‘قيادي سوري معارض: نعوّل على اجتماع الرياض تشكيل وفد تفاوضي موحّد’
10 شباط (فبراير - فيفري)، 2017
قال نصر الحريري عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري المعارض، إن الاجتماع الموسع الذي ستعقده المعارضة في 10 و11 فبراير/ شباط الجاري، في العاصمة السعودية الرياض، سيركز على مناقشة الاستعدادات لمفاوضات جنيف المقررة في 20 الشهر الحالي، وتشكيل وفد موحد يمثل المعارضة في تلك المفاوضات.
وأوضح الحريري في لقاء خاص مع الأناضول، أن الاجتماع المرتقب سيحضره ممثلون عن الفصائل المسلحة والائتلاف إضافة للهيئة العليا للمفاوضات(التابعة للمعارضة).
وأشار عضو الهيئة السياسية إلى أن المعارضة ستشارك في مفاوضات جنيف وفق القرار 2254، الصادر عن مجلس الأمن في 2015، الذي يتحدث عن تطبيق بيان جنيف1، و يتضمن برنامج زمني للمرحلة الانتقالية ابتداءً من الانتقال السياسي فصياغة دستور وصولاً إلى الانتخابات.
وكشف عن وجود محاولات من الدول الداعمة للنظام السوري(لم يسمّها) لحذف أو استئصال موضوع الانتقال السياسي والاقتصار على الدستور والانتخابات، و هذا “يلغي جوهر القرار الدولي وجوهر العملية السياسية”، وفق قوله.
وشدد الحريري وهو الذي شغل منصب أمين عام الائتلاف قبل عامين، وشارك في مفاوضات أستانة الأخيرة في 23 و24 الشهر الجاري، على ضرورة أن تكون هناك أجندة واضحة وصريحة لعملية “جنيف”، بحيث تنسجم مع القرار الدولي.
ولفت إلى عدم وجود مصلحة للشعب السوري في المشاركة في المفاوضات، اذا لم تكن تلك الاجندة منسجمة.
واعتبر الحريري أن الجولة الجديدة من مفاوضات جنيف، المزمع عقدها في 20 الشهر الجاري، تختلف عن الجولات الماضية لأن روسيا تنخرط لأول مرة بشكل مباشر في العملية السياسية.
وقال موضحا رأيه “روسيا لا تلعب دور الضامن فقط وإنما المفاوض أيضا، والفصائل لم تتفاوض مع النظام في أستانة وإنما مع روسيا”.
وأضاف من الأمور التي ستجعل الجولة الجديدة مختلفة هو “انخراط تركيا أيضا فيها بشكل مباشر، والتي تعتبر من الدول الهامة في دعم الثورة السورية”.
وعبر الحريري عن أسفه الشديد لعدم تطبيق الاتفاقات الممهدة للمفاوضات، والمتمثلة بوقف اطلاق النار والتفاهمات التي تمت على بعض الاجراءات الانسانية، والتي رأى فيها أنها تؤمن بيئة ومناخا ملائما لاطلاق العملية السياسية، وليست شروطا مسبقة.
وقال “إذا لم تتحقق تلك الاتفاقات والتفاهمات فإننا سنذهب لمفاوضات عبثية”.
وأردف أن عملية الحل في سوريا تتألف من عدة نقاط، أولها وأسهلها-وفق رأيه- وقف اطلاق النار والقضايا الانسانية، بينما أصعبها العملية السياسية و بالتالي “اذا روسيا وداعمي النظام فشلوا في تحقيق وضمان الأمور الأسهل فهذا يعطي نظرة عامة لما سينتج عن جنيف بخصوص الانتقال السياسي”.
وأشار الحريري إلى أن الجميع ينتظر نتائج الاجتماع الذي تم مؤخرا على مستوى الخبراء في العاصمة الكازاخية “أستانة” بين تركيا وروسيا وإيران، والذي يهدف لترسيم وتحديد أطر اتفاق وقف اطلاق النار الذي تم في أنقرة ودخل حيز التنفيذ في 30 كانون الأول/ ديسمبر الفائت.
واعتبر أنه اذا ما تم الاتفاق في أستانة على آليات حقيقة، وفق ما قدمته المعارضة، والشروع بشكل جاد وفعال ببعض الاجراءات الانسانية، عندها “لن يكون موضوع الذهاب الى جنيف مقبولا فحسب، وإنما سيكون هناك أمل لكل السوريين والأطراف الفاعلة في الملف السوري بأننا سنذهب لعملية جدية، ربما توصل هذه المرة لحل”.
وبين الحريري وجود محاولات من الدول التي تدعم النظام السوري، وروسيا على وجه التحديد، لتشتيت المعارضة وانشاء منصات متعددة للتمثيل والتفاوض وادعاء أن تلك المنصات تمثل الشعب السوري، لايصال رسالة إلى العالم أن المعارضة مشتتة.
وكشف عن وجود جهود لادراج تنظيم “ب ي د” الارهابي(الجناح السوري لمنظمة بي كاكا الارهابية)، ضمن المعارضة السورية.
واتهم عضو الهيئة السياسية في الائتلاف تنظيم “ب ي د” الارهابي بارتكاب مختلف انواع الانتهكات بحق الشعب السوري بكافة مكوناته، لافتا إلى أن أول من تضرر بتصرفات هذا التنظيم الارهابي هو المكون الكردي الذي يدّعي حمايته وتمثيله.
ورأى القيادي في المعارضة السورية أن تنظيم “ب ي د” الارهابي، لا يختلف عن تنظيم “داعش” الارهابي، فهو “يملك أجندة غير أجندة الشعب السوري، ويتحالف مع النظام أو أي جهة أخرى حتى يحقق اهدافه”.
وعرج الحريري في حديثه لـ”الأناضول”، على منصة “حميميم”، التي تتم المحاولة لضمها للمعارضة السورية، معتبراً أن المنصة المذكورة قد انشئت في قاعدة عسكرية روسية في سوريا، من قبل المخابرات التابعة للنظام، ولا تمثل الشعب السوري في شيء.
ويروج النظام السوري وروسيا لما يسمى “مركز المصالحة في حميميم”(مركزه القاعدة العسكرية الروسية في مطار حميميم بمحافظة اللاذقية غربي سوريا) على أنه يمثل طيفا مع المعارضة كونه يقود ما يسمى بـ”مصالحات” بين النظام السوري وفصائل معارضة ترغب في إلقاء السلاح والانخراط في العملية السياسية، وهو ما ترفضه المعارضة وتعتبرها “تمثيلية واحتيال”.
وخلص الحريري إلى أن هذه الوفود (ب ي د الارهابي- منصة حميميم) لا يمكن أن تكون إلا في صف النظام، مشيراً إلى وجوب وضع تنظيم ” ب ي د” في صف الارهاب على غرار تنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة” الارهابيين، التي من الواجب على المجتمع الدولي محاربتها.
وأشار إلى وجود تعاون مع منصتي موسكو والقاهرة(تضم معارضين للنظام السوري من خارج الائتلاف)، و استطرد :”بعضهم موجودون في الهيئة العليا للمفاوضات وفي الوفد المفاوض وبأعداد جيدة”، و أردف: “لايوجد أي مشكلة بيننا وبينهم، طالما أننا نتفق على ذات المحددات”.
وعبر الحريري عن أمله بأن تفكر الهيئة العليا للمفاوضات بطريقة ما لمعالجة الوضع مع المنصات المقبولة لتشكيل وفد موحّد، الأمر الذي يتطلب تعاونا من الجميع من الهيئة والفصائل والائتلاف والمنصات الأخرى، بحيث تكون مصلحة الشعب السوري هي الأساس، وهو ما يعّول على اجتماع الرياض.
[sociallocker] صدى الشام[/sociallocker]