الأفران في ريف إدلب بين الحاجة والإمكانيات

13 شباط (فبراير - فيفري)، 2017

عبد الرزاق الصبيح: المصدر

تعتمد معظم الأفران في تأمين مادة الطّحين في ريف إدلب على الدّعم المقدّم من المنظّمات الإنسانية، والتي تغطي قسماً كبيراً من مناطق الشّمال السّوري، ومنذ بداية العام 2013، ومع اتّساع رقعة المساحات التي يسيطر عليها الثوار، تم إنشاء العديد من الأفران، وكانت تقوم بدور كبير في تأمين مادة الخبز، ولكن عملها مرتبط بتأمين مادة الطّحين.

وتشرف المجالس المحليّة في المناطق على عمل الأفران، بينما تتحكّم المنظّمات الإنسانية الدّاعمة بوزن ربطة الخبز الواحدة وبسعرها، ويخضع ذلك لظروف تأمين مادة الطحين. يضاف ذلك إلى ظروف الحرب في سوريا، مما ينعكس بشكل مباشر على سعر مادة الخبز المرتفعة جداً، ومع حالة الكثير من السّوريين والتي تميل إلى الفقر، ويعود السبب في ذلك إلى قلة كميات الطّحين المقدّمة للأفران وعدم ثباتها.

وهناك تفاوت كبير في أسعار الخبز في ريف إدلب، مع وجود أفران خاصة تعتمد بشكل مباشر على شراء مادة الطحين من السوق المحليّة، ويتم بيع مادة الخبز للمدنيين بشكل مستقل، وربما يصل سعر كيس الخبز الواحد إلى (300) ليرة سورية، لكيس الخبز الواحد.

فرن (سداد) في قرية حاس بريف إدلب الجنوبي، ترعاه منظمة (سداد) ويشرف عليه بشكل مباشر المجلس المحلي في بلدة حاس، بموجب مذكرة تفاهم، ويقدم مادة الخبز للعائلات النّازحة والمقيمة في بلدة حاس، كما يقدم الخبز للعائلات في كفرنبل وحزارين.

وقال “عبد الرّحمن اليحيى” مدير منظّمة سداد، في حديث خاص لـ “المصدر”: “نقوم بتأمين مادة الطّحين من السّوق المحلية لفرن سداد في بلدة حاس، وينتج فرن سداد يومياً حوالي (3500 إلى 4000) كيس خبز، وبوزن (1200غ) للكيس الواحد، ويتم بيع الكيس الواحد بسعر (200) ليرة سورية، ويعتبر سعراً منافساً في السّوق المحليّة”.

وأردف “اليحيى”: “سعر ربطة الخبز يعطي ديمومة للفرن، من أجل الاستمرار في العمل، ومن أجل تغطية تكاليف الخبز”.

وتعتبر مادة الخبز المادة الرئيسية في سوريا، وعلى الرغم من زراعة القمح بكميات كبيرة في سوريا، إلّا أنّ سياسة تأمين مادة الطّحين محلياً لاتزال بعيدة عن الواقع، بسبب عدم دعم المزارعين، وعدم تأمين البذار والأسمدة الضرورية.

يهرب المدنيون في سوريا من ويلات الحروب ومأساتها، ليجدوا أمامهم مسؤوليات الحياة تلاحقهم في الجّهة الأخرى، مع الغارات الجوية اليومية والقصف الذي تتعرض له أغلب المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام، وتضيف ثقلاً آخر، يضاف إلى هموم الخوف والنزوح والتشرد، والمصير المجهول كما يراه أغلب السوريون.

[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]