(سليمان الأسد) يشبّح في سجنه وزوجة الضابط المقتول تستجدي (المحسنين)

16 فبراير، 2017

حذيفة العبد: المصدر
“ميساء غانم” زوجة الضابط الذي قتله “سليمان هلال الأسد” بدافع الغرور لا أكثر في اللاذقية قبل نحو عامين، تسكن في منزل متواضع مع أبنائها الأربعة، بعيداً على الأضواء والناس والإعلام الذي طبّل وزمّر للحادثة حينها، في حين يقبع قاتل زوجها في سجن طرطوس المركزي “ملك زمانه” ويقود مجموعةً من “الشبيحة” داخل السجن، لقمع التحركات الاحتجاجية.
تقول “ميساء” أرملة العقيد حسان الشيخ، “بعد أن قتلوا زوجي، أرسلوا واسطات قالوا بالحرف الواحد وثيقة استشهاده مقابل التنازل عن حقكم”، إلا أنها رفضت التنازل عن حقها، فكان مصيرها عدم الاعتراف بها كزوجة “شهيد” وبالتالي حرمانها من أي امتيازٍ أو تعويض.
القصة تعود إلى صيف عام 2015، حين أقدم سليمان، ذي العشرين عاماً، ونجل “هلال الأسد” زعيم شبيحة اللاذقية المقتول قبل تلك الحادثة بأقل من عامين؛ على قتل العقيد في قوات النظام القادم من بلدة “بسنادا” الموالية، فقط لأنه تجاوزه بسيارته، فأفرغ مسدسه في رأس العقيد وسط اللاذقية أمام الناس.
وتسببت الحادثة حينها بانتفاضةٍ شعبيةٍ في عقر دار (آل الأسد)، تطالب بمحاسبة “سليمان” كأحد رموز الطيش والجبروت في العائلة التي تحكم البلاد وتتحكم باقتصادها. وحاول النظام كبت موجة الغضب ذلك الوقت بوعودٍ لذوي القتيل بمحاسبة “المجرم” وتعويض العائلة التي فقدت معيلها، وبالفعل امتصت سلطات النظام غضب الشارع الموالي باعتقال بزجّ سليمان في سجن طرطوس، إلا أن سليمان لم يعرف من السجن إلا اسمه، حيث تشير المعلومات المسرّبة من داخل السجن أنه يشبّح داخل السجن ويصله كلّ ما يطلب ويتمنى.

حسون جعله (شهيداً)

وبالعودة إلى أرملة الضابط الضحية، فقد تحدثت لموقع “تلفزيون الخبر” الموالي للنظام بأنّ مفتي النظام “أحمد حسون” اتصل بها للتعزية بوفاة العقيد، ونقل التعزية باسمه وباسم رئيسه بشار الأسد، وأرسلوا وفداً برئاسة وليد البرادعي رئيس دائرة الإفتاء باللاذقية، مشيرةً إلى أن إعلام النظام تداول قصة زوجها وأكد خلال ندواته أنه “شهيد”.
وتابعت: “إلا أن مكتب الشهداء لم يعترف بكلام سماحة المفتي (على حد وصفها) أو رئيس دائرة الافتاء أو جميع محطات الاعلام، ولا يوجد اسم لزوجي في مكتب الشهداء في اللاذقية، حتى أنه لم يتم اقتراح اسمه كشهيد، ولم تقدم لنا الحكومة أي دعم سواء مادي أو معنوي”.
وبيّنت جميل أنها حاولت “التواصل مع مفتي الجمهورية وشرح المشكلة، وعندما سألت سماحة المفتي هل حسان شهيد؟ كانت إجابته حسان شهيد وسارية (نجل حسون الذي قتل عام 2011) شهيد، وإلى الآن لم تقدم أي جهة مساعدة لنا، حتى أن ابنتي احتاجت أن تدخل في مفاضلة الشهداء للتسجيل في كلية الطب، إلا اننا لم نحصل على شهادة استشهاده”.
وأضافت: لم نحصل على أي دعم مادي بعكس ما تحدثت وروجت له الإشاعات، ويستطيع أي شخص أن يأتي إلى منزلي ويتأكد أن حسان كان ضابطاً شريفاً لم يتقاضى أي مبالغ مالية خلال فترة خدمته.

“4 أطفالٍ لا يعلمون لم قتل أباهم”

وعن عائلتها تقول أرملة الضابط: لدي أربعة أطفال، أولادي التوأم شاهدوا مقتل والدهم أمام أعينهم، وإلى الآن أحاول أن أساعدهم نفسياً ومعنوياً، وأدعهم بنفسي، دون مساعدة من أي شخص، وفي كل يوم يسألونني لماذا قتلوا أبي؟ ماذا فعل أبي ليقتلوه؟، ويعودون يسألوني هل والدنا شهيد؟
وعن الحادثة تقول: حسان توفي دون أن يعلم من قتله، حسان لا يعرف من قتله، ولا لماذا قتله، لم يسكن في اللاذقية ولا يعلم بهذه القصص، جئنا من حلب منذ فترة قريبة، ولو كان حسان يعلم أنه من الممكن لولد في الـ ٢٠ من عمره أن يرفع السلاح من شباك سيارته ويطلق الرصاص ويقتله، لكان أكثر حذراً.

عامان من المحاكمة

وفي الوقت الذي لا تستغرق فيه المحاكمة في سجن صيدنايا دقيقتان أو أقل، وتنتهي بحبل المشنقة بتهمٍ ملفقة، تستمر محاكمة سليمان في الجريمة واضحة الأدلة والقرائن، وتقول ميسار إن “المحاكمة مازالت مستمرة، ويقولون إنه مازال في سجن طرطوس، والبعض يقول انهم يشاهدونه يتجول في اللاذقية، وأنا بانتظار ما سيجري في نهاية المحاكمة، لن أقبل بمفاوضتهم ولن أتنازل عن حقّ زوجي الذي قدم الكثير لوطنه خلال سنين حياته التي عاشها كلها ضمن صفوف الجيش العربي السوري”.
وتضيف: منذ سنتين وأنا أحاول أن أتواصل مع الجهات في دمشق لأحصل على وثيقة استشهاد زوجي، لأحصل على حقه، بعد أن خدم الوطن وقدم الكثير، وأيضاً لأستطيع تربية أطفالي الأربعة، بعد أن قتلوا زوجي وتركوني وحيدة مع أربعة أطفال براتب زوجي التقاعدي وراتبي فقط”.

[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]