قناة الجسر الصدامية


لا ندري على وجه التحديد السبب الذي يجعل قناة الجسر الفضائية تنحى منحى يحول المنطقة الشرقية من سوريا إلى جزء لا يتجزأ من العراق، القناة التي يرمز اسمها إلى الجسر المعلق في مدينة دير الزور والذي قامت قوات النظام بقصفه قبل أكثر من عامين، تسعى لتوطيد علاقة ما بين شرقي سوريا وغربي العراق باعتبارهما “إقليماً سنياً واحداً” دون أن تقول ذلك صراحة طبعاً، لكن برنامجها “فرسان المنصة” لا يكتفي بتأكيد تلك العلاقة بين المنطقتين المرتبطتين جغرافياً وعشائرياً فقط، بل يتغنى بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين معتبراً في كل حلقة من حلقاته تقريباً أنه لو كان صدام موجوداً لما حدث كل ما حدث في سوريا، ولهرع صدام بجيوشه لينقذ أهل سوريا من بطش الطاغية، وكأن صدام نفسه لم يكن طاغية ولم يحول العراق إلى سجن كبير ومزرعة له ولأبنائه، وكأن صدام لم يكن أحد أسباب تحول العراق إلى بلد ممزق، بل وكأن صدام لم يكن شريكاً وإن بشكل غير مباشر بما حل في ثمانينيات القرن الماضي في مدينة حماه من خلال تحويله الانتفاضة الشعبية وقتها ضد نظام آل الأسد إلى فرصة سانحة للثأر من غريمه آنذاك الديكتاتور النافق حافظ الأسد.

لا ندري أية قراءة سياسية يقرأ من خلالها القائمون على القناة الحدث السوري، ولا ندري هل هم فعلاً يتمنون أن يبعث صدام حسين الذي سمح لنفسه باحتلال الكويت وهو بلد عربي، ثم رفع عالياً شعار تحرير فلسطين كي يسكت جميع منتقديه، يا قناة الجسر، الحدث السوري هو ثورة ضد الطغاة والمستبدين ولا تريد استعادة طاغية من قبره كي يقف إلى جانبها، إلا إذا كان ممولو القناة لهم رأي آخر.

 

رابط الفيديو: هنا.



صدى الشام