القبور الطابقية في دوما وسيلةٌ مبتكرةٌ لاستيعاب أعداد الضحايا المتزايدة
13 شباط (فبراير - فيفري)، 2017
محمد كساح: المصدر
يلجأ المسؤولون عن دفن الموتى في مدينة دوما بغوطة دمشق المحاصرة إلى استخدام فكرة مبتكرة في الدفن. حيث تجري العملية ضمن قبور تتألف من طوابق عدة، نظراً لعدم توفر المساحة الكافية في ظل الظروف الراهنة.
وقال “رشيد غزال” مدير مكتب المقبرة في المجلس المحلي لـ “المصدر”، إنه “نتيجة ازدياد القصف الهمجي على المدينة من قبل قوات الأسد، وازدياد أعداد الشهداء حيث فاق العدد في إحدى المجازر المئة شهيد، لجأ المكتب إلى إيجاد طريقة لاستيعاب أكبر عدد من الشهداء ضمن رقعة أرض صغيرة، تؤمن سرعة الدفن، حيث يتم حفر روضة وتتسع الروضة لما يقارب 900 قبر، ويقوم العمال بحفر القبور ضمن الروضة على شكل طوابق”.
وأضاف “غزال” أن الدفن يجري “حاليا بثمانية طوابق”، مشيراً إلى أن “القبور تبنى من المواد المحلية، الطين والتبن، ثم يغطى بالبلايط المصنوعة من الطين والمقواة بقصب البربار، ويغطى القبر بالطين بشكل محكم”.
وتُرش المقبرة بالمبيدات الحشرية لمنع تجمع الحشرات، وأوضح “غزال” أنهم زرعوا أشجاراً في محيط المقبرة لتحسين المظهر العام.
مقبرة واحدة فقط
لا يوجد في مدينة دوما سوى مقبرة واحدة يتم دفن الموتى فيها وفق طريقة القبور الطابقية. ولفت “غزال” إلى تجاوز عدد الجثث المدفونة في المقبرة منذ أذار 2014، 4300 جثة.
وقال “غزال” موضحاً طريقة الدفن: “يقوم العاملون باستقبال حالات الوفاة مرفقة بإشعار وفاة أصولاً، ويوثق ضمن قوائم اسمية تحدد رقم الروضة ورقم القبر والطابق على سجل خاص ليسهل التعرف على المتوفى وتحديد إحداثياته بدقة، كما يقوم المكتب بإصدار تقارير أسبوعية وشهرية وتزويد أمانة السجل المدني والعقاري بنسخة منه للحفاظ على الحقوق”.
وأكد أنهم بدأوا بالعمل على أتمته سجلات المقبرة إلكترونياً لسرعة وتسهيل البحث عن المتوفى حسب الاسم أو رقم الروضة أو القبر أو الطابق.
ويشار إلى أن مكتب المقبرة يعمل تحت إشراف وتوجيه المجلس المحلي لمدينة دوما، ويتألف فريق العمل من ستة وعشرين عاملا (مدير المكتب، وتسعة عشر عاملاً للحفر، وخمسة حراس وكاتب سجل المقبرة).
[/sociallocker]