“حزب الله” يفاوض على الانسحاب من مدن القلمون الغربي


خالد محمد

كثُر الحديث -في الآونة الأخيرة- عن اتفاقيةٍ يجري الإعداد لها حاليًا، بين ممثلين عن ميليشيا (حزب الله) اللبناني، وبعض الفصائل المعارضة في منطقة القلمون الغربي، المحاذية للشريط الحدودي السوري- اللبناني، لإنهاء الصراع العسكري الدائر في مدن وبلدات القلمون الغربي منذ منتصف عام 2014.

تتردد هذه الأحاديث بالتزامن مع انسحاباتٍ ميدانية شهدتها بعض الحواجز العسكرية التي أنشأها (حزب الله) سابقًا في منطقة سهل رنكوس، إذ أكد ناشطون محليون من المنطقة، انسحاب عناصر للحزب برفقة 80 آلية، من أنحاء متفرقة من سهل رنكوس إلى داخل الأراضي اللبنانية، فضلًا عن انسحابٍ مماثل لحاجز أبو ربيع، وهو حاجزٌ يقع غرب بلدة سرغايا، في ريف دمشق الغربي.

مصادر محلية، أوضحت لـ(جيرون)، أن الاتفاقية التي يُحضر لها ما تزال؛ حتى اللحظة، قيد التشاور والدراسة بين الطرفين، وتشمل الاتفاقية المؤلفة من 18 بندًا: عودة جميع المنخرطين في صفوف فصيل “سرايا أهل الشام”، من أبناء مناطق (يبرود، رأس العين، رأس المعرة، فليطة، جراجير، السحل، رنكوس، سهل رنكوس، عسال الورد، حوش عرب، بخعا، جبعدين)، إليها بسلاحهم الفردي فحسب، مع السيارات التي بحوزتهم، دون السماح لهم بالعودة إلى بلدات(قارة، النبك، دير عطية، القسطل، معلولا)، مقابل عدم وجود أي عنصر لقوات النظام السوري أو(حزب الله) ضمن المناطق المذكورة أو فيما بينها.

إضافةً إلى ذلك، لا يُقبل بعودة بعض الأفراد من البلدات المذكورة، بسبب ارتكابهم لانتهاكاتٍ بحق الأهالي، بينما تُرفع أسماء المطلوبين من مدنيين وعسكريين إلى أجهزة النظام، للعفو عنهم قبل عودتهم مجددًا إلى الأراضي السورية، قادمين من لبنان، وهو واحد من الشروط الأساسية لإتمام الاتفاق.

تضمن أحد البنود المطروحة، أن تبقى المؤسسات الحكومية الخدمية، فعالةً في المدن التي سيتم العودة إليها، في حين يتابع الشبان المطلوبون لـ(الخدمة الإلزامية، المتخلفون، المنشقون) خدمتهم ضمن فصيل (سرايا أهل الشام)، على ألا تُلزمَ قوائمها بأعدادٍ معينة من العناصر المسلحة المنضوية ضمنها، مع النظر في أمر كل شخصٍ لا يملك هويةً، عبر أخذ معلوماته الشخصية تمهيدًا لاستصدار هويةٍ نظامية جديدة له، قبل العودة إلى سورية.

بحسب المصادر ذاتها، فإن طرق المواصلات باتجاه الغرب، تظل مفتوحةً للدخول إلى جميع البلدات اللبنانية، بموافقة (حزب الله)، باستثناء بلدة عرسال، فهي بحاجةٍ إلى تصريحٍ رسمي من الجيش اللبناني، كما تطرّقت البنود إلى تحديد أماكن وجود ميليشيا “حزب الله” في المنطقة، من لجنةٍ تضم بعض الوجهاء، ومعهم عسكريون من “سرايا أهل الشام”، واقتُرح تشكيل لجنةٍ أخرى من الوجهاء، وقادةً من (حزب الله) لحل المشكلات العالقة مع عناصر “الدفاع الوطني” من أبناء القلمون.

أشارت البنود بوضوحٍ إلى أن “حزب الله” اللبناني، و”سرايا أهل الشام” هما الضامنان الوحيدان للاتفاق، على أن تدير “السرايا” البلدات المذكورة، عبر وضع لجانٍ مهمتها إدارتها مدنيًا وخدميًا، والإشراف على الأمور التنظيمية للعناصر المسجلين فيها من مدنيين وعسكريين، على حدٍ سواء.

في سياقٍ متصل، نقل الناشط أحمد اليبرودي، عن مصدرٍ ميداني من المعارضة-رفض ذكر اسمه- قوله: أن “المفاوضات التي تجري منذ قرابة الشهر، بين ممثلين عن المعارضة السورية الموجودة في منطقة الجرود الحدودية مع لبنان، وميليشيا (حزب الله) اللبناني، تنص على انسحاب الأخير، من 10مدنٍ في القلمون الغربي، وتسليمها للمعارضة، وإعادة اللاجئين السوريين الموجودين في عرسال اللبنانية، إلى قراهم وبلداتهم القلمونية”. موضحًا في حديثه، لـ(جيرون): أن “المفاوضات القائمة بين الطرفين تجري عبر وسيطٍ ثالث، نظرًا لرفض المعارضة السورية الجلوس على طاولةٍ واحدة مع ممثلين عن (حزب الله) اللبناني”.




المصدر