زوجات الشهداء يواجهن الحياة وحيدات في ريف إدلب

10 شباط (فبراير - فيفري)، 2017
4 minutes

فارس وتي

[ad_1]

تعيش زوجات الشهداء والأرامل السوريات، أوضاعًا بالغة الصعوبة، فهن يواجهن الأعباء الاجتماعية والمادية وحيدات، إضافة إلى أن عليهن النهوض بمتطلبات عوائلهن، بعد أن التهمت الحرب والمعتقلات المعيل، لتجد زوجة الشهيد، أو الأرملة، نفسها المسؤولة الوحيدة عن تأمين متطلبات أطفالها.

تمثل قصة يسرى المصري، النازحة من ريف حلب الشمالي؛ قضى زوجها في عام 2013 في قصف لطائرات النظام، أنموذجًا للأعباء الملقاة على زوجات الشهداء، فقد رحل زوجها تاركًا لها أربعة أطفال، دون الرابع عشرة من أعمارهم؛ وأوضحت لـ (جيرون): “ذات يوم، وبعد وفاة زوجي بنحو خمسة أشهر، جاءني والد زوجي مطالبًا بأطفالي؛ بذريعة عدم قدرتي على تربيتهم، وأن منزل الجد أولى برعاية الأحفاد، فرفضت طلبه”.

أضافت المصري: “لقد سلب والد زوجي أطفالي تحت الوعيد والتهديد، ولم يكن في اليد حيلة، وبعد يومين ذهبت الى إحدى المحاكم الشرعية في ريف إدلب، لأتقدم بشكوى ضده واعيد الأطفال إلى حضانتي، لكن للأسف دون جدوى، فوالد زوجي واجهني بشكوى ضدي في المحكمة الشرعية، مدعيًا فيها عجزي عن احتضان ورعاية الأطفال، وذلك لعدم قدرتي المادية على علاج الأطفال ورعايتهم، وللأسف -أيضًا- كسب والد زوجي القضية، وسمح لي القاضي برؤية أطفالي في منزل جدهم مرة واحدة فقط كل أسبوع”.

من جهتها تحدثت زينة، من ريف إدلب الجنوبي لـ (جيرون): “توفي زوجي عام 2015، في قصفِ لقوات النظام، تاركًا لي طفلين دون السادسة، وقد حُرمت من ميراث زوجي الذي سيكون يومًا ما لأطفالي، إلا أن عم أطفالي، عرض علي نسبة قليلة جدًا من حقي في ميراث زوجي. أعيش حاليًا أنا وأطفالي في منزل اشتراه لي زوجي يومًا ما وسجله باسمي”

تعمل زينة في إحدى المدارس التابعة للتربية الحرة في محافظة إدلب، و:”أتقاضى مئة دولار شهريًا، أنفقها على منزلي وأطفالي، ولم أعد أطالب بحق أطفالي من أهل زوجي، وحتى أهل زوجي لم يلتفتوا إلى أطفالي ولو بالسؤال عنهم من باب الاطمئنان، خوفًا أن أطالب بمصروفهم”.

أشارت زينة إلى أنها لم تتقدم بدعوى “ضدهم في المحاكم الشرعية في مناطق سيطرة المُعارضة بريف إدلب، خوفًا من أن يسلبوا أطفالي مني، ولأن أغلب أخوة زوجي ينتمون للفصائل العسكرية المُعارضة، وحتمًا سوف أخسر الدعوة، في حال تقدمت بشكوى ضدهم، فالمحاكم الشرعية في مناطقنا لا تعمل بعدل، بل تعمل وفق المحسوبيات”.

أما سُلاف، التي تسكن في مدينة حارم من ريف إدلب الغربي، فقد توفي زوجها في معتقلات نظام الأسد منذ عام 2013، تاركًا لها أربعة أولاد، أكبرهم ربيع، في الثانية عشرة من عمره، وأضافت لـ (جيرون): “كان زوجي فقيرًا، ولا يملك في حياته سوى المنزل الذي نقطنهُ، وكان يعمل بالزراعة ليوفر لنا لقمة العيش، واعتقل دون أي تهمةٍ أو ذنب، وبعد اعتقاله بثمانية أشهر جاءني خبر وفاته، وأصبحنا بِلا حول ولا قوة، وغاب عنّا المُعيل، حينئذ لم أتحمل سوء الحال الذي ألمّ بأطفالي، وخرجتُ أبحث عن أي عمل “.

وأضافت: “بعد فترة وفّر لي رجل محترم فرصة عمل في ورشة خياطة، مقابل أجر أسبوعي يبلغ 10 آلاف ليرة سورية”.

وذكرت رولا شحادة، مديرة الهيئة النسائية لدعم المرأة في الشمال السوري: أن ” الهيئة النسائية بدأت في هذه المرحلة الصعبة، تتجه للاهتمام بتهيئة المرأة تربويًا ومهنيًا ودينيًا، وكي تكون معطاءة في المجتمع غير آخذه، وأن تكون عنصرًا فاعلًا لا مستهلكًا فحسب”.

[ad_1] [ad_2] [sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]