"الحريري": اجتماع المعارضة في الرياض يهدف لتشكيل وفد موحد لخوض مفاوضات جنيف المقبلة


قال نصر الحريري عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري المعارض، إن الاجتماع الموسع الذي ستعقده المعارضة في 10 و11 فبراير/ شباط الجاري، في العاصمة السعودية الرياض، سيركز على مناقشة الاستعدادات لمفاوضات جنيف المقررة في 20 الشهر الحالي، وتشكيل وفد موحد يمثل المعارضة في تلك المفاوضات.

وأوضح الحريري في لقاء خاص، أن الاجتماع المرتقب سيحضره ممثلون عن الفصائل المسلحة والائتلاف إضافة للهيئة العليا للمفاوضات(التابعة للمعارضة).

وأشار عضو الهيئة السياسية إلى أن المعارضة ستشارك في مفاوضات جنيف وفق القرار 2254، الصادر عن مجلس الأمن في 2015، الذي يتحدث عن تطبيق بيان جنيف1، و يتضمن برنامجاً زمنياً للمرحلة الانتقالية ابتداءً من الانتقال السياسي فصياغة دستور وصولاً إلى الانتخابات.

وكشف عن وجود محاولات من الدول الداعمة لنظام الأسد (لم يسمّها) لحذف أو استئصال موضوع الانتقال السياسي والاقتصار على الدستور والانتخابات، وهذا "يلغي جوهر القرار الدولي وجوهر العملية السياسية"، وفق قوله.

وشدد الحريري وهو الذي شغل منصب أمين عام الائتلاف قبل عامين، وشارك في مفاوضات "أستانا" الأخيرة في 23 و24 الشهر الماضي، على ضرورة أن تكون هناك أجندة واضحة وصريحة لعملية "جنيف"، بحيث تنسجم مع القرار الدولي.

ولفت إلى عدم وجود مصلحة للشعب السوري في المشاركة في المفاوضات، إذا لم تكن تلك الأجندة منسجمة.

واعتبر الحريري أن الجولة الجديدة من مفاوضات جنيف، المزمع عقدها في 20 الشهر الجاري، تختلف عن الجولات الماضية لأن روسيا تنخرط لأول مرة بشكل مباشر في العملية السياسية.

وقال موضحاً رأيه: "روسيا لا تلعب دور الضامن فقط وإنما المفاوض أيضاً، والفصائل لم تتفاوض مع النظام في أستانا وإنما مع روسيا".

وأضاف من الأمور التي ستجعل الجولة الجديدة مختلفة هو "انخراط تركيا أيضاً فيها بشكل مباشر، والتي تعتبر من الدول الهامة في دعم الثورة السورية".

وعبر الحريري عن أسفه الشديد لعدم تطبيق الاتفاقات الممهدة للمفاوضات، والمتمثلة بوقف إطلاق النار والتفاهمات التي تمت على بعض الإجراءات الإنسانية، والتي رأى فيها أنها تؤمن بيئة ومناخاً ملائماً لإطلاق العملية السياسية، وليست شروطاً مسبقة.

وقال: "إذا لم تتحقق تلك الاتفاقات والتفاهمات فإننا سنذهب لمفاوضات عبثية".

وأردف أن عملية الحل في سوريا تتألف من عدة نقاط، أولها وأسهلها، وفق رأيه، وقف إطلاق النار والقضايا الإنسانية، بينما أصعبها العملية السياسية وبالتالي "إذا روسيا وداعمي النظام فشلوا في تحقيق وضمان الأمور الأسهل فهذا يعطي نظرة عامة لما سينتج عن جنيف بخصوص الانتقال السياسي".

وأشار الحريري إلى أن الجميع ينتظر نتائج الاجتماع الذي تم مؤخراً على مستوى الخبراء في العاصمة الكازاخية "أستانا" بين تركيا وروسيا وإيران، والذي يهدف لترسيم وتحديد أطر اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم في أنقرة ودخل حيز التنفيذ في 30 كانون الأول/ ديسمبر الفائت.

واعتبر أنه إذا ما تم الاتفاق في "أستانا" على آليات حقيقة، وفق ما قدمته المعارضة، والشروع بشكل جاد وفعال ببعض الإجراءات الإنسانية، عندها "لن يكون موضوع الذهاب إلى جنيف مقبولاً فحسب، وإنما سيكون هناك أمل لكل السوريين والأطراف الفاعلة في الملف السوري بأننا سنذهب لعملية جدية، ربما توصل هذه المرة لحل".

وبيّن الحريري وجود محاولات من الدول التي تدعم النظام، وروسيا على وجه التحديد، لتشتيت المعارضة وإنشاء منصات متعددة للتمثيل والتفاوض وادعاء أن تلك المنصات تمثل الشعب السوري، لإيصال رسالة إلى العالم أن المعارضة مشتتة.

وكشف عن وجود جهود لإدراج تنظيم "ب ي د" (الجناح السوري لمنظمة بي كاكا الإرهابية)، ضمن المعارضة السورية.

واتهم عضو الهيئة السياسية في الائتلاف تنظيم "ب ي د" بارتكاب مختلف أنواع الانتهاكات بحق الشعب السوري بكافة مكوناته، لافتاً إلى أن أول من تضرر بتصرفات هذا التنظيم الإرهابي هو المكون الكردي الذي يدّعي حمايته وتمثيله.

ورأى القيادي في المعارضة السورية أن تنظيم "ب ي د"، لا يختلف عن تنظيم "الدولة الإسلامية"، فهو "يملك أجندة غير أجندة الشعب السوري، ويتحالف مع النظام أو أي جهة أخرى حتى يحقق اهدافه".

وعرج الحريري في حديثه، على منصة "حميميم"، التي تتم المحاولة لضمها للمعارضة السورية، معتبراً أن المنصة المذكورة قد أُنشئت في قاعدة عسكرية روسية في سوريا، من قبل المخابرات التابعة للنظام، ولا تمثل الشعب السوري في شيء.

ويروج النظام السوري وروسيا لما يسمى "مركز المصالحة في حميميم"(مركزه القاعدة العسكرية الروسية في مطار حميميم بمحافظة اللاذقية غربي سوريا) على أنه يمثل طيفاً مع المعارضة كونه يقود ما يسمى بـ"مصالحات" بين النظام وفصائل معارضة ترغب في إلقاء السلاح والانخراط في العملية السياسية، وهو ما ترفضه المعارضة وتعتبرها "تمثيلية واحتيالاً".

وخلص الحريري إلى أن هذه الوفود (ب ي د - منصة حميميم) لا يمكن أن تكون إلا في صف النظام، مشيراً إلى وجوب وضع تنظيم " ب ي د" في صف الإرهاب على غرار تنظيمي "الدولة" و"جبهة النصرة"، التي من الواجب على المجتمع الدولي محاربتها.

وأشار إلى وجود تعاون مع منصتي موسكو والقاهرة (تضم معارضين للنظام السوري من خارج الائتلاف)، واستطرد: "بعضهم موجودون في الهيئة العليا للمفاوضات وفي الوفد المفاوض وبأعداد جيدة"، و أردف: "لا يوجد أي مشكلة بيننا وبينهم، طالما أننا نتفق على ذات المحددات".

وعبر الحريري عن أمله بأن تفكر الهيئة العليا للمفاوضات بطريقة ما لمعالجة الوضع مع المنصات المقبولة لتشكيل وفد موحّد، الأمر الذي يتطلب تعاوناً من الجميع من الهيئة والفصائل والائتلاف والمنصات الأخرى، بحيث تكون مصلحة الشعب السوري هي الأساس، وهو ما يعّول على اجتماع الرياض.




المصدر