تصريحات “روسية – تركية” تكشف عمق الخلافات في المواقف حول سورية



المصدر – متابعة

كشفت تصريحات المسؤولين الأتراك والروس أمس عن الخلافات بين الدولتين في سورية، إذ أعلنت الرئاسة التركية أن أولويتها في سورية هي إقامة منطقة آمنة في الشمال السوري. فيما سارعت موسكو إلى الرد بأن “الجانب الروسي ينطلق أن الأتراك لا يقيمون منطقة عازلة”.

ففي تصريح لقناة “إن تي في” التركية، وبمضمون غير متوقع بعد التنسيق التركي – الروسي في سورية، أعلن الناطق باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالين، أمس “الأربعاء”، إن أولوية أنقرة تكمن في إقامة منطقة آمنة في شمال سوريا، تمتد بين بلدتي إعزاز وجرابلس.

وجاء كلام قالين إثر دخول  قوات “الجيش السوري الحر” التي يدعمها الجيش التركي، إلى مدينة الباب، في ريف حلب الشمالي ، مضيقاً إنه بعد “تطهير الباب”، ستكون المعارضة السورية مستعدة للتقدم نحو الرقة، مؤكدا استمرار بحث الخطة التركية بهذا الشأن في إطار التحالف الدولي بقيادة واشنطن. وأشاد بالتنسيق مع طيران التحالف على مدى الأيام العشرة الماضية، مشيراً إلى أن التنسيق مع الجانب الروسي من أجل الحيلولة دون صدامات مع “الجيش السوري”، هو أمر مهم بالنسبة لروسيا أيضاً.

بالمقابل، سارعت موسكو إلى الإعلان على لسان  دبلوماسي روسي رفيع المستوى، عن وجود نقاط اختلاف كثيرة في مواقف موسكو وأنقرة من الأزمة السورية، مشدداً على أن الجانب الروسي ينطلق من أن الأتراك لا يقيمون منطقة عازلة”.

واتهم ألكسندر بوتسان خارتشينكو مدير الشؤون الأوروبية في وزارة الخارجية الروسية،  أنقرة تسعى لتحقيق أهداف خاصة بها في شمال سورية بالإضافة إلى محاربة “داعش”، لكنه استدرك “في الوقت الراهن إنهم لا يعملون على إقامة منطقة عازلة في شمال سورية، حسب تفهمنا”. مؤكداً أن موقف موسكو من عملية “درع الفرات” التي يقودها الجيش التركي في شمال سورية، لم يتغير، وهو يكمن في تأكيد ضرورة إجراء أي عمليات قتالية نشطة في أراضي دولة أخرى بموافقة حكومة هذه الدولة فقط.

كما أشار بوتسان خارتشينكو إن موضوع بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في منصبه أو رحيله لا يمثل عائقا أمام تعزيز التعاون الروسي التركي في سورية، مستطرداً “لا ننسى الخلافات، لكن من المهم أن نناقشها. ويجب علينا الاعتماد على النقاط المشتركة بيننا في الوقت الراهن”.

ورأى الدبلوماسي الروسي، أن الشيء الأهم هو توصل الطرفين إلى تفاهم أكبر بشأن الوضع الميداني وأولويات العمل في سورية، والتي تتمثل في تثبيت نظام الهدنة، والعمل مع المعارضة السورية، وتشجيع أطراف النزاع على المشاركة في الحوار، قائلاً: “في هذا السياق لا مجال لأي نقاش، ولاسيما لأننا والأتراك نقول بوضوح إن الحديث يجب أن يدور حول الحفاظ على وحدة أراضي سوريا وسيادتها”. لكن المسؤول الروسي أوضح، أن موقف موسكو لا يتغير فيما يخص ضرورة إشراك أكراد سورية في عملية التسوية السورية. وتابع أن موقف أنقرة في هذا الموضوع أيضا يبقى ثابتا، لكن هناك حوارا جاريا حول الموضوع بين الطرفين. مجدداً رفض موسكو  تصنيف حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية في شمال سورية كتنظمين إرهابيين، متمنياً  أن يعدل الجانب التركي مواقفه مع تطور تعاوننا في الشؤون السورية”.

يُذكر أن اتصالاً هاتفياً جرى أمس بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي دونالد ترمب.




المصدر