"رايتس ووتش": النظام نفذ هجمات كيماوية على حلب خلال الشهر الأخير من المعارك


سمارت-أمنة رياض

قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في تقرير صادر عنها، اليوم الاثنين ، إن قوات النظام نفذت هجمات كيماوية "منسقة"، على مناطق سيطرة الفصائل العسكرية في أحياء مدينة حلب الشرقية، خلال الشهر الأخير من المعارك فيها.

وأضافت المنظمة، إن الطيران المروحي ألقى "غاز الكلور" على مناطق سكنية في حلب، ثماني مرات على الأقل، في الفترة بين 17 تشرين الثاني و13 كانون الأول عام 2016، أسفرت عن مقتل تسعة مدنيين على الأقل، بينهم أربعة أطفال، وإصابة 200 آخرين.

وكانت قوات النظام سيطرت على مدينة حلب، في 22 الشهر الفائت، (باستثناء الأحياء الخاضعة لسيطرة "الوحدات الكردية" وحي الراشدين بالجهة الغربية في المدينة والمسيطر عليه من قبل الفصائل)، بعد التوصل لاتفاق يقتضي بتهجير المقاتلين والمدنيين من الأحياء الشرقية، عقب حملة عسكرية للنظام بدعم من روسيا، أسفرت عن مقتل وجرح الآلاف من المدنيين، فضلاً عن دمار البنى التحتية.

بدوره وصف نائب مدير قسم الطوارئ في المنظمة، أولي سولفانغ، الهجمات بـ"المنسقة"، وأنها جاءت في إطار استراتيجية عسكرية شاملة لاستعادة حلب، وليست أعمال ارتكبتها بعض العناصر، داعياً مجلس الأمن الدولي بعدم السماح للنظام السوري أو أي طرف باستخدام الأسلحة الكيماوية.

وأدرف، العالم بأكمله تقريبا وافق على أن الحرب الكيميائية عمل "مشين" يجب حظره تماماً. و"السماح للنظام بالتباهي بتجاوز هذا الحظر، دون عقاب، ينطوي على خطر التغاضي الضمني عن الهجمات الكيميائية السورية، ويقوّض حظر الأسلحة الأكثر إجماعا في العالم، وربما يسهل على بلدان أخرى القيام بنفس الشيء".

كذلك طالبت المنظمة النظام السوري، بالتوقف "الفوري" عن استخدام السلاح الكيماوي، والتعاون بشكل كامل مع آلية التحقيق الأممية، وأيضاً طالبت الدول الـ 192 المعنية باتفاقية الأسلحة الكيماوية، باتخاذ خطوات لمعالجة "انتهاك" النظام، لأحكام حظر هذا السلاح.

وأشارت المنظمة، إلى أنها اعتمدت في تقريرها على شهادات أشخاص، وتحليل مقاطع مصورة وصور ومنشورات نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، مبينةً أن التأكد من المادة عبر الفحص المخبري "أمر صعب"، ولكن الرائحة والعلامات والأعراض التي ذكرها الضحايا والأطباء تشير إلى أن الغاز هو "الكلور".

وتطرق التقرير للحديث عن الأعراض التي ظهرت على المصابين حينها، من ضيق بالتنفس والشعور بحرارة عالية في الرقبة، ورغبة بالغثيان، وحرارة في العينين، وفقدان السيطرة على الدموع، وأيضا رائحة الغاز التي شبهها البعض برائحة مواد التعقيم المنزلية، ولونها الأصفر.

وحول ضلوع روسيا في هذه الهجمات، قالت المنظمة، إنه لا دليل على تورط روسيا بهذه الهجمات، والتي نفذت غارات جوية على الأحياء الشرقية لمدينة حلب في الفترة نفسها، و"استفادت من استخدام السلاح الكيماوي من قبل النظام".

وتابع التقرير، أن آلية التحقيق المشتركة، وجدت بأن الطائرات المروحية التي ألقت الكلور كانت تنطلق من قاعدة حميميم العسكرية في اللاذقية، حيث دعت المنظمة روسيا اتخاذ خطوات للتأكد من أن هذه الأسلحة لم تستخدم في هجوم عسكري مشترك.

وبحسب التقرير الأحياء التي استهدفت خلال تلك الفترة هي، مساكن هنانو، الصاخور، طريق الباب، كرم القاطرجي مرتين، ضهرة عواد، كرم الجزماتي (مرتان)، قاضي عسكر، المغاير، الفردوس، الكلاسة (مرتان).

وكانت "آلية التحقيق المشترك" التابعة للأمم المتحدة، والمكلفة بالتحقيق في استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، أصدرت تقارير تثبت استهداف النظام مناطق سورية بغاز "الكلور" السام، في حين اعتبرت روسيا أن الأدلة "غير مقنعة".

وسبق ووجهت منظمة"هيومن رايتس ووتش" اتهاماتلحكومة النظام بحجب معلومات "حاسمة"يمكن أن تساعد في تحديد المسؤولين عن الهجمات الكيميائية في سوريا، مضيفة أن تقرير لجنة التحقيق الأممية، يؤكد تورط قوات النظام بهجمات كيميائية.

ومدد مجلس الأمن الدولي، 31 تشرين الأول 2016، تفويض تحقيق دولي حول تحديد الجهات التي استخدمت الأسلحة الكيماوية في سوريا، لمدة 18 يوماً، في ظل مساعي دول غربية حينها، لإقناع روسيا لتمديده عام.