهابُ ليس تهديدًا يمكن أن نتخلص منه لوحدنا، ونحن لا نستطيع ببساطةٍ أن ننسحب ونتخفّى. النصر يتطلّب التعاون مع أصدقائنا، وعلى وجه الخصوص الدول الإسلامية؛ حكوماتِها ومواطنيها، فالعدد الهائل من ضحايا الهجمات الإرهابية هو من المسلمين. إما أن نقاتل الإرهاب معًا، أو نخسر بصورةٍ منفصلة. لكن الأمر التنفيذي جعل التعاون الدولي أكثرَ صعوبةً، وزاد من العداء تجاه الولايات المتحدة، وعزّز قوة داعش لتجنيد الأتباع، وجعل القضية بأنَّ الولايات المتحدة معاديةٌ للإسلام.
وأخيرًا، ينبغي لنا أن نتساءل عما إذا كان الأمر التنفيذي يتّسق مع القيم الأميركية. لن يكفي لنقول أنتم بلد عظيم، عليك أن تتصرف مثل بلدٍ عظيم، وعليك أن تضع أموالك حيث تخدمك. عندما يتعلق الأمر بالتعديل الثاني، يقول كثيرون إنَّه يجب أن تكون البلاد وقيمها محمية، حتى لو كان ذلك يكلف الآلاف من الناس الذين يقتلون في العنف المسلح في كلّ عام. يقولون إن بعضَ الأفكار تستحق المخاطر والتكاليف. ولكن ماذا عن بعض المبادئ الأميركية الأخرى مثل الانفتاح والعدل؟ كيف مكّنتنا من أن نغزو العراق، ونطلق العنان للفوضى، ثم ندير ظهورنا للفوضى التي صنعناها، ونقول للأسر الهاربة من الاضطهاد “أنتم لوحدكم”؟
نحن نتوقع من الجنود وعمال الإغاثة والشرطة والعاملين في المجال الطبي، ونعم، حتى من المواطنين العاديين أن يواجهوا المخاطر، وليس الهرب وترك الناس لمواجهة مصيرهم. فعلنا ذلك في بوسطن خلال تفجير الماراثون، وشعب بوسطن يعرف أمرًا أو أمرين حول الهجمات الإرهابية، ولكن أعدنا تأكيد التزامنا بقبول اللاجئين.
نقول إن لدى أميركا أهدافًا خاصة، ونقول نحن منارةٌ مشرقة، ولكنَّ الأمر التنفيذي يقول يجب أن تُغلق أميركا الباب على الأطفال والأسر. أيّ تفسيرٌ لهذا؟ أيّ بلد هي أميركا، لأنه لا يمكن أن يكون لك كلا الاتجاهين؟ هل نحن بلدُ القيم والمبادئ، أم بلدُ المصلحة الذاتية البشعة وبلد الجهل؟
هذا ليس عن الرئيس ترامب، ولا يتعلق الأمر بالمحافظين والليبراليين، أو الولايات الحمراء والولايات الزرقاء، ولكنه عن الرؤية الأميركية، وإذا كنا أولئك الذين نراقب خلال هذه اللحظة من التاريخ، لدينا الإرادة والقدرة للمحافظة على المشروع الأميركي على قيد الحياة، ولكن عن الوطنيين، وليس عن هؤلاء الذين يلعبون في الدوري الممتاز، ولكن الوطنيين الحقيقين الذين يدافعون عما يُدعى التجربة الأكثر أهميةً في التاريخ الحديث: الولايات المتحدة الأميركية.
اسم المقالة الأصلي Will Trump’s America be a nation of ugly self-interest and ignorance الكاتب جيم والش، Jim Walsh مكان النشر وتاريخه يو إس أ توداي، USATODAY، 29/1 رابط المقالة Will Trump’s America be a nation of ugly self-interest and ignorance ترجمة أحمد عيشة
[sociallocker] [/sociallocker]