دولة فيصل القاسم الامبريالية تقود المؤامرة على القيادة السورية الحكيمة!

12 شباط (فبراير - فيفري)، 2017
6 minutes

مصطفى علوش – المصدر

قلتُ وأعيد وأكرر ما قلته بأن تخريب التفكير الفردي والعام كان ومازال نتاج الاستبداد، والخوف المتولد من العيش في ظل الاستبداد، ولكن هذا لا يعني أن حياتنا كانت جافة!

أبداً فقد كان ومازال عندنا طرائف غير موجودة في فرنسا مثلاً، منها أن من أهداف الطليعي في  منظمة طلائع البعث الكورية السورية، إقامة المجتمع العربي الاشتراكي الموحد، وأن القائد العام للجيش والقوات المسلحة هو نفسه الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي، وهو نفسه القائد العام للجبهة الوطنية التقدمية، وهو نفسه القائد الذي انتخبه الشعب بمنتهى الحرية، وهو نفسه صاحب أطول لقاءات إعلامية عرفها ديكتاتور، حيث يمكن مثلاً إذا طبعنا لقاءاته على الورق لوصلنا إلى مسافة بطول المسافة من الأرض إلى القمر.

نعم ظرف وفكاهة نادرة عشناها ونعيشها بشكل يصعب التصديق مثلاً أن القيادة الحكيمة الراقية التي لا تعتقل أي مواطن بسبب انتقاد وزير الكهرباء أن تكون هي من يقتل المعتقلين في مختلف سجونها.

ومن نوادر التشوهات الفكرية التي أنتجتها تلك القيادة الحكيمة، هو فكرة المؤامرة، وجملة لماذا في هذا التوقيت بالذات؟ حيث برعَ المحلل الاستراتيجي التكتيكي أحمد صوان ومعه “فيصل يا ساتر” أن يرددا طوال السنوات الماضية، ولماذا في هذا التوقيت بالذات تحدث ثورة شعبية في سورية؟

حتى أن هذه القيادة الحكيمة كانت ومن أيام باني سورية الحديثة صاحب الرؤية الديمقراطية المميزة حافظ الأسد، القائد الملهم الجبار الشجاع المقدام البتار، قد طالبت بمؤتمر دولي من أجل تعريف “الإرهاب”، لكن الحق على الانكليز والأميركان الذين لم يستجيبوا لابتكاراته السياسية الخلاقة.

ومن نوادر هذه القيادة مثلاً أنها تعتقد أنها أفهم قيادة بالتاريخ، فهي لاتخطئ، وحين تتحدث بثينة شعبان التي تجيد الانكليزية و لغة العصافير الزرقاء التي تزقزق في السماء تشعر بأن سورية الآن بخير وكل ما في الأمر أن هناك أزمة صغيرة عابرة، تماماً كأي حادث في طريق فرعي!

كما أن بشار الأسد شخص فكاهي ونادر للغاية فهو يحب التدريس لكنه بالمصادفة صار رئيساً، وهو شخص يحب الضحك جداً، حيث أنه يضحك مع كل تقرير صادر من أي منظمة دولية تدينه.

وهو ليس مسؤولاً عن أي شيء بسورية، كل مافي الأمر أنه يحبّ الشرح الطويل واللقاءات الإعلامية.

بشار الجعفري مثلاً شخص فكاهي بامتياز، لكن شهرزاد فتلتت له بوزه فصار يشبه وجه رغداء مارديني، لابل إنهما تؤأمان خلقا معاً على نفش الفراش الإعلامي في الخارجية الخاصة بالتهام الكباب والسلطة مع الشيف وليد المعلم.

دريد لحام وبسام كوسا وزهير رمضان ومعهم عمران الزعبي ورامز ترجمان وكامل أعضاء القيادة القطرية في حزب البعث مع الرفيق الناعم علي مملوك وبهجت سليمان وزملاؤه في فرع الطلائع، كلهم فكاهيون فهم لم يسمعوا بمجازر الشعب السوري، وكل همهم تأمين المستقبل لأبناء هذا الشعب وبنفس الوقت لأولادهم الذين يستشهدون في الجبهات، وكل ما يحدث في سورية عبارة عن مؤامرة من دولة الإعلامي فيصل القاسم الذي يمتلك جيشاً جباراً اسمه الاتجاه المعاكس.

صحف القيادة ومن شدة حرصها على الشعب، تنشر يومياً وفي صفحاتها الأخيرة فوائد النعنع والبابونج، لكن بشرط أن لا يكون النعنع مصنوع في حمص الامبريالية أو في بابا عمر المعارضة للممانعة.

قيادة فكاهية تنشر وتردّ وتعترض وتوضح وتستنكر وتَعد بالرد مع كل تحليق للطيران الاسرائيلي، لكن ذات القيادة لا يمكن أن تسمح بتغيير مدير مقهى أو محاسبة صبي من بيت الأسد إذا ارتكب جريمة في شارع باللاذقية.

قيادة شجاعة وحنونة يكتب جنودها على جدران مدارسها العسكرية معقل النسور وغداء العساكر بطاطا مسروقة أو مسلوقة وخبز يابس، ويرسمون صور قائدهم الجبار العنيد بينما يدفع العسكري الذي رسم قائده آلاف الليرات ليحصل على إجازة.

قيادة فكاهية تشبه سيرك مفتوح، تُشرّدُ نصف شعبها وصار عدة ملايين منه لاجئاً وتأتي بلؤي حسين عبر كتلة فندقية ليعرفنا بأن خط الرئاسة الفكاهية هو خط أحمر.

أرغب بعدة أسئلة أوجهها من هنا إلى القيادة الحكيمة: * كيف ترى الفرق بين البطيخ الأحمر والأصفر وما هي دلالات محمد الأحمد الثقافية القادمة في مهرجان السينما الحلبي؟

وثمة سؤال يحيرني، على أي مخدّة تنام بثينة شعبان؟ هل على مخدة من ورق جريدة البعث؟

أم على مخدة جريدة المسيرة؟

في هذه الأيام تعيش الناس في سورية أقسى ظروف معيشية تمرّ على شعب، حيث لامازوت ولا كهرباء ولا بنزين ومع ذلك تقرأ تصريحات لوزير سياحة النظام عن سورية السياحية.

ومع كل مجزرة جديدة يقوم بها طيران النظام وحلفاؤه، يخرج القائد الناعم الظريف ليشرح لنا عن استهداف ممانعة سورية من قبل الإرهابيين.

أشعر شخصياً بغرابة كبيرة من هذا الشعب الذي لايصدق قيادته الحكيمة، قيادة نظيفة معقمة تشبه الغسيل الخارج للتو من غسالات الامبريالية.

عزيزي سيادة الرئيس أحييك من داخل عصفوريتنا الطلائعية الماجدة التي جعلت حزب البعث قائداً أبدياً للدولة والمجتمع.

نحتاج نحن الشعب فقط إلى عيونك التي تشبه عيون القط وبوطك العسكري!

تعيش عصفورية الأبد.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]