(مع الغوطة) حملةٌ لتسليط الضوء على معاناة المحاصرين في الغوطة الشرقية


محمد ياسر: المصدر

حديثٌ في أروقة السياسة والعمل الدبلوماسي، فمن جنيف1 مروراً بجنيف2 وجنيف3، وآخرها مؤتمر أستانا1 وربما قريباً أستانا2، ولكن كل تلك التحركات من الأطراف الدولية التي تدّعي صداقة الشعب السوري، لم تمنع مواصلة التصعيد الذي تقوم به قوات النظام على الغوطة الشرقية، والذي تمثل بحملات كبيرة من القصف العنيف بشتى أنواع الأسلحة، بما فيها الصواريخ المحملة بالغازات السامة، والتي أزهقت أرواح المئات من أبناء الغوطة الشرقية، فكان لا بد لناشطيها من تسليط الضور على معاناة أهلها.

وفي هذا السرد البسيط والمقتضب عن المأساة التي يعيشها أبناء الغوطة الشرقية، أطلق ناشطون اليوم الثلاثاء (7 شباط/فبراير) حملةً تحت عنوان (مع الغوطة)، لتسليط الضوء على معاناة آلاف المدنيين المحاصرين والمحرومين من أبسط ضروريات الحياة، ومحاولة إيقافها، ولدعوة العالم للوقوف إلى جانب الغوطة الشرقية التي تتعرض لحرب استنزاف وحصار وقهر وقتل يومي منذ سنوات، بحسب الناشط “يوسف البستاني”، المنسق العام للحملة.

وأكد “البستاني” في حديثه لـ “المصدر” أن هناك مآسي شتى في الغوطة الشرقية، وحملات تهجير داخلية من بعض مدنها، لا تلقى لها مساحة كافية في الإعلام، الأمر الذي حملهم على إطلاق هذه الحملة.

وأضاف المنسق العام للحملة بأن الحملة ستنطلق على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، من (فيس بوك، وتويتر، وتلغرام، وواتس أب)، وأنه يتوقع أن تُحدِث فرقاً جيداً على مستوى الإعلام الخارجي، التي من شأنها أن توضيح المعاناة اليومية التي يعيشها أهالي الغوطة باستمرار، وخصوصاً مع الزيادة الكبيرة في أعداد الجرحى والأيتام والمعاقين، والبطالة الهائلة.

ونوّه “البستاني” إلى أن حملة (مع الغوطة) ستنجو من الوقوع في فخ التحزبات والتجاذبات الفصائلية، وذلك لأن المشاركين فيها هدفهم الرئيسي هو الغوطة وأهلها دون شيء آخر، مؤكداً “لا نقبل بأحد أن يستغل هذه الحملة، فالغوطة الشرقية تعيش أوقاتاً صعبة للغاية، ولا يمكن الاستمرار في حالة غير مسؤولة أمام الثورة”.

وختم المنسق العام للحملة حديثه قائلا: “إن الغوطة الشرقية كانت، وماتزال، قلعة صامدة رغم ما تعرضت له من تخاذل حقيقي وواقعي، فهي أقدم منطقة محررة، وأقدم منطقة محاصرة، ولا تزال صامدة على الرغم تعرضها لأبشع المجازر والتنكيل من قبل عصابات الأسد والمليشيات الرديفة لها”.

ويُذكر أن الغوطة الشرقية تتربع على مساحة تصل إلى 220 كم2 إلى الجهة الشرقية من العاصمة دمشق، ويزيد عدد سكانها عن 450 ألف مدني، فرضت قوات النظام والمليشيات التابعة لها حصاراً خانقاً على المنطقة منذ منتصف العام 2013، ومازال أهلها يعانون شتى أنواع المعاناة بسبب القصف تارةً والحصار تارات أخرى.





المصدر