النظام يفجر المنازل تمهيدًا لعسكرة محيط نبع الفيجة
6 فبراير، 2017
خالد محمد
تفخخ قوات النظام السوري، وميليشيا “حزب الله” وتفجر الأبنية السكنية المحيطة بمنشأة نبع عين الفيجة، في منطقة وادي بردى بريف دمشق الشمالي الغربي، تمهيدًا لإقامة نقطة عسكرية في محيط النبع، وهو ما يمثل خرقًا فاضحًا لاتفاق الهدنة، بين النظام وقوات المعارضة الذي ينص على أن تحرس شرطة محلية من أبناء البلدة النبع.
وقال أبو محمد البرداوي، مدير الهيئة العامة في وادي بردى، لـ(جيرون): إن “قوات النظام والميليشيا المساندة لها، وبعد أن سرقت وعفشت جميع أثاث البيوت في قرية عين الفيجة، وحرقها، تفخخ الآن الأبنية السكنية المحيطة بحرم النبع، استكمالًا لسياسة التدمير الممنهج، والتغيير الديمغرافي في المنطقة، بعد تهجير مقاتليها الرافضين لشروط التسوية مع النظام إلى محافظة إدلب”.
أوضح البرداوي أن الهدف الحقيقي من وراء هذه التفجيرات، هو رغبة النظام “في إخلاء المنطقة من الأبنية السكنية، تمهيدًا لتحويلها إلى نقطة تمركزٍ عسكرية دائمة لقواته في المنطقة، بذريعة حماية نبع عين الفيجة الذي يُعدّ المصدر الرئيس لمياه الشرب في دمشق”.
يأتي ذلك، بعد مرور أقل من أسبوعٍ واحد على دخول قوات النظام السوري وحلفائها المنطقة، وسيطرتهم على قرى الوادي، بما فيها بلدة عين الفيجة، أواخر كانون الثاني/ يناير الماضي، بعد نحو 40 يومًا من المواجهات العنيفة التي دارت مع قوات النظام السوري التي استقدمت تعزيزاتٍ برية كبيرة، بينها مرتزقة يقاتلون إلى جانب النظام؛ استنادًا إلى مسوغٍ طائفي صرف.
يمنع اتفاق “التسوية” المبرم بين النظام السوري وقوات المعارضة في وادي بردى، عناصر “حزب الله” من الدخول إلى عين الفيجة، في مرحلةٍ أولية من الاتفاق، ثم يُمنعون من الدخول إلى منطقة وادي بردى عامةً، في وقتٍ لاحق.
تضمن الاتفاق- أيضًا- انسحاب قوات النظام من منطقة وادي بردى، على أن يجري وضع حواجز للنظام داخل قرى الوادي للحماية فحسب، في حين يُسمح للأهالي بالعودة إلى منازلهم في بلدات (عين الفيجة، بسيمة، الخضرة، أفرة، هريرة)، وذلك بعد إعادة إعمار ما دُمِر فيها، من المنشآت والبنى التحتية للعمل فيها كسابق عهدها.
مصادر محلية، أوضحت لـ(جيرون)، أن اتفاق “التسوية” المبرم بين الطرفين، خَيّر مقاتلي المعارضة في وادي بردى، بين الرحيل مع عائلاتهم إلى إدلب، أو البقاء في المنطقة وتسوية أوضاعهم مع أجهزة النظام الأمنية، مقابل إيقاف العمليات العسكرية التي تشنها قوات النظام على المنطقة، إلا أن الاتفاق لم يتضمن -في المقابل- بنودًا تقتضي تحويل منشأة نبع عين الفيجة ومحيطها إلى نقطةٍ عسكرية للنظام، بل أن تحرس شرطة محلية من أبناء البلدة النبع، وباقي مؤسسات النظام الخدمية فيها.
يرى ناشطون من المنطقة أنه من المبكر الحديث عن بند تضمنه الاتفاق، ينصّ على انسحاب ميليشيا “حزب الله” من منطقة وادي بردى، فالأخير “يواصل العمل على تأمين الشريط الحدودي السوري- اللبناني، بدءًا من القصير في حمص؛ وصولًا إلى الزبداني، ومرورًا بمنطقة القلمون الحدودية، تمهيدًا لاستكمال المخطط الإيراني الطائفي في سورية، الذي يهدف إلى تغيير ملامح المناطق المحيطة بالعاصمة دمشق، وفق أسس طائفية محض، ومن ثمّ، الانتقال إلى إمكانية ربط هذه المناطق لاحقًا بالمدن والبلدات الشيعية الموالية للحزب داخل الحدود اللبنانية”. وفق المصار ذاتها.
[sociallocker] [/sociallocker]