هشام مروة: الرهان على اهتزاز العلاقة بين روسيا وإيران والنظام خاطئ


المصدر: رصد

أكد النائب السابق لرئيس الائتلاف الوطني الدكتور “هشام مروة” أن كلاً من روسيا وإيران والنظام تتفق على الهدف في سوريا وتختلف في كيفية تحقيقه، ومن الصعب أن تهتز العلاقة بين هذه الأطراف.

وجاء ذلك في حوار أجرته صحيفة “القدس العربي” مع الدكتور “مروة”، وحول إمكانية الفصل بين روسيا وإيران والنظام، قال “مروة” إن “الروس يقولون إنهم يرفضون دخول النظام إلى وادي بردى وقصف قوى الثورة المعتدلة، لكن كيف يسمحون بذلك وهم موجودين في غرفة العمليات التي تنسق العمليات العسكرية؟ قد تكون هناك بعض الاختلافات، وهذا أمر طبيعي، لكنها خلافات على كيفية تحقيق الهدف وليس على الهدف بحد ذاته. هذا يوصلنا إلى أنه من الصعب أن تهتز هذه العلاقة بين هذه الأطراف، أقله على المستوى الآني”.

وأشار إلى أن العلاقة بين تركيا وروسيا هي التي سترسم خريطة التقدّم في معركة الباب أو التراجع أو التموضع العسكري للقوى المتقدمة، سواء أكانت للنظام أم لـ «درع الفرات». “يعني علاقة الأتراك مع الروس هي على المحك. أعتقد أن القوتين ستحرصان قدر الإمكان على عدم الاحتكاك نتيجة التنسيق الروسي ـ التركي”.

وعن مصير إدلب التي تحولت اليوم إلى «خزان» تُحشر فيه كل الجماعات، لا سيما المتشددة منها، والفصائل المسلحة التي خرجت من المناطق التي دخلها النظام، قال “مروة”: “ربما يخطط النظام وحلفاؤه لأن تكون إدلب وما يجري فيها هو النهاية لإعلان «الانتصار الكامل»، وللقول بشكل أو بآخر أنها أصبحت مكاناً لتجمع الإرهابيين. هذا غير صحيح، فمجموع المقاتلين في إدلب لا يتعدى العشرة في المئة من مجمل عدد السكان المدنيين، الذين تعايشوا مع التطرّف والإرهاب في مرحلة معينة، فهل هذا معناه أن دماءهم مستباحة وبالتالي يجوز أن نحرق هذه المنطقة عن بكرة أبيها؟ هذا الأمر يجب أن يدفع للتفكير بحل جدّي”.

وأكد النائب السابق لرئيس الائتلاف الوطني أن “الفصائل المسلحة ملتزمة بوقف إطلاق النار ولكن عندما تتعرض للخطر ستدافع عن نفسها، سواء أكان المهاجم من قوى التطرّف أم من قوات النظام وليس عندها خيار آخر”، مشيراً إلى أنها تكون قادرة على ذلك “إذا قام المجتمع الدولي بواجباته وقدّم الدعم المطلوب لهذه الفصائل. هذه نقطة على درجة عالية من الأهمية. كما أن خطوط الإمداد يجب أن يكون الحفاظ عليها جزءاً من عملية مدعومة دولياً من أجل ألا تسقط، ومن أجل تجنيب هذه المناطق مجازر حقيقية يمكن أن تحدث إذا انتصر الإرهاب أو النظام”.

وأشار إلى أن “أهل إدلب أمام مطرقة النظام وسندان الإرهاب، ويخرجهم من هذا كله موقف دولي حازم باتجاه الحل السياسي، فعندما تنتهي مشكلة الأسد تصبح مشكلة الإرهاب ثانوية”.

وحول إمكانية إقامة مناطق آمنة في سوريا، أشار إلى أنه “يمكن تحقيق هذه المناطق في ظل وجود إرادة سياسية، الأتراك حريصون على إقامتها، وترامب صرّح بقبولها، والروس يقبلونها بشروط، أي أن الفرصة الآن متاحة أكثر من أيام أوباما الذي كان يرفضها بالمطلق. الإدارة الجديدة لديها نيّة بالانخراط أكثر في الملف السوري من خلال المناطق الآمنة والحد من النفوذ الإيراني، وهذا سيؤثر حتماً على خريطة المشهدين السياسي والعسكري”.

وفيما يتعلق بالنفوذ الإيراني المتنامي في سوريا، وكيفية الحدّ منه، قال “مروة”: “يجب أن يكون هناك تحرّك على محورين، الأول سياسي يجب أن يترافق مع قرارات من مجلس الأمن تعتبر المنظمات التي تأتمر بأوامر إيرانية منظمات إرهابية، وهذا سيدفعها للخروج من المشهد حفاظاً على مشاريعها الطائفية الضيّقة، كذلك الضغط على الأسد للقبول بالحل السياسي، وهذا ما طلبته المعارضة من الضامن الروسي. أما المحور الآخر فيتمثل بالضغط العسكري على هذه القوى من خلال دعم حقيقي لقوى الثورة المعتدلة الموجودة على الأرض، للوقوف بوجه المشاريع والأعمال الإرهابية التي تقوم بها هذه المجموعات المدعومة إيرانياً”.

وعمّا إذا مما كان في الإمكان عودة عقارب الساعة إلى الوراء في حمص والقلمون بعد عمليات التهجير وشراء الأراضي والتغيير الديموغرافي الذي حصل، أكد “مروة” أن كثيرين “حاولوا تغيير هوية سوريا العروبية المسلمة لكنهم فشلوا فشلاً ذريعا، كل الموجات التي جاءت إما ارتدت خائبة أو أنها انصهرت وأصبحت جزءاً من هذا المجتمع لتذوب فيه بمفاهيمه الحضارية والثقافية. أما محاولات التغيير الديموغرافي التي تتكلمين عنها فهي تندرج في خانة جرائم الحرب وستتم مواجهتها قانونياً، وأي حل سياسي مستقبلي يجب أن يلحظها. سوريا أكبر من أي تغيير ديموغرافي وسنتصدى له بكل الوسائل المتاحة”.

وأضاف “أما بالنسبة إلى اللاجئين الموجودين في المخيمات التركية واللبنانية والأردنية فهم على أتمّ الاستعداد للعودة، والفئة التي تعاني من النزوح الداخلي طلباً للأمن ستعود إلى مناطقها وبيوتها، كما أن أوروبا لم تستقبل أكثر من مليون لاجئ، لذا المسألة ليست بهذا التعقيد، ناهيك عن أن الشعب السوري يرفض فكرة أن يبقى لاجئاً”.





المصدر