حين صار “بشار الأسد”… فناً رديئاً


ما زال الجانب الإبداعي في بعض زواياه غير قادر على أن يكون حاملاً وممثلاً للثورة السورية، على الرغم من تحطيم الكثير من القيود، وتجاوز سيوف الرقابة، صحيح أن ثمة العديد من التجارب الناجحة التي وصلت إلى العالمية، لكن ذلك لا يعني أن جميع الإنجازات كانت موفقة، بل إن بعضها ولا نبالغ إذ نقول يكاد يسيء إلى الثورة بسبب سطحيته ولا مهنيته وانعدام أي جانب فني فيه، أحد تلك التجارب هو فيلم بشار الأسد للأخوين ملص، وهو عمل يقترب كثيراً من عمل هواة مبتدئين ولا يقترب على الإطلاق من عمل فنانين محترفين وما زالا يعملان في أكثر من حقل إبداعي: سينما مسرح تلفزيون. يؤلفان ويمثلان ويخرجان.

يتحدث الفيلم ومدته 54 دقيقة عن حدث افتراضي لمرحلة ما بعد سقوط النظام وفرار بشار الأسد إلى فرنسا حيث يقيم الأخوان ملص، ثم قيامه بتبديل وجهه إلى وجه آخر، هو وجه أحد الأخوين ومحاولته الوصول إلى بريطانيا للالتحاق بزوجته وطلب اللجوء هناك.

طبعاً يقوم الشقيقان وبمساعدة بعض الممثلين الثانويين بتجسيد كافة الأدوار، الكاميرا تتحرك بطريقة عشوائية وغير متوازنة، الموسيقا والأغاني التي تم اختيارها تبدو ارتجالية وغير مدروسة في الكثير من الأحيان، المبرر الذي يسوقانه خلال الفيلم عن ضعف الإمكانيات وأنهما لا يعملان ضمن قناة تلفزيونية خليجية لا يعفيهما من المساءلة إن جاز لنا القول حول الجدوى من تقديم مثل هذا الفيلم أولاً، وعن الكثير من مشاكله الظاهرة للعيان والتي ليست بحاجة لناقد سينمائي لاكتشافها، وإن كان هدفهما الإضحاك لمجرد الإضحاك فالفيلم إن جاز لنا أصلاً تسميته فيلماً لا يقدم وجبة مضحكة أبداً، بل إنه يبعث على الملل والرتابة وخاصة من خلال التقليد غير الموفق لصوت بشار الأسد، والمفارقات غير المبررة أبداً والتي تأتي هكذا كيفما اتفق مثل استحضار القائد النازي أدولف هتلر وصرفه دون أن نفهم المغزى سوى أن هتلر يريد أن يغادر ليتابع برنامج “ذا فويس” مثلاً، أو استحضار شخصية بروس لي، وجورج وسوف وإلى ما هنالك من فوضى لا يمكننا بطبيعة الحال أن نفهمها… من المؤكد أن نية الأخوين ملص كانت طيبة حين قاما بإنجاز عملهما ولكن هل تكفي النوايا الطيبة لصناعة فنّ راقٍ يخاطب جمهوراً نزقاً ثار ضد كل شيء؟ علينا ألا ننسى أن طريق الجحيم مفروش بالنوايا الطيبة.

 

رابط المادة : هنا.



صدى الشام