بعد تزايد الإهمال… مرضى مناطق النظام إلى (المحرّر) وتركيا لتلقي العلاج

9 شباط (فبراير - فيفري)، 2017

رزق العبي: المصدر

بدأت الحالة الصحية للطفل “علاء عادل” بالتحسّن، بعد تعرضه لحروق من الدرجة الثانية والثالثة، نتيجة سقوط وعاء الطعام عليه في منزله، بمدينة حماة، الخاضعة لسيطرة النظام.

لم ينقل الرضيع ابن السنة وشهرين إلى مستشفى الباسل أو مستشفى أنيسة أو المستشفى الوطني، كما هو متعارف عليه في المناطق التي يسيطر عليها النظام، إنما جرى نقله إلى تركيا.

“علاء” ليس واحداً بعينه، إنما هناك عشرات الحالات التي باتت تتوافد من مناطق النظام لتلقّي العلاج في المناطق المحررة، لتدخل بعدها إلى تركيا.

وفي حادثة مشابهة، إلا أنها أقل خطورة، سارعت “حسنة” بالسفر إلى مدينة “كفرنبل” غربي معرة النعمان، لتجري عملية ليدها التي تعرضت لكسر، وتوضح “حسنة” القادمة من دمشق، أنها قصدت ريف إدلب المحرر، لأنها غير قادرة على الانتظار لإجراء العملية في مشافي النظام، التي تخضع لآليات الدور، والتي غالباً ما يكون للواسطة رأس الخيط فيها.

وتضيف: “أتيت إلى كفرنبل وأجريت عمليتي بمشفى عام، يشرف عليه طبيب لديه مشفى خاص، وكانت العملية ناجحة بشكل جيد، وبعد عدّة أشهر انتقلت إلى تركيا واستقريت بشكل تام فيها”.

بالعودة إلى الرضيع “علاء عادل”، الذي وصل قبل أسابيع إلى إحدى المستشفيات التركية مع والده بعد تعذر تحسن حالته الصحية هناك، وبحسب ما أوضح مدير مركز مداواة الحروق في مستشفى جامعة “جمهوريت” بولاية سيواس “مصطفى طوران” فإن “علاء كان قد وصل مرحلة تسمم الدم، عندما وصلنا قبل 25 يوماً، مصاباً بحروق من الدرجتين الثانية والثالثة”.

كما أشار “طوران” إلى أن علاء بدأ حالياً في تناول الطعام عبر الفم، ويعمل الأطباء على إنهاء فترة علاجه في أقرب وقت ممكن.

المصادر التي ترد من مناطق النظام، كدمشق وحماة وحمص، تؤكد أن المشافي الحكومية أصبحت حكراً على جرحى جيش النظام، إذ يقول أحدهم: “حتى برادات حفظ الموتى أصبحت للجيش والشبيحة”، ما يؤكد مجدداً احتكار النظام وكل من يلوذ به لمقاليد البلاد.

ولأن الأمراض التي يلجأ فيها مصابيها وذويهم للعلاج في تركيا أو المحرر كثيرة، إلا أن أشدها خطورة، مرضى غسيل الكلى، الذين غالباً ما تحول أعطال التيار الكهربائي وساعات التقنين دون تنظيم دور غسيل لهم، فيضطر العشرات منهم إلى تغيير سكنهم خارج مناطق النظام، لمتابعة العلاج.

“نور محمد” التي تسكن أيضاً في ريف حماة، قالت لـ “المصدر” إنها زارت عشرات أطباء سوريا لعلاج ضعف النمو لدى ابنتها (3 أعوام) ولا تزن سوى 10 كيلوغرامات، دون نتيجة، وكانت كل الصور والتحاليل في دمشق وحماة وحمص لا تستطيع تحديد أي مرض لدى الطفلة، وأخيراً أسرّ لها طبيبٌ يعمل في مشفىً للأطفال بدمشق، بالذهاب بها إلى مستشفى في مدينة “أضنة” التركية، مؤكداً لها أن طول انتظارها في مشافي دمشق سيكون خطراً على حياة الطفلة.

وبالفعل وصلت لمدينة “أضنة” قبل أيام بعد إحالة طبية من مستشفى باب الهوى لمتابعة علاج ابنتها.

في هذا السياق، توضح الحاجة “صبحية الأسعد” أنها جاءت من حلب باتجاه تركيا، لأنها بحاجة ماسّة لغسيل كلى مرة واحدة كلّ يومين، وهو أمر صعب جداً في حلب نتيجة الأوضاع غير المستقرة التي سبقت سيطرة النظام على المدينة، وما بعدها، وتؤكد أنها كانت تعاني من عدم انتظام علاجها هناك ما يتسبب بتدهور وضعها الصحي.

ولمرضى السرطان، مشاكل مستعصية، إذ يعتبر من أصعب الأمر التي يجب علاجها بشكل آلي، ويعيش المرضى في مناطق النظام أوضاعاً صعبة، خصوصاً مع الإهمال المتزايد من قبل المرافق الصحية، بعد انشغال الكوادر الطبية بجرحى عناصر الجيش والشبيحة، وسوء تشخيص الأطباء للمرضى.

وكانت تركيا أكدت في وقت سابق أنها تتكلّف بما لا يقل عن 50 مليون دولار، لمعالجة مرضى السرطان السوريين الذين يأتون من مناطق النظام والمعارضة على حدّ سواء.

[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]