‘نيو يورك تايمز: “لهزيمة داعش، سلّحوا الأكراد السوريين”’
5 فبراير، 2017
أحمد عيشة
داندي/ جون كاستر
عندما سيرأس الرئيس دونالد ترامب الاجتماع الأول لمجلس الأمن القومي في عهده، والذي من الممكن أن ينعقد هذا الأسبوع، فمن المرّجح أنه سيواجه قرارًا تتناسق ضرورته مع تعقيداته: فيما إذا كان سيسلّح الأكراد السوريين المستعدين لتحرير الرقة، معقل الدولة الإسلامية في سورية.
استعادةُ الرقة، إلى جانب الموصل في العراق -حيث القوات العراقية المدعومة من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، حررت نحو نصف المدينة- ستقضي بصورةٍ نهائيّة وفاعلة على عاصمة الخلافة المعلنة من طرف الدولة الإسلامية، وستكون العواقب المرتدّة عليها مدمِرة، فلن تعود لها السيطرة على أراضٍ مهمة تُدّرب فيها المقاتلين الأجانب، وتُؤويهم، أو تستغلّ موارد الأرض الطبيعية، وستفقد أساس سرديتها الأكثر إقناعًا: بناء الدولة الفعلية.
مع تضييق الخناق على الدولة الإسلامية، تحاول الأخيرة أن تتكيف مع المخطط، متحملةً المسؤولية عن الهجمات الكثيرة على مواقع عديدة في جميع أنحاء العالم: نادٍ ليليّ في أورلاندو– فيلاديلفيا، وقاعة الرقص في نيس- فرنسا، ومقهى في داكا-بنغلاديش، والملعب في إسطنبول. حيث طلبت من المجندين أن يبقوا في أمكنتهم ويهاجموا هناك. إضافة إلى أن المقاتلين الأجانب الذين طُردوا من العراق وسورية، قد عادوا من حيث أتوا، بينما توجه الدولة الإسلامية عملياتها الخارجية من الرقة؛ ولهذا تأتي ضرورة تحرير الرقة.
المقاتلون الوحيدون القادرون على استعادة الرقة هم شريكنا الأكثرُ فاعليةً على الأرض؛ قوات سورية الديمقراطية، وهي خليطٌ من العرب والأكراد، تقوده وحداتُ حماية الشعب، وهي ميليشيا كرديّة. يمكن لقوات سورية الديمقراطية أن تنجح بشرط وحيد؛ إن سُلحت للتغلب على مقاومة قناصي الدولة الإسلامية المتوحشين في المدينة، وعلى الانتحاريين، وعلى العربات المفخخة.
في الأيام الأخيرة من إدارة أوباما، قال البنتاغون إنه سيسعى لإذنٍ فوري من الرئيس دونالد ترامب لفعل ذلك تمامًا، فهو(البنتاغون) يريد بشكلٍ فعلي أن يستفيد من زخم قوات سورية الديمقراطية في عزل الرقة، وهو مصمِّمٌ على إشراك المئات من قوات المهمّات الخاصة التي دخلت بأمرٍ من الرئيس أوباما، مع الشركاء الأكثرَ فاعليةً في سورية.
ولكن ما العائق؟ تركيا -حليفٌ في الناتو، واللاعب الأساس في سورية- تعارض بقوة أيّ دعمٍ أميركي للأكراد السوريين، وخاصةً وحدات الحماية. فهي غاضبةٌ من ارتباطات الميليشيا مع حزب العمال الكردستاني، المعروف بـ PKK، وهو جماعةٌ إرهابية تضايق تركيا منذ عقود.
إنَّ نهايةَ وقف إطلاق النار بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني قد ولدّت هجماتٍ من الجماعة الكردية من جهة، وحملة الأرض المحروقة من الحكومة، من جهةٍ أخرى. وتقول أنقرة: إنَّ أيّ مساعدةٍ تقدمها الولايات المتحدة لميليشيا وحدات حماية الشعب ستصل في آخر المطاف إلى أيدي حزب العمال الكردستاني، وستُستخدم لقتل المواطنين الأتراك.
وبصفتي نائبَ وزير الخارجية، فقد أمضيت ساعاتٍ مع شركائنا الأتراك، محاولًا إيجاد تسويةٍ موقّتة لاستمرار الدعم الأميركي لقوات سورية الديمقراطية. وعند كل مرحلة -من تحرير منبج في شمالي سورية، إلى عزل الرقة- كانوا يحتجون بغضبٍ وشدّة، وقد هدّدوا بردّات فعل مختلفة، ومن ذلك عدم السماح لقوات التحالف الدولي باستخدام قاعدة إنجرليك الجوية، ما يؤخر عملية مكافحة الإرهاب.
برز خطابٌ معادٍ للأميركان في وسائل الإعلام التركية. وفي كلّ مرةٍ، كان الرئيس أوباما يتدخل مباشرةً مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لتهدئة الأحوال، ولتسهيل التعاون.
وإذا كان الرئيس ترامب سيوافق على توصية البنتاغون بتسليح قوات سورية الديمقراطية، فسيتوجب عليه أن يجعل إردوغان يساند هذه العملية، وهذا أوّلُ اختبارٍ حقيقي لمهاراته الدبلوماسية، ولا بدَّ من فنٍ لإتمام هذه الصفقة أو الاتفاق:
1- على السيد ترامب أنْ يوضحَ بأنَّه لا توجد لديه أولوية أهم من هزيمة الدولة الإسلامية، وأنَّ الرقة لا يمكن أن تنتظر، ولا بدَّ من توقف البحث الوهمي عن قوات تحريرٍ بديلة أكثر توافقًا مع تركيا، ما سيؤّخر عملية تحرير الرقة لأشهرٍ وبأيّ شكلٍ.
2- عليه أن يشترط أنّ أيّ دعمٍ نقدمه لقوات سورية الديمقراطية يجب أن يبقى خاصًا بالمهمة، لأداء المهمة في الرقة فحسب، ولا تذهب أيّ زيادةٍ بمغامرةٍ إلى حزب العمال الكردستاني، وعلى قوات المهمّات الخاصة الأميركية أنْ تضمن استخدام قوات سورية الديمقراطية التسليح والدعم في الهدف المقصود وحسب. ويجب أن نصرَّ على ألّا يُستخدم أيّ سلاحٍ ضد تركيا، أو تتخلى قوات سورية الديمقراطية عن تحرير الرقة لفصائل محلية، وتحترم وحدة سورية وسلامة أراضيها، وأن تقطع صلاتها مع حزب العمال الكردستاني.
3- إنّ إبقاء تركيز قوات سورية الديمقراطية على الرقة، يتركها بعيدةً عن الحدود السورية التركية، وعن أيّ محاولةٍ من الأكراد السوريين لضم المنطقة التي يسيطرون عليها إلى منطقةٍ أو دولةٍ كردية مجاورة، ودخلت القوات التركية إلى سورية لمنع قيام مثل هذه الدولة، فيجب على الرئيس ترامب أن يكرّر صراحةً معارضتنا لمثل هذا التطور.
4- تريد تركيا أن تستعيد مدينة الباب التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية قبل أن يستعيدها الأكراد السوريون، ويجب على الرئيس ترامب أن يقدّم بقوةٍ دعمًا جويًا أميركيًا للعملية التركية هناك، ويكرر تصميمنا على مساعدة تركيا في إنشاء منطقةٍ عازلة في شمالي سورية.
5- يجب أن يعيد الرئيس التفكير في القرار التنفيذيّ الذي اتخذه الأسبوع الماضي حول الهجرة. وفي اللحظة نفسها، لأن الدولة الإسلامية في حالة ضعف، وسيصبح القرار محفّزًا لتجنيد الجهاديين، بينما تغلق أميركا الأبواب أمام الأشخاص نفسهم الذين يقاتلون الدولة الإسلامية على الأرض.
اسم المقالة الأصلي To Defeat ISIS, Arm the Syrian Kurds الكاتب أنتوني بلينكين، Antony Blinken مكان النشر وتاريخه نيو يورك تايمز، The New York Times، 31/1/2017 رابط المقالة https://www.nytimes.com/2017/01/31/opinion/to-defeat-isis-arm-the-syrian-kurds.html?mabReward=A4&recp=6&action=click&pgtype=Homepage®ion=CColumn&module=Recommendation&src=rechp&WT.nav=RecEngine&_r=1 ترجمة أحمد عيشة
• أنتوني بلينكين، نائب وزير خارجية سابق في إدارة أوباما، كاتب مساهم في مجال الرأي.
[sociallocker] [/sociallocker]