سوريون ينتقدون أنظمة الدمج التركية


جيرون

تزداد عمالة الأطفال السوريين في تركيا في ظل تناقص فرص انخراطهم في العملية التعليمية، ولا سيما بعد صدور القوانين التركية الجديدة، القاضية بدمج الطلاب السوريين مع الأتراك في المدارس، وأسهمت، وفق ما يرى بعضهم، بتسرب عدد ليس بقليل منهم؛ بسبب عجزهم عن الاندماج.

حول عمالة الأطفال تحت سنّ العاشرة في تركيا، قال مدير “رابطة حمص في المهجر” عمر قباقب لـ (جيرون): إن “أعداد الأطفال الصغار، الذين يستعيضون عن التعليم بالعمل في ازدياد، ولا سيما بعد إحساسهم وذويهم أن الالتزام بالتعليم بات صعبًا، وأنهم ليسوا قادرين على تحمل أعبائه المادية والنفسية، وتوجّه المتسرّبون إلى سوق العمل؛ لمساعدة أسرهم في إيجاد مورد دخل، أما عند الإناث، فقد ساهم التسرّب في انتشار ظاهرة الزواج المبكر”.

في السياق ذاته، لفت قباقب إلى أن “البرامج التعليمية الموجهة للسوريين في تركيا، ليست موجّهة إلى الأجانب، وإنما هي خاصة بالأتراك، ومن ثَم؛ فإن عملية الاندماج العلمي صعبة جدًا، وتجعل الطلاب يشعرون باليأس، فضلًا عن التكاليف، واللاجئ السوري مُحمّل بكثير من الأمراض والأعباء النفسية والمعاناة، وهذا يتطلّب معاملة خاصة للأطفال تحت سن العاشرة، وخصوصًا أنهم تعرضوا لأوضاع مأسوية في سورية، ووضعهم في تركيا غير مستقر، لذا؛ ينبغي دراسة الحالات وتقديم التعليم بما يتلاءم مع الوضع”.

عن النتائج السلبية لتسرّب الأطفال عن الدراسة وانقيادهم إلى العمل، أوضح قباقب بقوله: “يترتّب على عمالة الطفل في سن مبكرة، آثار جسمانية ونفسية مدمرة، وفقدان لجميع المؤهلات لإنشاء أي كيان اجتماعي سوي”، موضحًا “أن شروط العمل قاسية على الأطفال، سواءً العاملين مع السوريين أم الأتراك، فأينما وُجدت عمالة أطفال يوجد استغلال”.

في استبيان أنجزته “رابطة حمص في المهجر”، تبيّن أن نحو 800 طفل في حي واحد من أحياء ولاية غازي عينتاب التركية، انقطعوا عن التعليم وتوجّهوا إلى سوق العمل.

يعتقد قباقب أن الحدّ من عمالة الأطفال يعتمد على “إعادة تأهيل الأطفال الذين تسرّبوا من المدارس، ولم تُتح لهم الفرصة ليجري إلحاقهم بمدارس نظامية، وينبغي -كذلك- تشجيع الأهل عن طريق تقديم كفالة حقيقية ووافية، فمن الممكن أن تتخلى العائلة عن الدخل الذي يجنيه الأطفال، مقابل عدم تسديدهم تكاليف إضافية”.

من جهته يرى القاضي رياض علي في حديث لـ (جيرون) أن “حرمان الطفل من التعليم يمكن أن يؤدي إلى ضعف إمكاناته في التمييز بين الصواب والخطأ، وعليه؛ من السهل أن يجنح ويرتكب الجرائم”.




المصدر