بالوثائق والصور.. ميليشيات (صقور الصحراء) توقّع عقداً بأرقامٍ فلكيةٍ لاستقدام مقاتلين عراقيين
6 فبراير، 2017
حذيفة العبد: المصدر
يبدو أن عقود الاحتراف لم تعد حكراً على الرياضيين الذين يجتازون حدود بلادهم للعب في بلدانٍ أخرى مقابل مكتسباتٍ مادية، فـ “الحرب الكونية” التي تشهدها سوريا جعلت عقود الاحتراف تصل إلى مقاتلين باتت تستقدمهم، وخارج مظلة سلطات النظام، ميليشياتٍ مواليةٍ تجنّد شبان الساحل السوري في صفوفها، وكما هو الحال بالنسبة للاعبين المحترفين من حيث الأجور، فقد بلغت أجور المقاتلين “المحترفين” أكثر من عشرة أضعاف رواتب أقرانهم السوريين الذين يدافعون عن كرسيّ بشار الأسد.
آخر هذه العقود، كشفت عنها أمس الأحد مجموعة تطرح نفسها ككتلة سياسية في العراق، ويظهر أمينها العام باللباس العسكريّ موقعاً مع قائد ميليشيا (صقور الصحراء) السورية، على إرسال مقاتلين عراقيين ليقاتلوا “دفاعاً عن ضريح زينب” في سوريا.
العقد الذي تكتمت عنه (صقور الصحراء) وقائدها “محمد جابر” المقرّب من “بشار الأسد” وروسيا، فضحه الإعلام الحربي الخاص بكتلة “عهد العراق الجديد” العراقية، الذي نشر صور توقيع العقد بين الأمين العام للكتلة “رسن كاظم الشويلي”.
وأشار الإعلام الحربي أن العقد تضمن إرسال مقاتلين من تشكيلات ميليشيا “نور الشهداء” التابعة للكتلة لـ “الدفاع عن المقدسات والدفاع عن السيدة زينب”، وذلك في حفلٍ كرّم فيه “الشويلي” قائد “الصقور” بدرع الشجاعة، بحسب المصدر.
عقدٌ مماثلٌ
ورغم أن الميليشيا الموقّعة حديثاً مع “محمد جابر” لم تكشف عن طبيعة العقد القاضي بإرسال المقاتلين إلى سوريا، أماطت صحيفة “عنب بلدي” السورية اللثام عن عقدٍ مماثلٍ جرى توقيعه مطلع عام 2016 الماضي وبقي طيّ الكتمان، ليفضح “الأرقام الفلكية” التي يمنحها قادة الميليشيات الموالية للمقاتلين “المحترفين” العابرين للحدود.
وبحسب العقد الذي نشرت الصحيفة صورةً عنه اليوم، فإن طرفي الاتفاق هما ميليشيا عراقية تدعى “قوات البراق” العراقية ويمثلها قائدها “كاظم مياح القريشي” ومسؤولها العسكري “كامل الحيدري”، والطرف الثاني هو ميليشيا “صقور الصحراء” السورية، ممثلا عنها قائدها “محمد جابر” ومسؤولها العسكري العميد “لقاء أوديش”.
ويقضي العقد بـ “إرسال قوات بعدد فرق لمحاربة الإرهاب في سوريا”، وأن يكون التعامل مع “الحكومة السورية”، وبشكل حصري عن طريق قائد “صقور الصحراء” محمد جابر.
1200 دولارٍ شهرياً
وبحسب العقد يكون راتب المقاتل من الميليشيا الجديدة 750 دولار، وأن تحسب له الإجازة ضمن الراتب، إضافةً إلى رواتب خاصة للضباط تقدر بـ 1200 دولار، وسلاح فردي وسيارة في موقع اللواء تكون ذمة عليه في سوريا. كما يتحمل الطرف الأول (صقور الصحراء)، بأجور نقل المقاتلين، والضباط في الالتحاق والإجازة، ومسؤولية التسليح والتجهيزات العسكرية.
وينص العقد المبرم أيضًا على أن تتحمل الميليشيا التابعة للنظام في سوريا بدفع رواتب المنسقين العسكريين، بمعدل راتب المقاتل المتواجد داخل سوريا، إذ يفرغ لكل 30 مقاتل منسق واحد داخل العراق.
أما “إكرامية الشهيد” كما ذكرت بقيمة سبعة آلاف دولار، عدا عن “إكرامية” الجريح من الدرجة الأولى بثلاثة آلاف دولار مع العلاج، وألفا دولار مع العلاج للجريح من الدرجة الثانية.
وحددت أعداد المقاتلين في الميليشيا بـ 250 مقاتلًا، وأن يكلفوا بالقتال في أي منطقة في سوريا، كـ”واجب أساسي”، ومحاسبة أي مقاتل من المقاتلين في حال الإساءة للواء، وبطلب حصري من محمد جابر.
وإضافةً إلى ما سبق، أشار الاتفاق إلى أن “صقور الصحراء” تتكفل بدفع منحة للمقاتلين والضباط للطرف الثاني، عند وصولهم للأراضي السورية، للتكفل بإعانة عائلاتهم. وتقوم على إصدار هويات تعريفية للمقاتلين والضباط تثبت أنهم يقاتلون مع “الحكومة السورية، على أن تلتزم “البراق” برفع العلم السوري إلى جانب راية اللواء.
طائفية معلنة
وكان نجم الميليشيات التي يقودها “محمد جابر” لمع وسط الميليشيات الموالية أواسط العام 2016 الماضي، حين نشر مدير المكتب الإعلامي لميليشيا (صقور الصحراء) الموالية للنظام شريطاً مصوراً أظهر قائد الميليشيا (محمد جابر) يتوجه إلى عناصر مجهولي الهوية بعبارات طائفية اعتاد (حزب الله) على ترديدها، على الرغم من أن معظم منتسبي هذه الميليشيا موالي النظام في الساحل السوري.
ويظهر قائد الميليشيا “جابر” في جولة تفقدية في جبال ريف اللاذقية، وقال هاتفاً بمجموعة من العناصر الذين يبدو أنهم من المنتسبين الجدد “هيهات منا الذلة” ليرددوها وراءه، وهي الشعار الشهير لذي أطلقه حسن نصر الله متزعم (حزب الله) اللبناني.
ويبدو من خطاب جابر في المجموعة أنهم غرباء عن المنطقة حيث خاطبهم بالقول “نحنا نطلق على كل إنسان مؤمن جاي يقاتل دفاعا عن وطنه عن العرض عن الشرف وعن الكرامة، منطلق عليه اسمو مجاهد، إذا إنتو مجاهدين، ومنقلكم أهلا وسهلا فيكم في لاذقية العرب”
ويضيف في خطابه: “إخواني المجاهدين، أنا بالنسبة إلي انتو كلكن إخوة، ما عنا كبير ولا عنا صغير”، متعهدا بتقديم الطعام واللباس للعناصر.
ثم تنطلق من العناصر الجدد العبارات الطائفية “لبيك يا حسين، لبيك يا زينب”، ومع كل أمر انضباط عسكري يعودون لترديدها.
[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]