الدكتورة عزة عبد القادر : فسد العباد ومصر أم البلاد....!!
هل تعلم من صاحب مقولة "مصر أم البلاد" ؟ إنه سيدنا نوح عليه السلام الذي دعى لإبنه (بيصر بن حام) "أبو مصر" ، حيث قال: اللهم بارك فيه وفي ذريته،واسكنه الأرض الطيبة المباركة التي هي أم البلاد وغوث العباد "مصر".
ولم تقف قصة الأسم عند سيدنا نوح عليه السلام فقط ، بل تروي السير أيضا أنها سميت بهذا الإسم نسبة إلى السيدة هاجر عليها السلام المصرية الأصل زوجة سيدنا إبراهيم عليه السلام "أبو الأنبياء" وأم سيدنا إسماعيل عليه السلام "أبو العرب"، فلقبت السيدة هاجر منذ ذلك الحين بأم العرب ، فأصبحت مصر أم البلاد.
لم أكن أعتقد أبداً أو يخيل إلي أن مصر لها تأثيراً ممتداً وثقل إستراتيجي يجعلها تؤثر على العالم بأكمله ، فيقوى بقوتها ويضعف بضعفها ، بل إنه يفسد بفسادها ، سبحان الله العلي العظيم ، الذي أراد لمصر أن تكون في قلب العالم ، فإذا وهن القلب وهن الجسد ، فالعالم يتألم لأن القلب مشوه .
أتعجب أشد العجب أن تنتقل عدوى القمع والديكتاتورية من مصر لتمتد إلى أقصى الشمال الغربي لتصل الولايات المتحدة الأمريكية ، كيف يمكن أن يحدث ذلك ، هل أصيبت أمريكا بالعطب الذي أصاب التفاح ، هل سافر الطاعون المصري وعبر كل تلك المسافات طائراً فوق الهضاب والمحيطات ، ربما !!!
هل إنتكست أم البلاد فإنتكس الأبناء في كل العالم العربي والغربي ، حتى الولايات المتحدة الأمريكية "الدولة المتحضرة" التي تعد من دول العالم الأول .
كيف لدولة من دول العالم الثالث أن تلقي بوبالها ووبائها لتصيب دولة عظمى في مقتل ؟؟؟
في 20 يناير عام 2017 كان يوماً فارقا في تاريخ قارة بأكملها ، إنه اليوم الموعود في السجل الأرشيفي لأمريكا الشمالية ، وكأن الشعب الأمريكي يودع أعوام من الحرية ، مستقبلاً سنوناً من الكبت والتسلط والعنصرية .
حقيقة فإنني كمواطنة مصرية مسلمة لا يمكن أن أشمت أو أفرح أبدا في المواطنين الأمريكيين رغم كل ما قامت به الإدارة الأمريكية من القتل وسفك الدماء والظلم في حق شعوبنا الإسلامية، لقد وجدت الشعب الأمريكي في النهاية مجموعة من البشر العاديين، الحنة ليست على أقدامهم والريش ليس فوق رؤوسهم ، بل إنهم إناس مثلنا تتحكم بهم السلطة ورأس المال ، بل إن كثيراً منهم يتألمون لآلامنا ويحزنون لما حل بنا ويقولون كلمة الحق بأعلى أصواتهم في وجه سلطان جائر، في حين نعجز نحن العرب بكل ثرواتنا من قول الحق ،لقد صدق كثيراً من الصحفيين الغربيين في حين كذبت كثير من الأقلام العربية .
إن عالم المجتمع الغربي لا يختلف كثيراً عن عالمنا ، بل إنهم منقسمين مثل بلادنا العربية إنقسام لنصفين أو ثلاثة إرباع وربع آخر ، المجموعة الأولى هم "محبي الحرية" ، والثانية هم (المستبدين"كارهي الحرية")أوكمايطلق عليهم(العنصريين).
لقد أصيبت أمريكا بنفس المرض العضال الذي تفشى في مصر"أم البلاد"، كما أصيبت الدول العربية (ليبيا- سوريا- العراق – اليمن).
لقد مرضت البلاد جميعها بهذا الداء اللعين الذي أصاب الأم الضعيفة ، يا.. مصر..متى تتعافي ، ليتعافى العالم ؟؟؟