معاناة أهالي (الرستن) وسط انقطاع المياه وعجز المجلس المحلي عن تأمينها


طارق الضحيك: المصدر

يعاني أهالي مدينة الرستن في ريف حمص الشمالي، من انقطاع المياه عن المدينة بشكل كامل، فبعد توقف محطات المياه عن العمل بسبب غلاء أسعار المحروقات وعدم قدرة المجالس المحلية على تأمينها، وخروج جزء من شبكات المياه عن الخدمة بسبب القصف، بات الأهالي أمام خيارين، إما حفر الآبار بتكاليف باهظة، أو شراء المياه بأسعار مرتفعة.

ويشهد ريف حمص الشمالي أوضاعاً معيشيةً صعبةً بسبب الحصار المفروض عليه من قبل قوات النظام، حيث يعاني أغلب المدنيين من نقص في الاحتياجات اليومية وصلت إلى الماء، بعد خروج بعض الشبكات عن العمل بسبب القصف بالطيران الحربي والمدفعي، إضافة لقطع الكهرباء عن المضخات مما اضطر إلى تشغيلها بمولدات كهرباء عالية التكلفة، بسبب ارتفاع سعر المحروقات، مما أدى إلى تخفيض أيام الضخ حسب الدعم المقدم للمجالس المحلية في المنطقة.

وكان من أبرز أسباب المعاناة هو النزوح إلى الأراضي الزراعية، والسكن العشوائي، وعدم قدرة المجالس المحلية على تمديد شبكة مياه لهؤلاء المدنيين، ما اضطرهم إلى الاعتماد على شراء المياه أو حفر آبار.

وفي هذا الخصوص، قال “يوسف درويش” رئيس المجلس المحلي في مدينة الرستن لـ “المصدر”: “تعاني مدينة الرستن أزمة بسبب نقص المياه لقلة الدعم المقدم لمجلس المحافظة لشراء وقود لتشغيل المضخات المياه التي تغذي المدينة”.

وأضاف بأنه منذ حوالي ثلاثة أشهر، ومن خلال عمله، لم يتلقَ أي دعم من مجلس المحافظة، في حين يتلقون الدعم بشكل محدود جداً وبشكل إفرادي من المنظمات الإغاثية لتشغيل مضخات المياه لعدد من الساعات، دون دراسة أولويات التشغيل.

وأشار رئيس المجلس المحلي في مدينة الرستن إلى أنه من الأفضل أن يكون التشغيل عن طريق المجلس، “والتشغيل يجب أن يكون تشاركي لجميع محطات الضخ المغذية والداعمة للشبكة، لأن التشغيل التشاركي يؤدي إلى خفض النفقات وزيادة ساعات الضخ، وهذا ما لا يتم”، على حد قوله.

وقال “خالد شباكي” (نازح من مدينة الرستن)، في حديث لـ “المصدر”: “بعد نزوحنا من مدينة الرستن عانينا الأمرين في تأمين المياه، واضطررنا لحفر بئر ارتوازي بعمق مئة متر عالي التكلفة، فقد احتاج إلى غطاسة مياه لاستخراج الماء منه، ومولدة كهرباء لتشغيل الغطاسة، وقد كلفنا البئر حوالي 600 ألف ليرة سورية، وكان سعر صرف الدولار حوالي 300 ليرة، أي ما يعادي 2000 دولار أمريكي، بعد استخراجنا للمياه من البئر لم تكن كما يجب، فقد كانت تحتوي على الكثير من الشوائب وغير صالحة للشرب إلا بعد أشهر”.

ومن جهته، قال أحمد المصطفى، (نازح سابق من الرستن)، لـ “المصدر”: “المياه من الاحتياجات اليومية، فتستخدم للشرب والغسيل والنظافة، وأنا كنازح اضطر لشراء خزان المياه سعة 1000 لتر بسعر ألف وخمسمائة ليرة سورية كل ثلاثة أيام، وأنا كمدني عاطل عن العمل ليس بمقدوري شراء المياه بهذا السعر، فعدت إلى منزلي مضطراً تحت رحمة القصف”.

ويذكر أن المجلس المحلي لمدينة الرستن في ريف حمص، وجه في الثامن عشر من شهر كانون الثاني الماضي نداء استغاثة يناشد عبره المنظمات والهيئات الإغاثية للمساهمة في تأمين مادة (المازوت) لتشغيل محطة المياه الرئيسية في المدينة، والتي تغذي ما يقارب الأربعين ألف نسمة.





المصدر