في عيد الحب .. فلاسفة في حضرة العشق
14 شباط (فبراير - فيفري)، 2017
عماد أبو سعيد – المصدر
لم يكن الفلاسفة أسرى كتبهم وأفكارهم، بل بعضهم ذهب بعيداً خلف عواطفه ونزواته .. في عيد الحب ينشغل العالم عن هؤلاء .. و يحاول أن يستذكرهم “المصدر”.
امرأة واحدة تكفي
كانت زوجة سقراط أشهر الفلاسفة على الإطلاق امرأة عادية جداً، بل حتى لم تكن تؤمن بما يفعله زوجها الفيلسوف، وتكره تفكيره وتأمله وتسخر من أفكاره، ويحكى أنها دخلت يوماً عليه لتجده جالساً لا يفعلُ شيئاً، ما أثار غضبها وسألته ماذا كنتَ تفعل منذ الصباح بينما أقوم أنا بترتيب المنزل وتجهيز الطعام .. ليجيبها بهدوء “كنتُ أفكر”، لكن هل أحب سقراط زوجته .. يبدو أنه أحب الفلسفة أكثر .. أما لماذا مات متجرعاُ السم .. فلا أحد يجزم بالأسباب.
العشق أحلى بنكهة الحرية
لكن تبقى علاقة العشق الأكثر شهرة وغرابة في العصر الحديث تلك التي نشأت بين الفيلسوفين الوجوديين جان بول سارتر وتلميذته ، ثمَّ عشيقته وحبيبته سيمون دو بوفوار، والتي بدأت بينهما عام 1929 واستمرت حتى وفاة سارتر 1980.
الغريب أن سيمون التي رفضت بداية الزواج من سارتر، اتفقا عليه لاحقاُ بشروط لا تخطر ببال منها احتفاظ كل منهما بحريته الجنسية، ما أتاح للفيلسوفين إقامة علاقات علنية مع عشاق وعشيقات، وبحسب ما يقال أن سيمون لم توفر تلميذاتها البنات، لكن العاشقين حافظا على استمرار العلاقة بينهما .. توفيت سيمون في عام 1986
الفيلسوف “النازي” والعشيقة الهاربة من “الهولوكست”!
ولعل قصة الفيلسوف الألماني مارتن هيدغر النازي الذي عشق تلميذته اليهودية حنه آرنت، لا تقل غرابة عن حكاية “سارتر وبولفار”، إذ أن صاحب كتاب “الكينونة والزمن”، وأحد أهم فلاسفة القرن العشرين، كان في سن 35 عاماً ومتزوجاً حين عشق تلميذته “18” عاماً، واستمرت العلاقة بينهما ما بين “1925 – 1933” لم تطلب خلالها حنه من هيدغر تطليق زوجته أو الارتباط فيه رسمياً، ولعل الأغرب أن “حنه” يهودية طاردتها النازية لكنها استطاعت الهرب إلى باريس ومن ثمَّ إلى الولايات المتحدة، ورغم انتماء هيدغر للحزب النازي لفترة غير قصيرة ظلت حنَّه تدافع عن هيدغر وتحاول أن تدفع عنه تهمة النازية.
تزوجت حنَّه بعد سفرها إلا أنها كانت تزور هيدغر، حيث أهدى كلٌ منهما إلى الآخر بعضًا من كتبه، ثم نشرت رسائلهما في التسعينات.
الفاشل في الحب .. الحاقد على النساء
وعلى عكس هيدغر، كان حظ الفيلسوف الألماني أيضاً فريد ريك نيتشه مع الحب سيئاً للغاية إلى درجة تسببت باحتقاره الشديد للمرأة دون أي استثناء حتى أمه وأخته في كتابة الشهير “هذا هو الإنسان”، حيث رأى أن المرأة ما هي إلا “فخ نصبته الطبيعة للرجل” وصولاً إلى اعتباره أن “كل مشكلة تبدأ من إمرأة”.
والمعروف، ان نيتشه لم أية علاقات عاطفية، سوى واحدة، وكانت سبباً محورياً في نظرته للمرأة، وللمصادفة أنها كانت طالبته أيضاً وهي فاتنة الجمال وتدعى “لو سالوميه”، وبحسب المتداول أنهما أقاما علاقة عاطفية لفترة قصيرة ، بيد أنها لم تكن تحبه، وإنما كانت معجبة فقط بفكره. ولم تقبل بالزواج منه رغم تقبيله قدميها لتبقى معه، فيما اختارت هي الزواج بأقرب أصدقائه، لتترك الفيلسوف حاقداً على المرأة طيلة حياته عازفاً عن القيام بأي علاقة عاطفية.
الفقر أقوى من الحب
أما إيمانويل كانط، أحد أهم فلاسفة عصر التنوير، لم يكن قادراً على الزواج لأنه لم لم يكن قادراً على إطعام زوجته، رغم تفكيره بالزواج مرتين في حياته، لكنه بقي أسيراً لحسابات تكاليف الزواج وأعبائه، وظلَّ كانط ثمانين عامًا عازبًا دونَ زواج، بل حتى دونَ امرأة واحدة في حياته.
[sociallocker] [/sociallocker]