حصار النظام يقتل مريض فشل كلوي في مضايا


خالد محمد

سجلت الهيئة الطبية في كل من بلدتي مضايا وبقين المحاصرتين، وفاة ثاني مصاب بمرض القصور الكلوي، إنه الشاب علي غصن، الذي قضى، قبل يومين، بعد معاناة من مرض الفشل الكلوي استمرت نحو ثلاثة أشهر، تعذّر خلالها نقله لإجراء عملية غسيل كلية في دمشق.

وأوضح فراس الحسين، عضو المكتب الإعلامي في المجلس المحلي لبلدة مضايا، أن وفاة غصن “جاءت بعد عدة مناشدات وجهها القائمون على الشأن الطبي في بلدة مضايا، إلى هيئة الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية حول العالم، من أجل الضغط الجاد على ميليشيا (حزب الله)، وقوات النظام التي تحاصر البلدة، للسماح بإخلاء مصابي الفشل الكلوي لتلقي العلاج الملائم في مستشفيات العاصمة دمشق”.

وفي هذا الصدد قال الطبيب محمد يوسف، رئيس الهيئة الطبية الموحدة في بلدة مضايا، لـ (جيرون): إن “الحاجة ماسة لإخلاء بقية المرضى بأسرع وقت ممكن، وإجراء غسيل كلوي إسعافي لهم في مستشفيات العاصمة دمشق”، مُحذّرًا في الوقت نفسه، من “أنهم سيواجهون خطر الموت البطيء في حال تأخر ذلك، نظرًا لعدم توفر الاختصاصيين والمعدات اللازمة لعلاجهم محليًا”.

وأضاف قائلًا: إن المرضى “باتوا يعانون -اليوم- من آلام عامة وتدهور صحي حاد، نتيجة مرور نحو 5 أشهر منذ إصابتهم بالمرض، وتقاعس الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري عن اتخاذ أي إجراء وقائي أو علاجي لهم”، مشيرًا إلى أن “الفحوصات المخبرية للتحاليل التي أجريت على عدد من حالات الفشل الكلوي، أثبتت وصول نسبة “الكرياتين” لديهم إلى أكثر من 11.4، ليبلغ بذلك عدد المصابين بهذا المرض حاليًا 23 شخصًا”.

اعتماد من بقي من أهل مضايا المحاصرين على نمطٍ غذائي محدد، أدى -مع مرور الوقت- إلى حدوث خللٍ في عمل الكلى، نتج عن نقص الأملاح والفيتامينات والبروتينات الضرورية المنشطة لعملها، وتسبب -من ثَمّ- بظهور مرض القصور الكلوي في مضايا، ولا سيما أن المساعدات الأممية التي تدخل البلدة من حينٍ لآخر، تقتصر على أصناف محددة من الحبوب والبقوليات مثل (الأرز، البرغل، الحمص، العدس (.

وكانت النقطة الطبية الوحيدة في مضايا، قد علقت عملها بتاريخ 25 أيلول/ سبتمبر الماضي، بعد تعرضها للتدمير الكلي من جراء استهدافها المباشر بالطيران الحربي التابع للنظام السوري، ما أجبر القائمين على إجراء الاسعافات الأولية للجرحى في أقبية غير مجهزة لاستقبال الحالات الإسعافية؛ حتى أبسطها، في حين أسفر القصف المتواصل على المنطقة، في الشهرين الماضيين، عن ارتفاع عدد المصابين إلى أكثر من 300 مصاب.

ويقطن في بلدة مضايا، نحو 40 ألف مدني، أغلبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ، يعانون أوضاعًا مأسوية صعبة جدًا؛ بسبب سياسة الحصار وافتقار النقاط الطبية فيها إلى الأدوية والمستلزمات الجراحية، فضلًا عن خلو البلدة من المحروقات والمواد الغذائية والإغاثية.

الجدير بالذكر، أن قوات النظام السوري، بمساندة من ميلشيا “حزب الله” اللبناني، نشرت عشرات الحواجز العسكرية في محيط بلدة مضايا، منذ مطلع شهر حزيران/ يونيو من العام 2015، وزرعت ألغامًا بين كل حاجز وآخر، لإطباق الحصار عليها إطباقًا تامًا، ومن أبرز تلك الحواجز وأضخمها: حاجز العسلي، وبقين، وآية الكرسي المسؤول الأول عن معظم عمليات القصف التي تطال بلدة مضايا.




المصدر