جوازات سفر فنزويلية تُباع لشخصيات على صلة بـحزب الله.. تحقيق يكشف عن تورط مسؤولين كبار
9 شباط (فبراير - فيفري)، 2017
قالت شبكة “سي إن إن” الأمريكية إن أجرت تحقيقاً مشتركاً مع “CNN en Espanol” استغرق عاماً كاملاً،وكشف عن مخالفات خطيرة في إصدار جوازات السفر والتأشيرات الفنزويلية لصالح شخصيات مرتبطة بميليشيا “حزب الله” اللبناني.
وذكرت الشبكة، اليوم الخميس، أن التحقيق تضمن مراجعة الآلاف من الوثائق وإجراء مقابلات في الولايات المتحدة وإسبانيا وفنزويلا وبريطانيا، إلى جانب تعقب مختلف المسؤولين من فنزويلا.
وثيقة استخباراتية سرية حصلت عليها “سي إن إن”، وتربط نائب الرئيس في فنزويلا، طارق العيسمي، بـ173 جواز سفر وهوية فنزويلية أصدرت لأفراد من الشرق الأوسط، بما في ذلك أشخاص لهم صلات بـ”حزب الله”.
ويشير تقرير استخباراتي بتاريخ 2013 صدر عن مجموعة من دول أمريكا اللاتينية، أنه “بين عامي 2008 و2012، تم إصدار 173 جواز سفر وبطاقات هوية فنزويلية إلى عرب، وكان المسؤول الذي طلب إصدار تلك الوثائق الرسمية هو طارق العيسمي، الذي عُيّن نائباً لرئيس فنزويلا في يناير/ كانون الثاني الماضي، وكان الوزير السابق المسؤول عن الهجرة”.
وبحسب “سي إن إن” فإن العيسمي “تولى إصدار ومنح التأشيرات وتوطين الأشخاص من مختلف البلدان، وخاصة من السوريين واللبنانيين والأردنيين والإيرانيين والعراقيين.”
مساعدة “حزب الله”
ويخلص تحقيق الشبكة الأمريكية إلى أن مسؤلاً فنزويلي رفيع المستوى له صلات بالإرهاب، وهو غازي نصر الدين، كان قد عمل في سفارة بلاده في سوريا. وقالت الشبكة إنه “مطلوب للاستجواب من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) لـجهوده في جمع التبرعات من مساهمين مادياً لحزب الله”.
ويقول مسؤولون أمريكيون إن نصر الدين “سهّل سفر” عناصر من “حزب الله” من وإلى فنزويلا، وفقا لبيان صحفي من وزارة الخزانة الأمريكية صدر في عام 2008.
ويبيّن التحقيق أن ميسايل لوبيز هو المحامي الفنزويلي السابق الذي شغل منصب المستشار القانوني للسفارة الفنزويلية في العراق منذ يوليو/ تموز عام 2013 حتى يوليو/ تموز عام 2015، نبه الحكومة الفنزويلية حول مزاعم بيع التأشيرات وجوازات السفر داخل السفارة في بغداد.
لكن الحكومة الفنزويلية نفت في وقت لاحق هذه الادعاءات لشبكة “سي إن إن”. ورُفد لوبيز رسمياً في سبتمبر/ أيلول عام 2015، وهو الآن قيد التحقيق من قبل الشرطة الفنزويلية بتهمة الكشف عن “مسائل سرية أو محظورة” كان مطلعاً عليها. وهو يعيش الآن في إسبانيا.
ويسمح جواز السفر الفنزويلي بالدخول إلى أكثر من 130 دولة دون تأشيرة، بما في ذلك 26 دولة في الاتحاد الأوروبي، وفقا للشركة الاستشارية المختصة بشؤون المواطنة العالمية والإقامات “هينلي والشركاء”. ولكن حاملي الجواز الفنزويلي يحتاجون إلى تأشيرة لدخول أمريكا.
وخلال سير تحقيق “سي إن إن”، تقول الشبكة إن لوبيز وفر وثائقاً تُظهر أنه أخبر المسؤولين الفنزويليين مراراً وتكراراً بما اكتشفه. لكنه قال إنه عوضاً عن التحقيق في ادعاءاته، استهدفته الحكومة لكشفه عن معلومات سرية. كما علِم مسؤولون أمريكيون أيضاً بما توصل إليه.
ويقول لوبيز إنه “في يومه الأول مستشاراً قانونياً للسفارة الفنزويلية في العراق، أعطاه مديره الجديد، السفير الفنزويلي، جوناثان فاليسكو، مغلفاً يحتوي على تأشيرات وجوازات سفر، وأخبره أن المغلف تعادل قيمته مليون دولار أمريكي، وأخبره أن الناس في العراق تدفع مبالغ طائلة للحصول على تأشيرة أو جواز سفر لمغادرة الدولة”.
وتضيف الشبكة أنه بعد ذلك بشهر، قال لوبيز إن “موظفة عراقية لدى السفارة، تم التعاقد معها لتكون مترجمة، أخبرته أنها جنت الآلاف من الدولارات عبر بيع جوازات السفر والتأشيرات الفنزويلية. وقالت له إنه يمكنه كسب الكثير من الأموال أيضاً ولكنه رفض لاشتباهه باحتمال وجود إرهابيين بين المشترين”.
وحاولت الموظفة العراقية أن تضغط عليه، وحتى ناقشت عرضاً ببيع تأشيرات إلى 13 سورياً مقابل 10 آلاف دولار للفرد.
الوثيقة الهامة التي عثر عليها لوبيز في السفارة، تتضمن أسماء 21 عربياً لديهم جوازات سفر فنزويلية وأرقام بطاقات هويات فنزويلية.
وفي هذا السياق، قال مسؤول فنزويلي في قسم الهجرة للشبكة الأمريكية، إن “أرقام جوازات السفر كانت صحيحة ومطابقة للأسماء في القائمة التي عثر عليها لوبيز، ما يعني أن الأشخاص على القائمة باستطاعتهم السفر باستخدام تلك الجوازات”.
ولكن قاعدة بيانات متاحة للجمهور في فنزويلا فحصتها CNN كشفت أن 20 من أصل 21 من أرقام بطاقات الهوية مسجلة إلى أشخاص بأسماء من أصل لاتيني – وليس الأسماء العربية المكتوبة في جوازات السفر.
وأضاف لوبيز إنه عثر أيضاً على حالة تاجر مخدرات مدان لديه هوية عراقية تُظهر أنه وُلد في العراق. ولكن الرجل كان يحمل أيضاً جواز سفر فنزويلي يُظهر أنه وُلد في فنزويلا.
في المقابل ترفض الحكومة الفنزويلية الحديث عن بيع جوازات السفر والتأشيرات، وبحسب ما ذكرته الشبكة فإن وزيرة الخارجية الفنزويلية، ديلسي رودريغرز، تجاهلت الصحفي رافايل رومو، عندما حاول أن يسألها عن القضية في مؤتمر صحفي.
وأخبر مسؤول حكومي فريق “CNN en Espanol” أن أي أسئلة حول مزاعم إصدار جوازات السفر من شأنها أن تكون سبباً للطرد من الدولة.
وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، مثّلت رودريجيز فنزويلا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تجاهلت مجدداً محاولات CNN بتوجيه أسئلة لها.
وقالت “سي إن إن” إنها تمكنت أخيراً من التحدث معها عندما كانت تسير مع مجموعة صغيرة على الرصيف على الجانب الآخر من مقر الأمم المتحدة.
وقالت: “أنت ستؤذي نفسك بمتابعة أكاذيب شخص لا يعرف ما يتحدث عنه.” وأضافت أن “مزاعم بيع جوازات السفر والتأشيرات كاذبة “كلياً”.
[sociallocker] [/sociallocker]