(ظاهرة التسرّب المدرسي) ندوةٌ في ريف إدلب للتّعريف بأخطار التّسرب
6 شباط (فبراير - فيفري)، 2017
عبد الرزاق الصبيح: المصدر
تحت عنوان (ظاهرة التّسرّب المدرسي، أسباب وحلول)، أقامت مجلة “حنطاوي” ندوة بريف إدلب الجنوبي، الخميس 2 شباط/فبراير، وحضر الندوة عدد كبير من المدرسين والطلاب، بالإضافة إلى أولياء أمور طلّاب.
وتمّ التعريف بظاهرة التّسرب المدرسي والتي هي انقطاع الطّلاب لفترات طويلة عن المدارس، أو انقطاعهم بشكل مؤقت، ونوّه المحاضر إلى خطورة الظاهرة والتي تواجه المجتمعات عموماً، والمجتمعات العربيّة خصوصاً، ولاسيما في المراحل العمرية الصغيرة، لما له من أثر كبير في تفشي الأميّة والجهل بين أفراد المجتمع.
وكانت البلاد قد شهدت في السّنوات السّابقة تراجعاً كبيراً في مستوى التّعليم، وتغيّب كبير للطّلاب وانقطاعهم عن المدارس، نتيجة لظروف مختلفة، وخاصة خلال السّنوات الخمس الماضية، بعد الأحداث التي شهدتها سوريا.
وهناك أسباب للتسرّب تتعلق بالطّالب وعدم اكتراثه بالتّعليم وانصرافه إلى أعمال خاصة ربحية، ورفاق السّوء أيضاً لهم دور في تغيّب الطّالب عن مدرسته، وأسباب أخرى تتعلق بالمدرسة، حيث تتعرض المدارس للغارات الجويّة والقصف، وكذلك الازدحام في المدارس، حيث تتواجد أعداد كبيرة من الطّلاب في غرف صغيرة، ولاسيما مع ظروف الحرب والنّزوح، وأيضاً الطّرائق القديمة التي لازال يتّبعها العديد من المعلمين في التّدريس.
ويضاف إلى ذلك أسباب أخرى تتعلّق بالأسرة، حيث ينصرف الطّلاب للعمل من أجل إعانة العائلة نتيجة وفاة الأب. وللنزوح أيضاً دور في تسرب الطلّاب عن المدارس، وفي بعض العائلات يغيب من يأخذ دور المرشد النّفسي ويساعد الطّلاب في واجباتهم المدرسيّة.
وفي حديث لـ “المصدر”، قال “عفيف الحازم” (أحد المسؤولين في مجلة حنطاوي): “خلال السنوات السابقة، لاحظنا تزايداً في نسبة التّسرب المدرسي في الريف الجنوبي لإدلب، وخاصة بعد الغارات الجويّة التي استهدفت العديد من المدارس وراح ضحيتها طّلاب ومعلمون”.
وأشار “الحازم” إلى أنه “من أجل القضاء على ظاهرة التّسرب، يجب تزويد المدارس بمرشدين نفسيين، وإيجاد طرائق حديثة في التعليم، والتّعليم عن بعد، والتعليم في غرف مسبقة الصّنع خارج المدارس، ويأتي الدّور الأهم وهو توعية أولياء الطّلاب وذويهم بخطورة التسّرب من المدارس، والذي ينعكس على المنزل والمجتمع”.
ويذكر أن عدد المدارس التي خرجت عن الخدمة في ريف إدلب يزيد على /25/ مدرسة تعرضت بشكل كلّي أو جزئي للدمار، بعد تعرضها للقصف، وتعتبر كلّ المدارس في بلدة التّمانعة خارجة عن الخدمة، بسبب الغارات الجوية اليومية والقصف الذي تتعرّض له البلدة، وأيضاً بلدة حاس ومناطق أخرى تم استهداف المدارس فيها بشكل مباشر، وسقط فيها ضحايا.
ومع القتل والدّمار في سوريا، يحاول السّوريون نسيان واقعهم، والتأقلم مع ظروف الحرب، والتي تلخّصت فيها ضروريات الحياة في أبسط صورها.
[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]