محمد كساح: المصدر

يحصل مئات المحاصرين في بلدة مضايا بريف دمشق على الخبز لكن بكميات قليلة وأسعار هائلة.

وفي ظل الظروف الراهنة التي تمنع 40 ألف نسمة من مغادرة بلدتهم أو الحصول على حقوقهم في تواجد أبسط مقومات الحياة يحاول “فداء أفندر” (25 عاماً) العالق في مضايا أن يتأقلم مع ظروف الحياة متناسيا آلامه الكبيرة التي بدأت منذ سنتين من الزمن ولم تنته حتى الآن.

وخلال حديثه لـ “المصدر” قال “فداء” إن تكلفة كيلو الخبز الواحد في البلدة تجاوزت 3500 ليرة (حوالي 7 دولارات). وسعر كيلو الطحين في الوقت الحالي يصل 2500 ليرة ويتقاضى الخباز 1000 ليرة على خبز كيلو غرام واحد من الطحين.

في تموز/يوليو من عام 2015 أحكمت قوات النظام وميليشيا حزب الله اللبناني الحصار على مضايا بريف دمشق عن طريق منع الدخول والخروج عبر حواجز البلدة إضافة لزرع آلاف الألغام الأرضية على محيطها.

ومع نهاية العام ذاته توصل الثوار و النظام إلى اتفاق رباعي نص على رفع الحصار عن مضايا و الزبداني و إجلاء الجرحى، بالتزامن مع حدوث نفس العملية في بلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب والمحاصرتين من قبل جيش الفتح . لكن الحصار لا يزال قائماً.

وتضم مضايا حاليا قرابة أربعين ألف شخص من أبناء مضايا و من النازحين من مدينة الزبداني وبلدة بلودان القريبتين.

وقال “أفندر” إن سكان البلدة يتمكنون في الوقت الحالي من الحصول على الخبز، لكنه متوفر بكمات قليلة جعلت أسعاره تطير بشكلٍ لا يطاق، على حدّ تعبيره.

ولا يسمح النظام بدخول مواد غذائية أو محروقات إلى البلدة. لكن “فداء” أشار إلى دخول بعض المواد مثل التبغ والبهارات وغيرها قائلا “اليوم مثلاً دخل لحم الدجاج إلى البلدة لأول مرة منذ الحصار”.

وبالنسبة لطريق الحصول على الطحين يقول فداء إنه من المساعدات الأممية التي تدخل إلى مضايا بالتزامن مع دخولها إلى كفريا والفوعة كل فترة.

ولا يوجد مخابز أو أفران في البلدة، لكن بعض الأهالي يخبزون للأشخاص الذين ليست لديهم خبرة لقاء 1000 ليرة على الكيلو الواحد. ويقول “فداء” إنه لا يستطيع تناول الخبز كل يوم بسبب قلة الطحين.

ونتيجة لغياب الغاز عن مطابخ البلدة يطهو أهالي مضايا طعامهم الذي لا يتعدى الرز والبرغل والفاصولياء  على مواقد الحطب، ويضيف الشاب الذي حاورته “المصدر” إنه كغيره من الأهالي يستخدم هذه المواقد في إعداد الخبز.

[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]