‘الاعتداءات العنصرية على الاطفال اللاجئين التقرير الذي تعرض فريق التصوير لهجوم عنيف بسببه في مدينة إرفورت Erfurt’

9 شباط (فبراير - فيفري)، 2017

6 minutes

اليوم سيعرض التقرير “الاعتداءات العنصريه على الاطفال اللاجئين” التقرير الذي تعرضت مع فريق التصوير لهجوم عنيف بسببه في مدينه ايرفورت Erfurt

فخلال التصوير هاجمنا خمسه شبان المان يحملون بأيديهم اسياخ حديد وزجاجات بيره, ارداوا في البدايه اخذ الكاميرا منا, كانوا سيضربون الصحفيه التي تعمل معي على التقرير في هذه اللحظه هاجمني احدهم وشتمني بعبارات عنصريه مالفت انتباه بقيه الشبان الاربعه حولي وتركوا زميلتي وتوجهوا الي مباشره فحاول احدهم ضربي بسيخ حديد على رأسي استطعت تفادي الضربه كان الفارق لحظة فقط ليتمكن من اصابتي. هربت مسرعاً وركض شابان وبأيديهم اسياخ حديد ورائي لمئات الامتار , كانوا قريبين مني جدا وحاولوا عده مرات ضربي لكن لم يفلحوا وتمكنت من الافلات والهرب منهم, ودخلت الي سوبر ماركت وعندما وصل الشابان الى المدخل بدأوا يصرحون لربما ارادوا احضار شبان اخرين ليدخولوا الى السوبر ماركت ويسحبوني للحارج, ولحسن الحظ حضرت حينها الشرطه واعتقلت اثنان منهم بينما استطاع الثلاثه الاخرين الفرار

هذه الحادثه لم تمنعني من اكمال التقرير الذي سيتكلم عن وجعنا المسكوت عنه, عن اطفال قاصرين كلهم تحت الخامسه عشر من العمر. كنت اتمنى لو انني اكملت التقرير كما خططت له لكني سأكون جزأ من الحدث, جزأ من التقرير على غير المتوقع, لان ماحدث هام جدا ويجب عرضه ليعرف الناس مامدى العنف العنصري الذي يتعرض له اللاجئين وخاصه الاطفال

كنت اتمنى لو انني التقيت الطفله ذات الثماني سنوات التي ضربها شبان على باب مدرستها
كنت اتمنى لو انني التقيت الطفل ذو الثلاثه عشر ربيعا الذي ضربه رجل في المصعد, من قذاره الفاعل انه صعد بجانب الطفل بالمصعد ولم يحرك ساكنا وبعد ان اغلق باب المصعد بدأ بضرب الطفل حتى لايتمكن الطفل من الهرب او طلب النجده
كنت اتمنى ان التقي الشاب ذو الرابع عشر ربيعا الذي ضربوه بزجاجه بيره على راسه
كنت اتمنى ان انقل صوتهم ورأيهم واشارك مشاعرهم مع الجميع
كلهم كانوا يريدون المشاركه بالتقرير لكن الخوف دفع الاهالي للتراجع والغاء التصوير, واقتصر التقرير على مشاركه طفلين تحدثوا عن محاوله اعتداء بالضرب بزجاجه بيره على الراس, وعلى طفل اخر هاجمته سيده وامسكته من ثيابه وافلتت كلبها عليه ليعضه بصدره
انا اتفهم شعور الاهل لتراجعهم عن المشاركه رغم انني اكدت لهم عدم عرض الوجوه, فهم يشعرون بالمسؤوليه تجاه اطفالهم ويشعرون بالعجز فلا يستطيعون حمايه اطفالهم كل الوقت
هؤلاء الاطفال المضطهدين بيننا لا احد يسمعهم لا احد يشعر بخوفهم لاننا مشغولون بمهاتراتنا الشخصيه والطائفيه وحتى العنصريه فيما بيننا

احد الاهالي الذين التقيتهم قال لي نحن نضطهد بعضنا البعض نحن مشغولون بعنصريتنا المقيتة, عندما التقي باي سوري او عربي يحاول فورا تقيمي اذا كنت عربيا او كرديا او مسلما او مسيحيا او او او…..الخ اذا لم اكن من فئته ينظر لي نظره الاستعلاء يكرهني يبتعد عني, واذا كنت من فئته يبدأ التقييم الزمني فالقديم يتعالى على الجديد كانه انسان والجدد هم عباره عن رعاع,انا لا اريد التعميم لكن دعونا نتصارح مع انفسنا. فالعنصري الذي يتعدى علينا بزجاجه بيره على الرأس لاتعنيه كل هذه التقييمات فكلنا امام العنصريه سواسيه. البعض يظن انه فقط الوحيد الذي يستحق حق اللجوء والباقين ورطه لالمانيه وهو سيساعد المانيا في ورطتها هذه

هو ذاته الرجل اتصل فيني بعد ان سمع بالاعتداء العنصري على فريق التصوير وقال لي ها انت صحفي تعمل لدى التلفزيون ولم تسلم منهم راجيا مني ان اوصل رسالته لعلها تكون سبب بتكاتفنا قليلا

ما تعرضت له لا يذكر بالمقارنه مع ما تعرضته له في سوريا اثناء العمل الصحفي, حتى انه لم يترك اثار نفسيا لدي, لكن للصدق اقول كنت مصدوما للوهله الاولى ولم اتصور ان يكون العنف بهذا الحجم, وفكرت كثيرا بالاطفال الذين كانوا معي خلال التصوير وكيف ركضوا مسرعين من شده الخوف, حاولنا مرارا تجنب المشكله وتهدأ هؤلاء الشبان النازيين لكن دون جدوى كأن لديهم هدفا مسبقا ويريدون تحقيقه. لكننا نجحنا بكسب الوقت ريثما تمكن الطفلان من الهرب تماما من الساحه حتى اختفوا عن الانظار
شعرنا بالذنب الشديد تجاههم فهم لم يخرجوا للتسوق منذ ان اعتدي عليهم قبل عده اشهر وها هم خرجوا معنا ليمروا بتجربه قاسية تمنعهم مرة اخرى من الخروج لاشهر قادمه ولربما لسنوات

لن اطيل اكثر بالكتابه لكن ما استطعت تحقيقه ببحثي في هذا الموضوع سيعرض اليوم في التلفزيون الالماني ARD
الساعه 9:45 مساءً
في برنامج اسمه Fakt
شكرا لكل من تضامن معي ومع فريق التلفزيون, احبكم اصدقائي
واشكر مقدما كل من سيشارك برأيه سواء كان نقد او مديح اوحتى الشتيمه
طارق خللو