هل ستحلّ الشرطة المدربة تركياً محل فصائل (اعزاز)؟


محمد كساح: المصدر

تناقل نشطاء معلومات تفيد بأن جميع الفصائل المتواجدة في مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي ستبدأ بإخلاء المدينة من المقرات العسكرية خلال مدة لا تتجاوز الـ 15 يوما، حيث ستحل مكانها شرطة مدنية مدربة من قبل الحكومة التركية.

وحاولت “المصدر” التثبت من صحة هذه الأنباء التي يعتقد مراقبون ونشطاء أنها بين النفي والتأكيد. لكن المدينة، بحسب مصادر محلية، تعيش حالة من الغليان نتيجة الأنباء المتضاربة.

وقال “حميد بعاج”، وهو مدرس وناشط من أبناء المدينة: “حتى اللحظة لا يوجد شيء رسمي، ولكن يمكن القول إن تركيا بدأت بترتيب الوضع العام في المدينة”.

وأضاف خلال حديث لـ “المصدر” بأن إعادة ترتيب الأوضاع ستبدأ من خلال ” ترتيب القضاء أولا، عن طريق إعادة تشكيل المحاكم اعتماداً على أصحاب الكفاءات العلمية. أما بالنسبة للشرطة المدنية فهي قيد التدريب في تركيا، ولم يمض سوى أسبوع واحد على التحاقها بالدورة، والأمر يحتاج إلى المزيد من الوقت لإنهاء التدريب”.

ونفى “بعاج” كغيره من المصادر التي تحدثت لـ “المصدر”، حدوث أي تحرك في اتجاه إخلاء المدينة من العسكر، وقال “لم نلاحظ أي شيء من هذا القبيل”. لكن الجميع أكد على ارتياح الأهالي لمثل هذا الإجراء لو تم في الأيام اللاحقة.

وبدوره قال الناشط الصحفي “فراس مولى”، والذي يقيم في اعزاز، إن هذه الخطوة لو تحققت، (يقصد إفراغ المدينة من العسكر)، ستكون أمراً جيدا. مضيفا لـ “المصدر” أنه “يجب إخلاء اعزاز من كافة المظاهر المسلحة وتسليم السلطة لمجلس محلي منتخب، وليس لمجلس جاء عن طريق التعيين”، على حد قوله.

وكان نشطاء أطلقوا أمس الإثنين حملة لإلغاء المظاهر المسلحة من المدينة، حملت شعار (اعزاز صديق)، حيث يسعى النشطاء بمشاركة فعاليات المدينة إلى إيصال رسالة للفصائل العسكرية بضرورة وضع حد لظاهرة السلاح المنتشرة في المدينة.

وقال “عثمان الأحمد”، وهو أحد القائمين على الحملة، في حديث لـ “المصدر”، إن خبر الإخلاء غير رسمي، لكنه منتشر بشدة بين أهالي المدينة.

وتوقع “الأحمد” أن يحدث هذا الأمر، نافياً أن تكون حملة (اعزاز صديق) هي السبب وراءه. وتابع بالقول “الشرطة المدنية تدرب في تركيا، وستدخل لإدارة البلد، هذه الأوامر من تركيا، وحملة اعزاز صديق هدفها منع الظواهر المسلحة في المدينة وليس إخراج المقرات خارج المدينة”.

ما هو دور تركيا؟

وكشف مصدر محلي، طلب عدم ذكر اسمه، في حديث لـ “المصدر” عن دور جديد ستلعبه تركيا في المنطقة خلال الأيام القادمة، حيث ستغادر الفصائل المقاتلة المدينة، وتحل مكانها شرطة مدربة في تركيا.

وقال المصدر خلال إفادته: “حالياً تجري اجتماعات مكثفة بين المجلس المحلي لاعزاز والحكومة التركية ممثلة برئيس المخابرات التركي وأعضاء المجلس، وقعوا عقود عمل مع الحكومة، بمعنى أن رواتبهم سيتقاضونها من تركيا لا من الحكومة المؤقتة”.

وأضاف المصدر أن تركيا ستقطع الدعم عن كل فصيل سيعارضها. موضحاً أن الكلام عن هذا الموضوع “غير مباح في الوقت الحالي”.

وفي المقابل، قال الناشط “فراس مولى” إن الحكومة التركية تعمل على إدارة البلد على الصعيد العسكري والمدني، موضحاً أن هذه المسألة في حاجة لوقت كاف. وقال “مولى”: “بعد معركة الباب ستتوضح الأمور أكثر”.

و رفض مسؤولون بالفصائل العسكرية التي تسيطر على المدينة التعليق حول الموضوع. كما لم يتسن الحصول على تعليق من المجلس المحلي حتى اللحظة





المصدر