فرانس 24 تعود إلى حضن الوطن


على الرغم من أن السياسة الفرنسية لم تتغير تجاه نظام الأسد، وهي ما زالت مصرة على أن يعاقب الأسد على جرائمه التي ارتكبها بحق الشعب السوري، ولا تخلو تصريحات كبار المسؤولين الفرنسيين من التأكيد على ذلك الموقف الفرنسي الذي بدأ منذ الأيام الأولى للثورة والذي سارت على نهجه قناة فرانس 24 الفرنسية الناطقة باللغة العربية، والتي تحولت منذ البداية إلى عدو مباشر لنظام الأسد، وفتحت أبوابها لاستقبال المعارضين للنظام والثوار السوريين، ولاحقت في الكثير من الأحيان الأحداث على الأرض كاشفة جرائم النظام، إلا أن القناة الفرنسية التي تتلقى تمويلها كاملاً من الحكومة الفرنسية بدأت في الفترة الأخيرة تنحى منحى مختلفاً وبدأت بالسير على خطى زميلتها الإنكليزية bbc  بالعربي، وصارت القناة تردد دعاية النظام كاملة غير منقوصة، وتروج لجيشه وقواته المسلحة وتذهب لاعتبار الثورة إسلاموية متطرفة في العديد من برامجها، بل وفتحت أبوابها واسعة لاستقبال المتحدثين بلسان النظام، وعادت لتستقبل ضيوفاً يمثلون النظام من دمشق، ما يعني أن مكتبها هناك عاد لممارسة عمله وإن بشكل غير مباشر، وقد يعكس هذا التحول في سياسة القناة الحكومية تغيراً غير معلن في خط الحكومة الفرنسية نفسها والتي بدأت تركز على محاربة الإرهاب وهي تشارك فعلياً في القصف الذي تتعرض له الكثير من المناطق السورية بحجة ملاحقة عناصر تنظيم داعش وقد خلفت طائراتها عدداً كبيراً من الضحايا في أكثر من مكان قامت بقصفه، وإن كان المثل الشعبي يقول: خذوا أسرارهم من صغارهم، فإننا في السياسة والإعلام نقول: خذوا أسرارهم من قنواتهم الفضائية….

 



صدى الشام