‘يحيى حوى لـالسورية نت: لهذه الأسباب قررت أن أكون سفيراً للمنتدى السوري.. وهذه رسالتي للشباب’

16 فبراير، 2017

“فنان الثورة السورية”، و”المتفائل”، لقبان أطلقا على الفنان السوري، يحيى حوى، الذي حاز على مكانته لدى الشباب السوري بشكل خاص والعربي بشكل عام، مع رصيد من الأغاني الهادفة، والثورية، والتوعوية، تجاوزت الـ 150 أغنية، فضلاً عن حصوله على جوائز دولية، أبرزها “جائزة أوسكار القاهرة الدولي”.

“السورية نت” التقت بالفنان السوري حوى، وتحدث عن دوره كـ سفير للمنتدى السوري، ونشاطاته الحالية التي يقوم بها، وعن رأيه في إمكانية أن يخدم الفن قضية الشعب السوري.

نص اللقاء:

– أستاذ يحيى ما الذي دفعك إلى اختيار المنتدى السوري على وجه الخصوص لتكون سفيراً له؟

حقيقة إن العمل المؤسسي الذي يقوم به المنتدى السوري، لفت نظري منذ البداية، فأسلوب عمل مؤسسات المنتدى يجري وفقاً لمعايير دولية بكل ما للكلمة من معنى. ووجدت أن ما يقوم به المنتدى من نشاطات وأعمال، يولد لدى الشخص حافزاً كبيراً للمشاركة في أعماله، ومن ناحية ثانية فهنالك أعمال كبيرة يقوم بها المنتدى وتعود بالفائدة الإيجابية على الشعب السوري الذي هو الآن في محنة كبيرة، لذلك أردت أن أكون مساهماً في تلك الأعمال.

– ما الدور الذي ستقوم به كسفير إنساني للمنتدى السوري؟

سأقوم بقدر الإمكان بنشر ما يقوم به المنتدى السوري بنشاطاته ومؤسساته الكبيرة من أعمال، وأتوجه بها للمستفيدين من المنتدى، أو الشريحة التي يستهدفها. أيضاً سيكون لي دور بتسليط الضوء على نشاطات مؤسسات المنتدى بشكل أكبر، وإبرازها لدى المؤسسات والشخصيات المانحة التي يستفيد المنتدى السوري من الشراكات معها.

– باعتقادك ما حجم تأثير الفن في خدمة الثورات وقضية الشعب السوري؟

الفن لديه قدرة كبيرة على خدمة قضية الشعوب شريطة ألا يبقى لوحده، فهو كأي عمل آخر يحتاج إلى تضافر في الجهود وحينها يصنع الفن فارقاً ونجاحاً كبيرين.

ولدى الفن قوة كبيرة للتأثير، فهو ينمي الحماسة عند الناس ويبث الأمل فيهم، وفي الحالة السورية فإنه يوصل معاناة الشعب السوري للعالم ويتجاوز الحدود، ولذلك فإنني أختار قصص الأغاني التي أؤيدها من وحي معاناة الشعب السوري في المقام الأول.

ولإيصال معاناة الشعب السوري إلى العالم فإن أغلب أعمالي الفنية الأخيرة انتقلت بها إلى خارج حدود الوطن العربي، سواء بزيارات مباشرة  أو نشر الأعمال التي أقوم بها مترجمة للغات أخرى، وحالياً أنا أركز على الدول الأوروبية وأمريكا.

– هل لا يزال الجمهور مهتم بالجانب الفني للثورة السورية؟

التفاعل لا شك كان أفضل في بداية الثورة من الآن، لكن التفاعل لم يمت، والسبب في ذلك باعتقادي هو طول أمد الثورة، فمن جهة السنوات الماضية أرهقت الشعب السوري، ومن جهة أخرى فإن الخلاف بين الفصائل على الأرض أثر على التفاعل مع القضية السورية، وكذلك دخول بعض الناس الذين أفسدوا على الشعب السوري ثورته، وأفسدوا على الناس حياتهم، سواءً من تنظيم داعش، أو النصرة، أو القاعدة. وهؤلاء بتصرفاتهم أعطوا صورة ضبابية للذين هم خارج سوريا، وصوروا أن ما يحدث في سوريا “حرب أهلية” وليست ثورة شعبية للتحرر من الظلم.

– خلال سنوات الثورة كان هنالك جوانب إبداعية في القضية السورية، فهل الجهاد باعتقادك مقتصر على حمل السلاح؟

الجهاد في سبيل الله ليس فقط بحمل السلاح، السياسي مجاهد، والفنان مجاهد بفنه وصوته، والرسام مجاهد بريشته والوعي الذي يبنيه عند الناس، والصحفي والإعلامي مجاهد عندما يأخذ على عاتقه أن يوصل كلمة الخير أو يوصل الحقيقة كما هي من غير تزييف إلى شعبه والشعوب التي يصل إليها، فكل منا مجاهد في مكانه وبسلاحه الذي يحمله، سوءاً كان سلاح العلم أم الفكر أم الإعلام أم غيرها.

– يمثل الشباب الفئة الأوسع من الشعب السوري، وكان لهم ولا يزال دور كبير في الثورة السورية، لذلك تجاذبتهم مختلف الأطراف لصالحها، الجيد منها والسيء، فما الذي يمكن تقديمه لهم سواء من الفن أو المؤسسات الموجودة وبينها المنتدى؟

صحيح فالشعب السوري شعب فتي وشاب، والشباب هم الكتلة الأكبر في الشعب السوري، وبكل تأكيد فإن العديد من الشباب الذين تجاذبتهم الأطراف المتشددة أو المتطرفة من اليمين والشمال، لم يتم جذبهم إلا لضعف ثقافة ووعي  أو إيمان.

وأول ما ننصح به الشباب أن يكون لديهم قائد رأي، يقودهم ويعودون له في أمورهم، وهذا قائد الرأي لن يعرف مصلحتهم ومصلحة بلدهم إلا إذا كان من داخل بلدهم.

ولذلك فلا توجد ضرورة لأن نتبع ملثمين وأناس أتوا لبلدنا من الخارج، ونحن بلد الحضارة، ومنه خرج قادة عظام للعالم، فلماذا نتبع أشخاصاً لا نعرف أصولهم وخلفياتهم، ومن أين أتوا ومن الذي أتى بهم لبلدنا؟

نحن كسوريين لا نريد من غيرنا أن يفرض علينا فكره ورأيه، فلدينا فكرنا المعتدل المعروف للشعب السوري، وهؤلاء أتوا إلى بلد لا يعرفون ثقافته، وبذات الوقت ويريدون فرض ثقافتهم الغريبة علينا.

أما عن دور المنتدى السوري وبقية المؤسسات السورية الأخرى، فعليهم زيادة ضخ الوعي والتثقيف لهؤلاء الشباب، لأنهم عصب الثورة، وبالنهاية سينتصر الشعب السوري إن شاء الله لأنه على حق، والشعب لا يهزم أياً كان عدوه.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]