‘“مع الغوطة” نداء مدني إلى مسامع العالم الأصم’

8 شباط (فبراير - فيفري)، 2017

جيرون

أطلق ناشطون إعلاميون سوريون، في الداخل والخارج، أمس (الثلاثاء) حملة “مع الغوطة”، لتأكيد الوقوف إلى جانب المدنيين الذين يعيشون في الغوطة، في ظل الأوضاع الصعبة التي تمر بها المنطقة، ولا سيما مع تصعيد العمليات العسكرية والقصف المدفعي والجوي، في ظل حصار متواصل منذ أكثر من أربع سنوات، ويؤكد القائمون على الحملة، أنها تأتي محاولةً لإحداث ضغط إعلامي مدني يدفع المؤسسات الدولية لحقوقية والإنسانية إلى تحمل مسؤولياتها، وإيقاف إجرام النظام السوري وحلفائه بحق المناطق الخارجة عن سيطرته.

وقال الناشط ياسر الدوماني لـ (جيرون): إن “حملة مع الغوطة تهدف إلى تسليط الضوء على صمود وتضحيات أهالي الغوطة الشرقية، وتحاول هذه الحملة الضخمة التي يشارك فيها أكثر من 100 إعلامي، أن تدعم صمود الأهالي داخل الغوطة المحاصرة، ولا سيما مع ما تعانيه هذه المنطقة من تهميش إعلامي، ليس على مستوى الناشطين والإعلاميين فحسب، وإنما على صعيد المؤسسات الإعلامية والداعمة، إقليميًا ودوليًا، أو أصحاب الدعم الفردي”.

وأضاف: “كان لا بد من هذه الحملة لإعادة الأمور إلى نصابها، وبما يتناسب مع ثقل الغوطة في خارطة الثورة السورية، فالغوطة محاصرة منذ أربع سنوات، والمعارك لم تهدأ على جبهاتها يومًا واحدًا، واستخدم فيها النظام جميع أنواع الأسلحة؛ لكسر إرادة شعبها، لكنها صامدة. الغوطة اليوم تعيش حالة إنسانية مزرية، خاصةً مع استمرار النظام، في انتهاج سياسة التهجير القسري ضد معاقل الثورة في ريف دمشق، مستغلًا حالة الصمت الدولي تجاه جرائمه، ومعتمدًا على منهج الأرض المحروقة في مناطق لا توجد فيها ملاجئ تقي المدنيين شراسة القصف اليومي، لأجل كل ذلك؛ تأتي هذه الحملة، ولتكريس الأمل في نفوس أهالي الغوطة في وقتٍ تتعاظم فيه مشاعر الخذلان”.

بدوره، قال محمد سليمان دحلا، رئيس اللجنة السياسية في الغوطة الشرقية لـ (جيرون): “من أهم أسباب إطلاق الحملة هو هذا الصمت الدولي تجاه الجرائم اليومية المرتكبة في سورية، والشعور بأن الحراك سياسي، هنا وهناك، هو لتمرير الوقت ومنح النظام حلفائه غطاءً سياسيًا”. ولفت إلى أنه منذ “الإعلان عن التوصل إلى وقف إطلاق النار قبل أستانا، اتضح  لنا أن الغوطة مستثناة من قرار وقف النار بغطاء روسي وتدخل عسكري إيراني متواصل، فالعدوان اليومي ما زال مستمرًا بلا توقف، وكذلك نزيف الدماء، وقد شهدنا جميعًا استمرار عملية التهجير القسري والتغيير الديمغرافي التي طالت وادي بردى بعد اتفاق وقف النار في أثناء وبعد أستانا، وكيف أن كل وعود روسيا وضماناتها ليست سوى حبر على ورق، وكل تلك المؤتمرات ليست إلا لذرّ الرماد في العيون، والتعتيم على عملية قضم أراضي الغوطة الزراعية وتصحيرها؛ وصولًا إلى خنق السكان خنقًا تامًا، بالتوازي مع التهديد اليومي لحياتهم بالقصف والمجازر؛ من أجل إنهاء ملف الغوطة وحسمه لصالح النظام وحلفائه، ومن ثَمّ؛ الإجهاز على ثورة الشعب وتكريس التقسيم”.

وعليه؛ فالحملة -وفق الدحلا- تهدف إلى “لفت أنظار العالم ومؤسساته الحقوقية والإنسانية لكل هذه الأمور، وخاصةً لفت نظر السوريين جميعًا الى ما يحاك لهم، ورمزية الغوطة -هنا- هي رمزية ثورية بامتياز، وليست مناطقية أو جغرافية”.

وأكد أن القضية السورية “باتت قضية دولية، كما هو معلوم، ومن ثَمّ؛ تسهم هذه الحملات في تسليط الضوء على ما يجري؛ لتكون الدول غير المتدخلة عسكريًا في سورية على بينة، أما تلك المتدخلة فليست بعيدة عما يجري، وفي أحسن أحوالها هي متواطئة”

يعد كثير من ناشطي الغوطة الشرقية أن منطقتهم تعرضت لتهميش إعلامي طويل، مقابل ضخ إعلامي وسياسي لمناطق أخرى، لم تشهد معارك وأوضاعًا أسوأ من تلك التي تشهدها الغوطة، وفي هذا الصدد قال يوسف البستاني، المنسق العام للحملة، “نعم الغوطة الشرقية خُذلت بكل معنى الكلمة، على الرغم من أن كثيرين وجهوا سيلًا من الاتهامات غير المسؤولة إلى هذه المنطقة التي صمدت مدة أربع سنوات، وقدمت عشرات الشهداء في سبيل أن تبقى حرة، لا وجود فيها لعصابات النظام الطائفية. تعدّ الغوطة مصدر رعب لنظام الأسد، فهي لا تبعد عنه سوى مئات الأمتار، وحاول الأخير تشديد الخناق عليها؛ بهدف تركيعها ولم يستطع، لا يمكن التكهن بما سيحدث ولا نعلم حقيقة لماذا هذه التجاهل الإعلامي لمأساة الغوطة وملاحمها، لكننا نستشعر الخطر الشديد، وخصوصًا في هذه المرحلة، أما المطلوب فأعتقد أنه ينبغي العمل على تعزيز ثقافة الصمود داخل الغوطة، إلى جانب فتح معارك في مختلف المناطق والعمل على تقديم جميع أنواع الدعم المادي والمعنوي والسياسي والإعلامي للغوطة وأهلها، والمؤسسات المدنية فيها”.

من جانبه أكد محمد سليمان دحلا “أن خذلان الغوطة ليس مجرد شعار، بل حقيقة، فالحصار امتد أكثر من أربع سنوات، والمجتمع الدولي عاجز عن القيام بأبسط واجباته؛ حتى في إدخال المساعدات الإنسانية والأدوية، والمجازر اليومية لم تتوقف على الرغم من كثرة الحديث عن الحل السياسي، والجميع خذل الغوطة، مثلما خذل الثورة الأصدقاء قبل غيرهم، أما المطوب فهو دعم الغوطة على كل المستويات، إنسانيًا وإعلاميا وسياسيًا؛ وحتى عسكريًا، فأهل الغوطة متمسكون بأرضهم وثوابت ثورتهم، ولم يحيدوا عنها ولن يحيدوا، لأنهم يعلمون أن الغوطة هي الصخرة التي تتحطم عليها مشروعات تقسيم سورية، والعبث بنسيجها الاجتماعي، وإجهاض ثورة شعبها، وهم قبلوا هذا التحدي مهما كان الثمن”.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]