تيار (سوريون وسنكون) يعلن انسحابه من (منصّة بيروت) ويوضح الأسباب


فؤاد الصافي: المصدر

أعلن تيار (سوريون وسنكون) انسحابه من منصّة بيروت التي سميت بـ (الكتلة الوطنية السورية)، مؤكداً أن اجتماع بيروت كان خطوة مدبرة لتعزيز دفاعات النظام في جنيف، من خلال تشتيت صفوف المعارضة واختراقها بأذرع سياسية له.

وأفاد بيان لتيار (سوريون وسنكون)، حصلت “المصدر” على نسخة منه، بأنه شارك في مؤتمر بيروت لتأسيس الكتلة الوطنية بين أطياف الداخل والخارج من السوريين، لكنه تفاجأ بغياب المعارضة عنه، وبأمور استدعت انسحاب التيار.

وأشار إلى أنه تم رفع تمثيل تيار بناء الدولة ومنظمة تابعة له إلى خمسة أشخاص في المؤتمر، “الأمر الذي اعتبرناه مؤشرا يعكس رغبة المنظمين بالحفاظ على التفوق (العددي) لتيار بناء الدولة”، “وقد بدا من المناقشة أن معظم الحضور بغالبيتهم المطلقة لا ينتمون فكرياً إلا لطيف واحد من السوريين وهو المؤيد للنظام”.

وأضاف بأن “سبب قبولنا الذهاب للمؤتمر هو أنه كما قيل لنا، سيضم كل أطياف الشعب السوري السياسية، وهذا لم يتوفر أبدا في اجتماع بيروت حيث يمكن القول بأنه اجتماع غابت فيه المعارضة فعلا، إلا من تلك الأحزاب التي تسير حصرا في فلك النظام، وبالتالي فالنظام قادر على تمثيلها بشكل أفضل من ادعائها بأنها تمثل المعارضة، كما أن الشباب كانوا أقلية مطلقة في الاجتماع”.

وأكد تيار (سوريون وسنكون) في بيانه أن وثيقة مؤتمر بيروت “كانت معدة مسبقا”، والبيان الختامي للمؤتمر والذي تم طرحه أمام وسائل الإعلام لم يتضمن معظم النقاط التي تم الاتفاق على اعتمادها في اليوم الأول، مشيراً إلى أن الهدف الذي اتضح من اجتماع بيروت هو تثقيل الموقع السياسي  لكل من: (لؤي حسن رئيس تيار بناء الدولة ومساعدته منى غانم، بالإضافة لنواف الملحم رئيس حزب الشعب، وبروين ابراهيم رئيسة حزب الشباب (الكردي) الديمقراطي)، وكلها أحزاب تم إنشاؤها بتنظيم ورعاية من النظام  في دمشق، “وهذا لا يعني إلا شيئا واحدا، هو أن اجتماع بيروت كان فقط لتعزيز دفاعات النظام في جنيف من خلال تشتيت صفوف المعارضة واختراقها بأذرع سياسية له، جلدها معارض لكن جوهرها داعم للاستبداد بشكل مطلق”.

وأردف “إن جوهر التطمينات التي تقدم بها لؤي حسين والتي تتمحور حول الدعم الروسي لاجتماع بيروت الذي عرفنا بأنه تم توليفه بناء على (نصيحة) روسية، يجعل من منصة بيروت منصة لا تختلف عن منصة حميميم وموسكو اللاتي تجمعان فقط بعضا من ممثلي المناطق الآمنة في سوريا حصرا ويغيب عنهم الممثلون الحقيقيون للمناطق المتضررة”، “هذا الأمر الذي فضحه أكثر ادعاء البعض بأن هذا العمل يهدف لتعزيز حماية (العلويين) حصرا”، “وتلاقي السوريين من كل الأطياف أو حتى بعضها لم يتحقق في اجتماع بيروت”.

وأشار إلى أن مؤتمر بيروت كان “خطوة مدبرة لتعزيز موقف النظام الذي يرفض الاستماع للصوت السوري الذي يختلف معه، عبر تزييف المزيد من الأصوات على أنها تمثل المعارضة للتناغم معه في جنيف بعد حشو طاولة جنيف بالمعارضات التي يصنعها النظام باستمرار، الأمر الذي نعتبره في تيار سوريون وسنكون جزءا من المناورة على الرأي العام الوطني السوري وتزييفا متعمدا للتمثيل السوري”.

وختم تيار (سوريون وسنكون) بيانه بإعلانه “عدم انضمامه لمنصّة بيروت التي سميت بـ (الكتلة الوطنية السورية)، وأنه مستمر في مساعيه لصنع اجتماع حقيقي للسوريين الوطنيين من مختلف الأطياف السورية السياسية والاجتماعية وحتى الدينية، ليكون بداية صالحة للتأسيس لحل سياسي فاعل يكون نقطة انطلاق لبناء سوريا الجديدة كدولة مواطنة وقانون وعدالة ومساواة لكل السوريين”.

نص البيان كاملاً:

لكي تنجو سوريا فهي لا تحتاج إلا لوطنيين مخلصين فقد أتخمت من تجار الأوطان.

بيان صادر عن تيار سوريون وسنكون بشأن تشكيل الكتلة الوطنية (منصّة بيروت)

واحد : في الظرف العام :

إيمانا منّا في تيار سوريّون وسنكون بضرورة أن يكون الحل سوريا سوريا ، وأن بدايته لن تكون إلا من خلال أن يضع كل السوريون الشرفاء من مختلف التيارات والأحزاب والمشارب أيديهم بأيدي بعضهم البعض للعمل على صياغة الإرادة السورية الجامعة والقادرة على وقف العنف واعادة السلام والأمان والبدء ببناء سوريا الجديدة التي يريدها كل السوريين ، اتخذنا قرارا بالإستجابة للدعوة التي وجهت لنا للمشاركة بمؤتمر بيروت الذي من المفترض أن يجمع ممثلين وشخصيات عن معظم التيارات والأحزاب والهيئات ومؤسسات المجتمع المدني السورية إضافة لشخصيات مستقلة فاعلة في محيطها . وهذا القرار تم اتخاذه بعد أن وصلتنا تطمينات بأنه لن يكون هناك وثائق معدّة مسبقا ، وبأن الأسلوب الديمقراطي سيكون الحاكم لجلسات المؤتمر ، وأن المؤتمر سيكون الفرصة التي ستجمع كل اطياف الشعب السوري من معارضة وموالاة ومحايدين في مكان واحد وعلى مشروع واحد لأجل كل سوريا وجميع السوريين  ، لكننا ومع أننا اتخذنا في التيار قرار المشاركة إلا أننا قمنا بالتنويه أن مشاركتنا بالمؤتمر لا يمكن أن تعني موافقتنا بدخول الكتلة المزمع تشكيلها لأن ذلك موقوف على مخرجات المؤتمر وجوهره  وأهدافه  .

إثنان : في الأحداث :

أولا : لقد قمنا بترشيح عدد من ممثلي تيار سوريون وسنكون ليكونوا من بين الحضور في مؤتمر بيروت ومن عدة مناطق سورية ، إلا أن اللجنة المنظمة أبلغتنا الإعتذار عن قبول ممثلي ريف حمص والرستن ودوما في ريف دمشق بحجة أنها لا تستطيع أن تقدم ضمانات بتأمين انتقالهم وسلامتهم ، ومن الطبيعي أن نتفهّم هذا السبب ، وقد طلبوا إلينا حصر ممثلي التيار بأبناء المناطق ( الآمنة ) حتى لا يعيق ذلك وصولهم إلى لبنان . ومع أننا وضعنا بالحسبان أن المنظمين يسعون لتغييب أبناء المناطق الخارجة عن سيطرة النظام إلا أننا أبدينا حسن النية ووافقنا على هذا لأننا داخل التيار نعتبر أن أيا من أعضاءه قادر على نقل مطالب التيار وخصوصا المتعلق منها بالمناطق الأكثر تضررا برغم اختلاف ظروفهم  وبكامل الأمانة ، وقمنا بترشيح خمسة زملاء وزميلات من ناشطات ونشطاء تيار سوريون وسنكون ، وتلقينا تثبيت الحجز لجميع ممثلي التيار  .

ثانيا : في مساء الثامن من شباط 2017 وصلتنا قائمة الحجز وفوجئنا بغياب أسماء أربعة من ممثلي التيار ، وعند سؤالنا تمت إجابتنا بأن هناك خطأ تنظيمي ، وقد تفهّمنا هذا الخطأ من منطلق أننا لن نبحث في تفاصيل قد تعطل أي مبادرة باتجاه العمل الوطني ، لكننا طلبنا تدارك الخطأ ، وأبلغناهم أننا لن نفترض سوء النية مقدما ومجددا ، إلا أن التيار إما سيشارك بكامل التمثيل المطروح من قبله أو أنه سيعتذر عن المشاركة ، وكانت النتيجة في صبيحة التاسع من شباط ( يوم المؤتمر ) أن تم تثبيت الحجز لممثلي التيار الأربعة لكن في المقابل تم رفع تمثيل تيار بناء الدولة ومنظمة تابعة له خمسة أشخاص !! الأمر الذي اعتبرناه مؤشرا يعكس رغبة المنظمين بالحفاظ على التفوق ( العددي ) لتيار بناء الدولة  ، ومع ذلك سرنا قدما في المشاركة إلا اننا وضعنا تحفظا على حسن النية  .

ثالثا :  في  اليوم الأول لم يتم انعقاد الجلسة الأولى للمؤتمر حتى تجاوزت الساعة الثالثة ظهرا ، ولم تشهد الجلسة أي تنظيم ، ولم يتم التطرق لأي مسألة جوهرية ، وبعد ضغوط من أعضاء التيار وبعض الأشخاص الحاضرين والحريصين على  أن يكون الإجتماع على مستوى الهم السوري ، تم الشروع بمناقشة مسودة الوثيقة التأسيسية للكتلة . وقد بدا من المناقشة أن معظم الحضور بغالبيتهم المطلقة لا ينتمون فكريا إلا لطيف واحد من السوريين وهو المؤيد للنظام ، وفوجئنا من خلال المناقشات بإصرار الغالبية على أن تكون الوثيقة عامة وغير مكثفة وأن لا تبحث في تفاصيل جوهرية ، ومع أننا في تيار سوريون وسنكون من المؤمنين بضرورة التلاقي مع كل السوريين ، إلا أن سبب قبولنا الذهاب للمؤتمر هو أنه كما قيل لنا ، سيضم كل أطياف الشعب السوري السياسية  ، وهذا لم يتوفر أبدا في اجتماع بيروت حيث يمكن القول بأنه اجتماع غابت فيه المعارضة فعلا ، إلا من تلك الأحزاب التي تسير حصرا في فلك النظام  وبالتالي فالنظام قادر على تمثيلها بشكل أفضل من ادعائها بأنها تمثل المعارضة ، كما أن الشباب كانوا أقلية مطلقة في الإجتماع .

رابعا : وجد ممثلوا التيار أن المخرج الوحيد من المأزق والذي تفرضه الضرورات الوطنية ، هو الإصرار على الخروج بوثيقة وطنية  لا يختلف عليها السوريون ، لأنها ستكون تأكيدا على ثوابت السوريين وستعوض هدر الوقت والجهد الذي يحدث في بيروت ، وقد تم الإصرار على مناقشة الوثيقة وإدراج البنود الأكثر أهمية للسوريين وتم تثبيت جميع مقترحات الحضور في مسودة واختيار لجنة صياغة لأجل وضع جميع النقاط ضمن الوثيقة التأسيسية . على أن توزع المسودة النهائية على الحضور للدراسة النهائية استعدادا لاعتماد الوثيقة النهائية لكن ذلك لم يحدث وقوبلت جميع التساؤلات بالتسويف والمماطلة  .

خامسا : في اليوم التالي فوجئنا بأن البيان الختامي الذي تم طرحه أمام وسائل الإعلام لم يتضمن معظم النقاط التي تم الإتفاق على اعتمادها في اليوم الأول ، بل كان مختلفا بشكل جذري عن المسودة النهائية ، واقتصر على التحدث بالعموميات التي وإن كان معظم السوريون لا يختلفون حولها إلا أنها ليست فقط ما كانت من  نتائج الحوارات في اجتماع بيروت ، ببساطة كانت الوثيقة معدّة مسبقا !! .  

سادسا : إن الهدف الذي اتضح من اجتماع بيروت هو تثقيل الموقع السياسي  لكل من :  لؤي حسن رئيس تيار بناء الدولة ومساعدته منى غانم  بالإضافة لنواف الملحم رئيس حزب الشعب وبروين ابراهيم رئيسة حزب الشباب (الكردي) الديمقراطي  ، وكلها أحزاب تم إنشاؤها بتنظيم ورعاية من النظام  في دمشق الأمر الذي يجعلها أقرب للنظام في رؤيتها من مدى قربها للمعارضة ، وهذا لا يعني إلا شيئا واحدا ، هو أن اجتماع بيروت كان فقط لتعزيز دفاعات النظام  في جنيف من خلال تشتيت صفوف المعارضة واختراقها بأذرع سياسية له ،  جلدها معارض لكن جوهرها داعم للإستبداد بشكل مطلق وهو الأمر الذي عكسته جلسات اجتماع بيروت من غياب كامل للأدوات الديمقراطية في الحوار وحتى في الشفافية بإظهار المخرجات الحقيقية للاجتماع على الإعلام .

سابعا :  إن جوهر التطمينات التي تقدم بها لؤي حسين والتي تتمحور حول الدعم الروسي لاجتماع بيروت الذي عرفنا بأنه تم توليفه بناءا على ( نصيحة ) روسية ،  يجعل من منصة بيروت منصة لا تختلف عن منصة حميميم وموسكو اللاتي تجمعان فقط بعضا من ممثلي المناطق الآمنة في سوريا حصرا ويغيب عنهم الممثلون الحقيقيون للمناطق المتضررة فعلا من الحرب على ارض سوريا ، وهذا سبب كافي لاعتباره بعيدا عن تمثيل السوريين الأكثر تضررا من الحرب الدائرة في مدنهم حصرا ، وبعيدا بالتالي عن تحقيق التلاقي السوري – السوري المجدي والأنفع ليكون بداية للحل السياسي الفاعل في سوريا ، هذا الأمر الذي فضحه أكثر ادعاء البعض بأن هذا العمل يهدف لتعزيز حماية ( العلويين ) حصرا  .

ثلاثة : في الموقف :

إن تيار سوريون وسنكون الذي يدعو دائما لتلاقي السوريين من مختلف الأطياف ، قد بادر بحسن نيّة للتفاعل الإيجابي مع اجتماع بيروت ، حتى أن تمثيله فيه كان  يشكل نسبة 12 % من الحضور وهو نسبة أقل من واقع تواجده على الأرض السورية قياسا بتواجد كل التنظيمات والتيارات التي تم تمثيلها في الاجتماع ،  خصوصا أن معظم هذه التنظيمات لا ينشط إلا في مناطق النظام حصرا ما يجعل النظام هو الأوفر حظا في التحكم بتلك المناطق وتمثيلها بكل مستوياته  ، وعليه  فإن تلاقي السوريين من كل الأطياف أو حتى بعضها لم يتحقق في اجتماع بيروت ، الأمر الذي يجعل المسؤوليته الوطنية لتيارسوريون وسنكون  مضاعفة تجاه دقة توصيف موقفه ، وطرحه مفصلا أمام الرأي السوري العام ، خروجا عن المألوف في بيانات التيارات السياسية السابقة وسعيا لفصل السم عن الدسم في كل ما يحاك ضد المستقبل السوري تحت عناوين عريضة معظمها يحمل عناوين خلّابة  تستهوي السوريين ، في حين أن السلوكيات بعيدة كل البعد عن أية مصالح  وطنية لسوريا أو شعبنا الممزق فيها أو في أصقاع الأرض .

 لكل هذا  ونتيجة للأسباب السابقة وغيرها مما لا مجال لتفصيلها ، والتي تعتبر كافية لأن يعتبر تيار سوريون وسنكون أن الدوافع التي كانت وراء قرار مشاركته لم تتحقق ، بل تم استخدامها للقفز فوق الهم السوري ، ومحاولة امتطاء جديدة للهموم السورية ، وخطوة مدبرة لتعزيز موقف النظام الذي يرفض الإستماع للصوت السوري الذي يختلف معه ، عبر تزييف المزيد من الأصوات على أنها تمثل المعارضة للتناغم معه في جنيف بعد حشو طاولة جنيف بالمعارضات التي يصنعها النظام باستمرار   ، الأمر الذي نعتبره في تيار سوريون وسنكون جزءا من المناورة على الرأي العام الوطني السوري  وتزييفا متعمدا للتمثيل السوري  لا يخدم إلا كل من يريد تعطيل البدء بالحل السياسي بين الأطراف القادرة على التأثير العملي لوقف إطلاق النار الفعلي في سوريا ، والتفاف على الآلام السورية التي غابت أبرزها  كليا عن اجتماع بيروت . لكل ذلك وأكثر مما لم يتسع المجال لذكره فإن تيار سوريون وسنكون يعلن عدم انضمامه لمنصّة بيروت التي سميت ب ( الكتلة الوطنية السورية ) وأنه مستمر في مساعيه لصنع اجتماع حقيقي للسوريين الوطنيين من مختلف الأطياف السورية السياسية والاجتماعية وحتى الدينية ليكون بداية صالحة للتأسيس لحل سياسي فاعل يكون نقطة انطلاق لبناء سوريا الجديدة كدولة مواطنة وقانون وعدالة ومساواة لكل السوريين .

السلام والحريّة والعدالة لكل سوريا

دمشق  – سوريا

في 11/ شباط / 2017





المصدر