حفلات “الفلانتاين” لا تعترف بالأزمات.. والوردة الاصطناعية خيار العشاق
11 شباط (فبراير - فيفري)، 2017
فرضت “الأسعار الباهظة” نفسها على المحتفلين بـ “عيد الحب” في دمشق، وبات “المحبّون” يتهرّبون من بعضهم مؤقّتًا حتى مرور هذه المناسبة بسلام، فالوردة الجورية و”دبدوب العشّاق” المتداول كهدية على نطاق واسع بهذه المناسبة أصبح سعره يبلغ ضعف راتب الموظف، فيما تشير المعطيات إلى ضعف الإقبال على أماكن السهر التي تبحث عن روّادها في هذا اليوم الذي تريده احتفاليًا.
لكن يبدو أن الخيارات راحت تضيق بعد أن بات “الحبّ” في مكان وغايات التجار وأصحاب المحلات في مكان آخر، ذلك أن سعر الوردة الجورية الطبيعية ذات الرائحة الفوّاحة، التي لا يُمكن الاستغناء عنها في هذه المناسبة، أصبح سعرها يتراوح بين 3500 -4000 ليرة وذلك حسب حجمها ودرجة بريق اللون الأحمر بها، وأمام هذا الواقع فإن الحل الأمثل أصبح في الوردة الجورية الاصطناعية التي من الممكن تقديمها بدل الوردة العادية، حسبما ذكر بائع هدايا في العاصمة دمشق لـ “صدى الشام”، ولفت إلى أن الإقبال على هذه الوردة ازداد لأن سعرها 900 ليرة، ويتم وضع كميات كبيرة من العطور الفاخرة عليها، وتغليفها في أوراق “سلفانية” لامعة لتبدو أشبه بالوردة الطبيعية، لتصل تكلفتها النهائية إلى 1300 ليرة.
وأضاف أن هناك فروقاً كبيرة في أسعار “الدبدوب” الذي يتم شراؤه بكثرة في هذا اليوم، وذلك وفقًا لحجمه ونوع الصوف والريش الداخل في تركيبته، موضحًا أن أرخص دبدوب موجود لديه في المتجر يبلغ ثمنه 7 آلاف ليرة بحجمٍ صغير، في حين بلغ متوسّط أسعاره بحجمٍ متوسّط ما بين 15 – 35 ألف ليرة.
وأضاف أنه انتشرت في الأسواق أنواع “دبدوب” كبيرة يقارب حجمها حجم الإنسان الطبيعي، ووصل سعرها إلى 100 ألف ليرة لكنّه عزف عن فكرة بيعها في محله بسبب ندرة القادرين على دفع هذه المبلغ.
من جهةٍ أخرى فإن تكاليف سهرات هذا العام ستبلغ الضعف، وكما عرفُ عن مناطق النظام فإن مظاهرها الاحتفالية لن تتوقف رغم استمرار آلة الحرب التي تشنها قوات النظام وميليشاته بمحيط دمشق ورغم الواقع المعيشي الذي بلغ المتردي بشكل كبير، ومن ضمن الفنانين الذي يحيون حفلات هذا العام هناك المطرب اللبناني “فارس كرم” الذي بلغت تكلفة حضور حفلته 100 ألف ليرة للدرجة الأولى، و75 ألف ليرة للدرجة الثانية، أما حفلة “علي الديك” فجاءت في المركز الثاني بمبلغ 60 ألف ليرة للدرجة الأولى، و50 ألف ليرة للثانية، بينا احتلّت حفلة الفنان اللبناني “محمد اسكندر” المرتبة الثالثة بمبلغ 50 ألف ليرة للدرجة الأولى و40 ألف ليرة للدرجة الثانية.
وباستقطاب هذا العدد الكبير من الفنّانين للغناء في دمشق فإن تحضيرات هذا “الفلانتاين” يبدو أنّها أضخم من سابقتها، على الرغم من تزامنه مع أزمات مياه وكهرباء وغاز ووقود وغلاء فاحش للأسعار.
لكن كيف تعامل الراغبون بإحياء المناسبة من السوريين مع هذه الظروف والتناقضات؟ من هؤلاء من قام بشراء “الدبدوب” قبل رأس السنة الحالي، أي قبل أكثر من 3 أشهر على حلول عيد الحب، واحتفظ به ليقدّمه إلى خطيبته بهذه المناسبة، كما هو الحال الشاب السوري “رجاء” الذي كان قد اشترى الدبدوب بـ 12 ألف ليرة حينها، وعندما سأل عنه تفاجأ أن سعره تجاوز 40 ألف ليرة، لكنه يرى أن الأمر قد لا ينطبق على الوردة “التي يجب أن تكون جديدة ويتم شرائها قبل تقديمها بساعات”.
أما “فراس” فقد ألغى فكرة الهديّة بشكلٍ نهائي، ويقول إنه سيكتفي بدعوة خطيبته إلى أحد المطاعم ومن الممكن أن يشتري هدية رمزية.
لكن وفي مقابل هذه الخيارات للشباب السوري هناك من فضل عدم الاحتفال من الأساس، وبنظرة سريعة على مواقع التواصل الاجتماعي يمكن اكتشاف العدد الكبير من الذين لم يعودوا يرون في “الفلانتاين” سوى مناسبة للتهكم والسخرية من الواقع الصعب.
[/sociallocker]