إجراءات عسكرية وترتيبات سياسية تسبق الهجوم على غرب الموصل


اتخذت الحكومة العراقية إجراءات عسكرية وترتيبات سياسية، تمهيداً لاستعادة الجزء الغربي من الموصل، وتسعى إلى تحييد المحافظ السابق أثيل النجيفي وإبعاده عن قيادة قوات «حرس نينوى»، وأحدثت تغييرات على مستوى قادة الجيش وخطط المعركة.

ويواجه الجيش معضلة في فرض الاستقرار في أكثر في الجانب الشرقي المحرر، إذ برزت صراعات بين تشكيلات عسكرية حول مهمة مسك الأرض، وتخشى الحكومة حصول فوضى في هذا الجانب حين البدء في تحرير الجانب الآخر.

وأبلغت مصادر سياسية موثوق فيها «الحياة» أن «حوارات مكثفة تجريها الحكومة مع مسؤولين محليين في الموصل للتوصل الى تسوية حول إدارة قوات «حرس نينوى» التي شكلها ويتزعمها النجيفي الذي أقيل من منصب المحافظ وترفضه أطراف مهمة في بغداد وفصائل لـ «الحشد الشعبي». وأضافت أن مساعي تجرى لتحييده عن قيادة «حرس نينوى» وتعيين وزير الدفاع السابق خالد العبيدي مكانه، فهو من الموصل ولديه خبرة عسكرية وعلاقات جيدة مع الحكومة، كما انه قريب من عائلة النجيفي.

وأشارت المصادر الى أن اختيار العبيدي ليقود هذه القوة المكونة من 4 آلاف عنصر من الشرطة المحلية السابقة هدفه تحييدها وإبعادها عن التأثير التركي، إذ يشرف عليها مدربون أتراك وتدفع أنقرة رواتب عناصرها.

وزادت أن الحكومة في أمسّ الحاجة الى هذه القوة لضمان مسك الأرض في الأحياء المحررة شرق الموصل، وفسح المجال امام وحدات مكافحة الإرهاب التي تدير الملف الأمني حالياً لاستنئاف تحرير الجزء الغربي من المدينة.

وأعلن بيان لقيادة الجيش أمس اعتقال العشرات من عناصر «داعش» المتخفين وسط الأهالي في شرق الموصل، ما يعزز المخاوف من هجمات الخلايا النائمة في المستقبل بعد انسحاب الوحدات القتالية إلى مناطق أخرى.

الى ذلك، قالت مصادر أمنية ان رئيس الوزراء حيدر العبادي قرر إعفاء قائد الفرقة 16 اللواء صباح العزاوي وكلف اللواء جبار الدراجي بدلاً منه، وهو ثاني تغيير يطاول هذه الفرقة بعد إعفاء قائد محور الشمال الفريق علي الفريجي وتكليف اللواء نجم الجبوري مهامه.

وكلفت الفرقة 16 مهام الجبهة الشمالية للموصل عند انطلاق الحملة قبل أربعة أشهر، ولكنها فشلت في السيطرة على تلكيف، على رغم أن القوات الأخرى أكملت تحرير نصف المدينة، كما سجلت خروقات في التعامل مع السكان المحليين عند دخولها الأحياء الشمالية للمدينة.

وللمرة الأولى منذ توقف العمليات في الموصل بعد إعلان رئيس الوزراء في 24 من الشهر الفائت تحرير جانبها الشرقي، بدأ الجيش حشد قوات مدرعة جنوب المدينة، في إطار الاستعدادات لاستنئناف حملته. وقالت مصادر مطلعة لـ «الحياة» ان قوات مدرعة تابعة للشرطة الاتحادية وصلت الى الضواحي الجنوبية لبلدة حمام العليل، فيما تحركت قوات «فرقة العباس» الى المحور ذاته بعد قرار الحكومة إشراكها في العملية.



صدى الشام