uFEFFكهوف عُمان تتحول إلى قبلة للسيّاح من محبي المغامرات
4 شباط (فبراير - فيفري)، 2017
تبرز سلطنة عُمان بكهوفها التاريخية التي تحولت في السنوات الأخيرة إلى قبلة للسياح من محبي المغامرات والإثارة، والتي تمتد أعمار بعضها إلى 25 ألف سنة.
الباحث العُماني المتخصص في الجيولوجيا والكهوف، محمد الكندي، وصف تلك الكهوف بأنها «تختزن أرشيفا من المعلومات المختلفة التي لا يمكن قراءتها في كثير من الأحيان من طبقات الصخور الظاهرة على سطح الأرض».
وأوضح أن «غالبية السلاسل الجبلية في سلطنة عُمان تتكون من الصخور الجيرية، وهي من الناحية الجيولوجية تعد حاضنةً للكهوف إذ أنها تذوب بسهولة نوعا ما بفعل المياه المشبعة بالأحماض مما يساعد على تكون كهوف ضخمة فيها عبر آلاف السنين خصوصا في الفترات الممطرة».
ولهذا السبب تحتوي عمان على مجموعة من الكهوف الضخمة سواء في الشمال أو الجنوب، حسبه.
وأشار إلى أن العُماني قديما استخدم هذه الكهوف في تخزين المواد الغذائية؛ ولجأ إليها عندما كانت تقسو الظروف الطبيعية.
واستخدم العماني القديم أيضاً بعض الكهوف المفتوحة نسبيا لبناء بيوت صغيرة يعيش بداخلها في بعض فصول السنة.
كما أنه «استخرج من مجموعة منها سمادا لتربته الزراعية خصوصا تلك الكهوف التي تحتوي على فضلات الخفافيش، إذ تعد هذه الأخيرة مخصبات ممتازة للتربة؛ حيث تحتوي الكهوف أحياناً على أعداد من الكائنات النادرة كالحشرات والأسماك التي لا تعيش إلا في داخل الكهوف».
وتُشكل الكهوف المتناثرة في أنحاء سلطنة عُمان، والتي يصل أعدادها نحو الألفين، أسراراً يجري العلماء عليها تجاربهم لفك رموزها؛ وهي بذلك تنضم إلى دائرة الأسرار العمانية التي تحتوي أكثر من ألف أثر ما بين قلاع وحصون يرجع بعضها إلى تاريخ ما قبل الإسلام، وألوف الأشجار الضخمة الكثيفة والنباتات الطبيعية النادرة التي تعود إلى ملايين السنين.
تلك الكهوف أحاطها الغموض بسبب ما أثير حولها من أساطير منتشرة بين السكان المحليين دفعهم لذلك أشكالها الطبيعية الغريبة؛ من بينها استضافتها للجن.
يضاف إلى ذلك أيضا العثور على 142 قطعة من النيازك التي تشكل قيمة علمية مهمة على المستويات الإقليمية والدولية، وصنفت قطعة واحدة منها تزن 233.4 جرام من بين أهم 18 قطعة مريخية تم العثور عليها حتى الآن في العالم.
سياحة مغامرات
وللكهوف القديمة أهمية سياحية بالغة لدى الكثيرين حول العالم؛ لما تقدمه من لوحة رائعة من المنحوتات الطبيعية البديعة التي تتباين بين البلورات والكريستالات الكربونية والجبسية؛ تحمل تراثاً طبيعياً تحكى قصة وتاريخ تلك الكهوف وما عاصرته من أمم وأزمان؛ كما أنها تعد قبلةً للمهتمين من عالم الجيولوجيا.
والسياحة الطبيعية والجيولوجية أحدثت نقلة نوعية في مفهوم السياحة في عُمان لا سيّما تلك السياحة التي تعتمد على مفردات البيئة المختلفة التي لم تصل إليها أيادي الحداثة.
وتتجلى الكهوف العمانية في مجسماتها الجيولوجية، وكتلها الصخرية، وفتحاتها الغريبة وعمقها وظلامها التي تحتاج كلها لتقنيات تمكن من رؤية معالمها، وشواهدها ومنظومة الأسرار التي تتكشف رويداً رويداً على أيدي الباحثين والعلماء لتكشف حلقة مفقودة في سلسلة تاريخ المنطقة وجغرافيتها. أما من الناحية الاقتصادية والسياحية، فتعد الكهوف عامل جذب سياحي للكثير من المغامرين في العالم، والكثير منها يمكن تطويره لتصبح مزارا للتمتع بالأشكال الفريدة.
وتتنوّع الكهوف في سلطنة عُمان؛ وتنتشر جغرافيا بين جبالها من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب؛ داعيةً السُياح إلى اكتشاف جيولوجيتها الفريدة؛ حيث تتباين أنواعها وأطوالها وأحجامها وتكويناتها الجغرافية.
وتعد كهوف «مجلس الجن» بولاية مسقط(شمال)، و»الهوتة» بولاية الحمراء (شمال)، وكهف «طيق» في محافظة ظفار شمال السلطنة، وكهف «جرنان» بولاية إزكي (وسط).
ويرتاد السلطنة سنويا أعداد كبيرة من المغامرين العرب والأجانب لزيارة هذه الكهوف واستكشاف خباياها.
[/sociallocker]