‘الأمم المتحدة تحذّر من انهيار سد الفرات وخبير لـ “صدى الشام”: قد تغرق 300 بلدة’

16 شباط (فبراير - فيفري)، 2017
4 minutes

اعتبر المهندس المدني منير سويد أن أكثر من 300 بلدة وقرية ومدينة ستُزال عن بكرة أبيها في حال حدوث تصدّع في سد الفرات وطوفان مياهه إلى اليابسة.

كلام سويد جاء تعقيباً على تحذير الأمم المتحدة من فيضان كارثي في سوريا عند سد الطبقة المعرض للخطر نتيجة لارتفاع منسوب المياه والتخريب المتعمد من قبل تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” وأضرار أخرى جراء الضربات الجوية للتحالف بقيادة الولايات المتحدة.

وأضاف سويد، أن الارتجاج الذي يصيب السد نتيجة القصف، والحمل الزائد عليه من المياه نتيجة الامطار، إضافة للتصدّع والخروقات في بنيته مهما كانت بسيطة، قد تؤدّي حتمًا إلى انهيار السد وفيضان المياه، قائلًا: “كل سدود العالم تُوضع وفقًا لدارسة تقدّر إمكانية حجم المياه التي يحملها السد، لكنّنا لا نعرف ما في الحمولة المخصّصة”، ودعا إلى إجراء زيارة ميدانية سريعة إلى منطقته وتقييم حجم الضرر والتأكد من أن “المفيض” الخاص بالسد، الذي وظيفته تصريف المياه الزائدة يعمل تمامًا، وإصلاح أي خلل أو مشكلة فيه.

ويتابع سويد قائلًا: “كارثة حقيقية ستحل بالمنطقة إذا فاضت مياهه، وستؤدّي لهلاك البشر والحجر وغرق أكثر من 300 منطقة، بما في ذلك قد تُنسف البنى التحتية والمنازل والمباني جراء الدفع الهائل للمياه المحتجزة”.

ويحتجز السد مياه نهر الفرات على بعد 40 كيلومترًا عن مدينة الرقة التي يسيطر عليها تنظيم داعش منذ عام 2014.

وأفاد تقرير للأمم المتحدة الأربعاء، أن منسوب مياه النهر ارتفع حوالي عشرة أمتار منذ 24 يناير- كانون الثاني لأسباب من بينها سقوط الأمطار الغزيرة والثلوج الكثيفة بالإضافة إلى فتح التنظيم ثلاث بوابات للسد مما غمر المناطق الواقعة على ضفتي النهر باتجاه المصب بالمياه.

وأضاف التقرير: “وفقًا للخبراء المحليين فإن أي ارتفاع آخر في منسوب المياه سيغمر قطاعات ضخمة من الأراضي الزراعية على طول النهر وقد يضر بسد الطبقة الأمر الذي ستكون له تداعيات إنسانية كارثية في كل المناطق ناحية المصب.”

كما ذكر التقرير أن أضرارًا لحقت بالفعل بمدخل السد نتيجة الضربات الجوية للتحالف بقيادة الولايات المتحدة، ضاربًا مثالًا على الضربات الجوية في ريف الرقة الغربي يوم 16 كانون الثاني الماضي، والتي أضرّت بمدخل سد الفرات من جهة الطبقة مما قد يؤدي إلى فيضان واسع النطاق بالرقة وحتى دير الزور إذا لحقت به أضرار أخرى.

وتبعد مدينة دير الزور مسافة 140 كيلومترًا عن الرقة باتجاه المصب ويحاصرها تنظيم داعش، وتُقدر الأمم المتحدة بأن هناك 93500 مدني محاصرين في المدينة وتسقط الغذاء عليهم من الجو منذ عام تقريبًا.

وقال تقرير الأمم المتحدة: “إن الدولة الإسلامية تتراجع، وإن مقاتليها تعمّدوا تدمير البنية الأساسية الحيوية بما في ذلك ثلاث محطات للمياه وخمسة أبراج للمياه في الأسابيع الثلاثة الأولى من يناير كانون الثاني”.

وأضاف التقرير “تفيد تقارير بأن تنظيم الدولة الإسلامية زرع ألغامًا في محطات ضخ المياه على نهر الفرات مما يعيق ضخ المياه ويُلجِئُ السكان إلى مياه غير معالجة من نهر الفرات”.

[sociallocker] صدى الشام
[/sociallocker]