40 مركزًا ثابتًا للقاحات قريبًا في محافظة إدلب


يعاني قسم كبير من سكان إدلب من عدم توفر اللقاحات بشكل دائم في كافة مناطقها واقتصارها على الحملات الدوريّة المقدمة من فريق عمل لقاح سوريا مع منظمة الصحة العالمية و”اليونسيف”، وهو ما يضطر الأهالي لدفع مبالغ مالية كبيرة كي يصلوا إلى مراكز يوجد بها لقاحات بشكل مستمر تقدمها لهم منذ عامين منظمة “أطباء بلا حدود” في ريف إدلب الشمالي.

لذلك فقد عملت مديرية الصحة في محافظة إدلب على التخطيط مع مجموعة من المنظمات الطبية المرخصة ومع اليونيسيف والصحة العالمية بهدف التحضير لإنشاء أكثر من 40 مركز لقاح ثابت تتوزع على كافة المناطق فيها، وسيبدأ عمل بعض هذه المراكز مطلع الشهر القادم بإشراف صحة إدلب وتنفيذ المنظمات المشاركة وبدعم من الصحة العالمية.

ومن المنتظر أن يتم توفير اللقاحات بأنواعها بشكل يومي في المراكز الآنفة الذكر بالإضافة لحملات اللقاح الخاصة بشلل الأطفال، وسيقود العمل كادر مؤلف من 200 شخص تقريبًا متفرغين ومتخصصين في مجال اللقاحات ومن أصحاب الشهادات الطبية، وقد أشرف على اختيارهم مديرية الصحة من خلال إعلانها عن فتح باب التوظيف والقيام باختبار المتقدمين.

 

 

وفي هذا السياق قال رئيس دائرة اللقاح بمديرية صحة إدلب والمشرف على برامج اللقاح الدكتور “رفعت فرحات” في تصريح لـ صدى الشام: “نحن مع فريق لقاح سوريا هدفنا منذ زمن الوصول لبرامج لقاح ثابتة يتوفر فيه كافة اللقاحات الروتينية في كل أرجاء محافظتنا، وبذلك نلغي العبء الكبير الواقع على الأهالي عندما يذهبون لمركزَي لقاح فقط في ريف إدلب الشمالي من جهة، ونحمي أطفالنا من جميع الأمراض المستهدفة بالتلقيح والأمراض السارية”.

وعن حملات اللقاح الدورية والإعلان عنها تحدث مسؤول تحريك المجتمع في صحة إدلب المهندس “عبد القادر دوشية” مشيراً إلى أن العمل في المراكز الثابتة سيكون شبيه بعمل المراكز الصحية الأخرى من ناحية الدوام الإداري، وأضاف أن من يعمل في مجال الإعلان هو ضمن الكادر الملتزم بدوام إداري وبعقد مثل بقية عناصر مركز اللقاح.

وأضاف دوشية:” لكل مركز ثابت مُحرّك منشّط واحد أي أنه سيبلغ عددهم أكثر من 40 شخص يقابلهم 32 في مراكز الحملات، وهناك عدة معايير لانتقائهم منها أن يكونوا حاصلين على الشهادة الثانوية كحد أدنى ولديهم خبرة في العمل بتوعية المجتمع ومن العاملين في برنامج اللقاح مسبقًا ولديهم الخبرة الكافية للعمل في التوعية الصحية والتعريف بأهمية وضرورة اللقاح، فوظيفتهم مستقبلًا توعوية أكثر من كونها دعائية”.

 

ومن بين الوسائل الإعلانية المتبعة بالحملات والتي سيتم العمل بها في المراكز الثابتة لإعلام سكان المنطقة ببدء اللقاحات هناك اللافتات الطرقية والبوسترات والملصقات، وإبلاغات المراصد. بالإضافة للإعلان عبر شبكات التواصل الاجتماعي وعبر المساجد. ويعدّ استخدام هذه الوسائل جزءاً من المهام الملقاة على منشّطي المجتمع الذين يعملون لحشد الناس ومواجهة الشائعات وزيارة الأهالي والتحري عن مدى رضاهم وثقتهم باللقاح والمشرفين عليه.

وعن كيفية وآلية عملهم لفت “دوشية” إلى أنهم يمتلكون برنامج عمل واضح وخطة منهجية يبدؤون بها قبل الحملات بعشرة أيام، وخلال الحملة يقومون بإيصال خبر الحملة إلى كل بيت ويوضحون أهدافها وطبيعة اللقاحات والأمراض المستهدفة والأطفال المستهدفين ومن أية فئة عمرية، وقبل ذلك يكون قد خضع المنشطون لتدريبات تمكنهم من أداء دورهم على أتم وجه.

 

 

وكان قد وقف تزويد إدلب باللقاحات من قبل نظام الأسد عقب خروجها عن سيطرته ما استدعى السعي الكبير من مديرية الصحة الحرة لتأمينها منذ بداية 2013 لتبدأ على إثرها أولى حملات اللقاح في محافظة إدلب مطلع عام 2014 وتنطلق إثر ذلك 12 حملة كانت آخرها حملة الشلل الثالثة عشرة في 24/4/2016، إضافة إلى حملتي حصبة الأولى 25 آب 2014، والثانية بتاريخ 15 آذار 201، علمًا أنه حاليًا يتم التحضير لحملة لقاح ضد الشلل ستنطلق خلال الأسبوعيين المقبلين ويبلغ عدد الأطفال المستهدفين فيها حوالي 350 ألف طفل.

وبالتوازي كانت قد انتشرت شائعات بين السكان في محافظة إدلب حول سلامة اللقاحات بسبب الأعراض التي تظهر على الأطفال بعد تناوله، إلا أن الأهالي تأكدوا فيما بعد أن هذه الأعراض اعتيادية وأن بعض الأفراد مع وسائل إعلامية تابعة لنظام الأسد على رأسها موقع وكالة “سانا” الرسمية تعمدوا تشويه سمعة حملات اللقاح خاصة الروتينية بما يخدم دعاية النظام.



صدى الشام