سهرة (فالنتاين) في فنادق دمشق بمليون ليرة وموالون: هؤلاء من حرم أطفالنا الدواء


المصدر: رصد

عشية (عيد الحب)، غصّت الفنادق الفاخرة في العاصمة دمشق بأبناء “الطبقة المخملية”، من المسؤولين وعائلاتهم، وكشفت صحيفة موالية للنظام أن تكلفة الطاولة الواحدة في هذه الفنادق بلغت مليون ليرة سورية، متسائلة “هل هؤلاء هم الذين يطالبوننا بشدّ الأحزمة؟”.

وأفادت صحيفة “صاحبة الجلالة” الموالية، بأن طاولة لمن أسمتهم بـ “الأثرياء الجدد” في فندق متل (الداما روز) أو (الشيراتون)، تضم عشاق وعشيقات، أو حتى أسرة تدعو أسرة أخرى، وصلت تكلفة سهرتهم إلى مليون ل.س، إذا أضافت لزوم سهرة عشق من المشروبات، مشيرة إلى أنه “في نفس الوقت يمكن ألا تذهب بعيداً، بل إلى أحد مراكز الإيواء، وتجد أسرة تحار كيف تستيقظ غدا؟”.

بات العشق في دمشق مقتصراً على الأغنياء فقط لارتفاع الأسعار. وأضافت الصحيفة: “إذا كنت من أصحاب الرخاء فأنت أهل لتكون على رأس العشاق، وفي حال كنت من الأثرياء فحبيبتك ستكون من السعداء، على اعتبار أن الحب في دمشق بات مرتفع الأسعار وتجسد بشطارة التجار”.

“الحب عليك والربح إلينا”، هذا هو الشعار الأنسب لفنادق الـ “هابي فالنتاين” التي وجدت من هذه المناسبة فرصة سانحة لربح أكيد، فقد أكد المصدر أن التكلفة المادية للحفلات في فنادق الخمس نجوم تراوحت بين 75 ألف لتصل إلى 150 ألف ليرة للشخص الواحد، فيما تنخفض تلك الأسعار في مطاعم دمشق القديمة التي تراوحت ما بين 15 ألف و25 ألف ل.س، وذلك لقاء سهرة بسيطة في مطعم شعبي.

وأشارت الصحيفة الموالية إلى أن الأسواق الدمشقية غزتها الإعلانات الطرقية، واكتست باللون الأحمر كوسيلة ترويجية تفيض بشجون المحبين، ما يجذب العشاق لشراء الهدية، ويجعل من الزبون يتسابق على “انفلونزا الغرام” رغم حمى ارتفاع الأسعار الكبير الذي توسط القلوب الحمراء، مروراً بالـ “الدببة” صاحبة العيون العسلية، وعبارات الـ “هابي فالنتاين”، والملابس والورود الحمراء.

وهنا تكتفي الطبقة الميسورة باقتناء وردة جورية بقيمة تبدأ حالياً من 1000 وتصل إلى 3000 ل.س، بالإضافة إلى شراء قوالب الكيك التي تختلف أسعارها باختلاف أحجامها، لتبدأ من 5000 ل.س فما فوق، أما رمزية الحب المحصورة بالدب الأحمر الذي بات عدوى غرامية للدلالة العشقية، وارتفعت أسعاره بشكل ملحوظ، فكان أبسطها بقيمة بلغت 10 آلاف لتتجاوز 100 ألف ل.س، بحسب أحد أصحاب المحال التجارية.

ولكن يبقى لذوي الدخل المحدود طبيعة خاصة بالتعاطي مع الاحتفال الذي احتل المرتبة الثانية عالمياً بعد عيد رأس السنة والفصح المجيد، فباتت الهدايا تقتصر على ترديد ما كتبه نزار قباني وغناه قيصر الغناء العربي كاظم الساهر “عدي على أصابع اليدين ما يأتي فأولا حبيبتي أنت .. وثامناً وتاسعاً وعاشراً حبيبتي أنت”، وقد يلجأ البعض إلى الرسائل العشقية “الفيسبوكية”، وهنا قد تحمل في كثير من الأحيان جانباً من السخرية، سيما في ظل الأوضاع المعيشية المتردية التي يمر بها المواطن السوري، فما انفك رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن التعبير بحبه بجرة غاز وغالون مازوت زينهما الأحمر كنوع من الاستهزاء على الأزمات الحالية، علّها تكون أخف وقعاً على قلوب السوريين من أحمر الدماء التي شهدتها سنين قاربت أن تصبح سبعاً عجاف.

ومن هذا الباب يتساءل البعض.. إذا كان معظم شبابنا السوريون يكابدون في سبل المعيشة بلا كهرباء ولا مازوت ولا بنزين… وغلاء في المعيشة… فمن هم هؤلاء “السهيرة” وأصحاب الحجوزات في فنادق الخمس نجوم ومطاعم النجوم… الساهرون.. هل هم الذين يطالبوننا بشد الأحزمة ؟؟؟.

وفي تعليق على ما كتبته الصحيفة، قال أحد الموالين معلقا: “هدول يلي رفعو سعر علبة الدام فيتا ام فيتامين للأطفال من 170 ليرة للـ 1700″، وأضاف آخر: “الوطن للأغنياء والفاسقين والنهابين، والوطنية للفقراء”.





المصدر