الحماية المؤقتة تحطم آمال اللاجئين السوريين في ألمانيا.. لماذا يعتبرونها "مصيبة كبرى"؟


يتسبب قانون الحماية الثانوية للاجئين السوريين في ألمانيا بصدمة لهم، إذ من شأنه أن يحطم آمالهم في لم شمل عوائلهم، لا سيما وأن بعضهم مضى عليهم قرابة عامين دون أن ينجحوا في الالتقاء بأفراد أسرهم، بالتزامن مع الإجراءات البيروقراطية التي تتعامل بها السلطات مع ملف اللاجئين.

ومن بين هؤلاء "أبو فيصل" وهو لاجئ سوري من حلب موجود في ألمانيا، غامر بحياته في البحر للوصول إلى أوروبا والبدء بحياة جديدة لكنه حتى الآن لا يزال حظه عاثراً، شأنه شأن آلاف اللاجئين الآخرين.

ويقول "أبو فيصل" في تصريح لموقع "DW" الألمانية، إن حصوله على حق الحماية والإقامة الثانوية بمثابة "مصيبة كبيرة"، ويوضوح أنه بالحصول على هذا نوع من الحماية "فلن أتمكن من التقدم بطلب لمّ شمل عائلتي حتى ربيع عام 2018، وإذا أضفنا مدّة تقديم الطلب وما يتبعها من إجراءات تغدو المدة ثلاث سنوات وهذه مصيبة كبرى".

وعن منح حق الحماية الجزئية للاجئين السوريين يقول هاينز كولر، الخبير الاجتماعي في منظمة (دياكوني) في مدينة هاغن بولاية شمال الراين وستفاليا: "يعتمد الأساس القانوني لمنح صفة اللجوء على اللجوء المبرر مثل الملاحقة أو الاضطهاد أو بسبب العنصرية أو المعتقدات السياسية أو الانتماء الديني".

وأكد كولر أنّ من يتمكن من إثبات تعرضه لمحاولة الاضطهاد في بلده سيحصل على الحماية الكاملة (صفة لاجئ). أمّا عن تبعات هذه الحماية الثانوية فيقول كولر في حواره لـ"DW": "المشكلة الكبرى هي حق لم شمل العائلة، حيث يتوجب على اللاجئ الانتظار لفترة أطول، بالإضافة إلى منحه جواز سفر بلون رمادي يختلف عن ذي اللون الأزرق الذي يمنح لمن يحصل على حق الحماية الكاملة".

وحسب كولر، فإنّ اللاجئ الذي يحصل على وثيقة السفر ذات اللون الرمادي لا يحقّ له السفر خارج البلاد، طبعاً في حالة لم يكن لديه جواز سفر سوري، أمّا لو قام اللاجئ السوري بتقديم طلب للحصول على جواز سفر من السفارة السورية في ألمانيا، فهذا يعني أنه تحت حماية نظام الأسد.

وعن حق اللاجئ في الاعتراض على منحه حق الحماية الثانوية، يقول "بعد أن يتسلم اللاجئ قرار الحماية الثانوية من مكتب الهجرة، يجب عليه الإسراع بإجراءات رفع دعوى (استئناف القرار) من خلال محام مختص بقضايا اللاجئين".

ولم يفوت أبو فيصل هذه المعلومة، وبمساعدة بعض الأشخاص قام بالاتصال بأحد المحامين، وتقديم طلب الاعتراض عن طريقه، ولكن تبقى الإجراءات البيروقراطية العائق الأكبر أمامه ويقول إنه غامر "بكل شيء كي أصل إلى هنا وأجلب عائلتي، في البداية رحبوا بنا واستقبلونا، والآن أشعر أنّهم يقولون لنا: مع السلامة".

ووفقاً للموقع الألماني ليست حالة "أبو فيصل" هي الوحيدة، فهناك كثيرون غيره ممن حصلوا على مثل هذا النوع من الحماية، ولم يعد أمامه سوى حل وحيد حسب قوله: "طلبت من مكتب الأجانب أن يسمحوا لي بجلب عائلتي، ولكنهم رفضوا ذلك، ولا يوجد حل أمامي سوى العودة إلى تركيا والعيش مع عائلتي في حال لم أتمكن من جلبهم إلى هنا. وهناك كثير من السوريين مثلي يفكرون بالرجوع إلى عائلاتهم".




المصدر