بعد تحريك دعوى في العاصمة الفرنسية باريس، منذ ثلاثة أشهر، ضد فرع “الأمن الجوي” التابع لمخابرات نظام الأسد، بناء على ضحية مزدوجة الجنسية، أكّد الحقوقي السوري أنور البني، أنه تم تحريك دعوى أخرى في أسبانيا ضد فرع “الأمن العسكري” التابع للنظام، بناء على ضحية مزدوجة الجنسية أيضاً، وُجِدت صوره في وثائق “قيصر”، التي توثق مقتل نحو 11 ألف سوري في معتقلات النظام في مرحلة مبكرة من الثورة.

وقال البني في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء: “بسبب انسداد الطريق نحو محكمة الجنايات الدولية بالنسبة لملف الجرائم في سوريا، عمل الحقوقيون السوريون بالتعاون مع محامين دوليين ومنظمات حقوقية أوروبية على الاستفادة من القوانين الأوروبية، لفتح ثغرات في ملف العدالة المغلق”.

وأضاف: ” تم الاستفادة من بعض الشروط الخاصة وتحريك دعويين حتى الآن، واحدة بباريس، وثانية منذ يومين بمدريد، مستندة إلى وجود ضحايا مزدوجي الجنسية، ونعمل في دول أوروبية أخرى أهمها ألمانيا على تحريك دعاوى أخرى، بحق مجرمي الحرب والمجرمين ضد الإنسانية في سوريا”.

وتابع: “سيكون للعمل الذي نقوم به على جرائم الحرب بألمانيا دوراً مميزاً خلال الفترة القادمة، حيث سترفع المزيد من الدعاوى على مجرمي الحرب في سوريا، ولن تنقذهم حلول سياسية أو مفاوضات أو علاقات دولية من العدالة التي ستطالهم حتماً، وسيكون مصيرهم السجن، وهو المكان الطبيعي لهم”.

وبين البني في تصريحاته التي نشرتها الوكالة اليوم الاثنين، أن “هذه الخطوات وإن كانت لا تُشكّل فتحاً كاملاً لملف العدالة في سوريا، إلا أنها خطوة هامة وضرورية لإرسال رسالة للمجرمين أنه ستتم ملاحقتهم مهما حصل، وإن سياسة الإفلات من العقاب لها حدود مهما امتدت، وإنه لا يمكن حمايتهم من الملاحقة، ومهما فعلوا لن يجدوا ملاذاً آمناً”.

واختتم بالقول: “كما أنها رسالة للضحايا بأن حقوقهم لن تنسى وسيتم العقاب للمجرمين”.

و”قيصر” هو الاسم المستعار لمصور سوري كان يعمل في مركز التوثيق للشرطة العسكرية بسوريا، بدأ اسمه في الظهور بعدما التقط عشرات الآلاف من الصور لمعتقلين قضوا تحت التعذيب ونشرها على شبكة الانترنت. وتكشف هذه الصور المجازر التي ارتكبها نظام الأسد في السجون.

وبمساعدة من المعارضة السورية، تمكن “قيصر” من تهريب الصور إلى فرنسا حيث يعيش متخفياً. والصور التي التقطها وصل عددها إلى ما لا يقل عن 55 ألف صورة.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]