الصحة النفسية مفردات لا تلقى اهتمامًا

9 فبراير، 2017

لؤي أحمد

في وقت مبكر من اندلاع الثورة السورية، بادرت الفاعليات الأهلية في مدن الجزيرة السورية، بتأسيس مراكز تهتمّ بالصحة النفسيَّة للمواطنين، إلّا أنّها خبت فجأة، ففي مدينة القامشلي، لم يعد هناك سوى مركز واحد، بعد أن كانت عدة مراكز.

وفي هذا الصدد، قال الاختصاصي محمد علي عثمان، مدير “مركز سمارت للصحّة النفسية” في مدينة القامشلي، ويعد أول منشأة طبية نفسية تأسست في مدن الجزيرة السوريَّة عام 2012، لــ (جيرون): إن “سمارت يعقد ورشات دعم نفسي للمراهقين، ويقدم نشاطًا مخصصًا للأطفال المتضررين من الحرب، من شأنه تخفيف آثارها عنهم”، لافتًا إلى “تقديم المركز للاستشارات النفسية التخصصيَّة ولجميع الأعمار، من خلال مختصتين نفسانيتين خضعتا لدورات تأهيل وتطوير”. وأضاف: إن اختيار الإطار (الكادر) جرى بعد “اختبارات صارمة جدًا، اعتمدت على معايير دولية”.

يعاني أغلب المراجعين، وفقًا لــعثمان، ومن مراحل عمرية مختلفة، من اضطرابات كثيرة، من بينها: “اضطرابات نفسية تشمل صعوبات التعلّم لدى الأطفال، ومشكلات القراءة، وضعف الدافعية، إضافة إلى مشكلات في النطق، واضطرابات سلوكيَّة تتعلق بالعدوانية والتذمّر من جرّاء أوضاع الحرب”.

وقال عثمان: “إن عدد المراجعين بلغ خلال الشهرين الماضيين 35 شخصًا، ومن مراحل عمرية تشمل الصغار والكبار، فيما بلغت نسبة الالتزام بالمراجعة لكل شخص نحو 80 بالمئة”؛ ما عدّه عثمان “مؤشرًا جيدًا بالنسبة إلى اختصاصنا”.

لفت عثمان إلى أن: “قلة التمويل الممنوح من الجهات الداعمة لمثل هذا النوع من الطبابة، يحول دون تحقيق برامج التطوير، ودون تخصيص أماكن للنشاط النفسي، وقلة التمويل تنعكس سلبًا على تهيئة الأجواء اللائقة لإمكانية إكمال تقديم الدعم النفسي، فضلًا عن قلة الأطر (الكادرات) المختصة”.

تتوزّع مراكز النشاط الخاصّ بدعم الأطفال في مدن متعددة من الجزيرة السورية، إلا أن معظمها لا يهتم بالجانب النفسي للطفولة التي تعرضت إلى هزات عنيفة؛ نتيجة لتداعيات خمس سنوات من الحرب، وعلّق المواطن، محسن حسو، على الأمر بقوله: “النشاط الخاصّ بالأطفال يكون عادًة غير مكتمل، فقد يكون النشاط عرضًا مسرحيًا وحسب، أو في أحسن الأحوال يجري تقديم هدايا، بينما تُغفل المعالجات النفسية التي يمكن أن تُجرى من خلال مثل هذا النشاط”.

ثمّة برامج كثيرة لتقديم الدعم النفسي تودّ بعض المؤسسات المدنيَّة في مدن الجزيرة السوريَّة تطبيقها، إلّا أنّ هجرة الكفايات، إضافة إلى ضعف التمويل تحول دون تطوّر هذا الاختصاص المهم.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]