إغراءات ما قبل الموت.. هكذا يتحايل نظام الأسد لتفريغ الجامعات بضم طلابها إلى الفيلق الخامس

17 فبراير، 2017

علي الأمين – خاص السورية نت

لم يكن الحديث المتداول بين طلاب الجامعات في دمشق خلال اليومين الماضيين، هو الامتحانات التي شارفت على نهايتها، بل أصبحت أمراً ثانوياً طغت عليه دعوات الطلاب للالتحاق بـ”الفيلق الخامس” والإغراءات المقدمة لهم.

وعلمت “السورية نت” من مصادر موثوقة في دمشق، رفضت عدم الكشف عن اسمها خوفاً على سلامتها، أن نظام الأسد يواجه صعوبة في ضم مقاتلين جدد لـ”الفيلق الخامس” الذي توليه روسيا أهمية كبيرة.

ولذلك لجأ نظام الأسد إلى الجامعات التي ينظر إليها على أنها خزان بشري، رغم ترك آلاف الطلاب لمقاعد الدراسة، إما عبر خروجهم من سوريا خوفاً من الخدمة العسكرية، أو لكثرة الاعتقالات التي شهدتها الجامعات السورية، ولا سيما الموجودة بدمشق وحلب.

حشد في الجامعات

ولأول مرة تشهد اجتماعات مجالس الكليات والأقسام نقاشاً خارج الإطار الجامعي، إذا أصبح الحديث عن الالتحاق، بـ”لواء البعث” كفصيل مقاتل من فصائل “الفيلق الخامس” هو الشغل الشاغل.

وأوصى عمداء الكليات ورؤساء الأقسام، المدرسين في الجامعات بعدم مطالبة من يلتحق بـ”الفيلق الخامس” بالدوام وتقديم تسهيلات في الجوانب العملية للمقررات التي تحتاج ذلك، بحسب ما أكدت مصادر قريبة من الاجتماعات التي حصلت لـ”السورية نت”.

وأكدت المصادر من داخل الجامعة أن التسهيلات شملت الموظفين أيضاً بعدم مطالبتهم بأي دوام وأن يحصلوا على رواتبهم كاملة في حال انضمامهم للفيلق، فضلاً عن أن الفيلق يحاول أيضاً استقطاب النساء، إذا فتح لهن باب العمل الإداري ضمن “الفيلق الخامس”، أو باب القتال إلى جانب الشباب هناك.

وشهدت أيضاً اجتماعات “الاتحاد الوطني لطلبة سوريا” الأخيرة، – الذي يقوم بدور أمني واستخباراتي وينفذ الاعتقالات في الجامعات – نقاشاً حول تحفيز الطلاب على الالتحاق بــ”الفيلق الخامس”.

وصدر عن تلك الاجتماعات ما أطلق عليه “العرض الأخير المقدم للالتحاق بالفليق الخامس لا يعوض”، مشيرين أن هذا “العرض لفترة محدودة”.

وطالب الاتحاد بالترويج للالتحاق بالفيلق ودعمه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وعن طريق الطلاب والمدرسين.

إغراءات ومخاطر

ومن خلال رصد لـ”السورية نت” فإن عدداً من حسابات الأشخاص الموالية لنظام الأسد على وسائل التواصل الاجتماعي، نشرت إعلان “لواء البعث” الذي يدعو للالتحاق بـ”الفيلق الخامس”.

وتضمن الإعلان شروطاً وميزات، ونص على أن مدة العقد عام ونصف، وزعم أنه “يقدم ميزات تفضيلية للطلاب، إذ يعتبر من قضى مدة العقد كاملةً قد أدَّى الخدمة الإلزامية ويمنح وثيقه بذلك ويجدد العقد بناءً على رغبته”.

ووفق البيان، “يتقاضى الطالب المتعاقد راتب وقدره 200 دولار وما فوق شهريا،ً حسب المؤهل العلمي وطبيعة المهام المكلف بها، وفي حال كان متخرج من الجامعة”.

واعتبر “فترة غيابه عن الجامعة، من حياته الجامعية بحيث لا تشمله قوانين الاستنفاذ ويعتبر بحكم إيقاف التسجيل طيلة فترة العقد”.

أما الموظفين ضمن الجامعة، فيقدم لهم إضافة إلى الـ200 دولار راتبه الشهري كاملاً + 50% منه. كما تضمن الإعلان أن “يخضع المتطوعون لدورة إعادة تأهيل لا تقل مدتها عن الأسبوعين فقط؟”.

لكن هذه الإغراءات المقدمة للطلاب، تتخفَ ورائها مخاطر كبيرة، فالجنود المصابون فيما تبقى من “جيش النظام” يتركون بلا رعاية، ولا تعويض، وهو ما اشتكى منه مراراً موالون مؤيديون للنظام على وسائل التواصل الاجتماعي.

كما أن وعود النظام للطلاب في اعتبار الفترة التي يقضونها بالفيلق من فترة خدمتهم الإلزامية، تشوبها الشكوك، نظراً لكون النظام لا يزال يحتفظ بمقاتلين مضى على إنهائهم للخدمة الإلزامية 3 سنوات كالدورة “102”.

أحد أعضاء الكادر التدريسي في “كلية الحقوق” في جامعة دمشق، قال من حهته لـ”السورية نت”، طالباً عدم الكشف عن اسمه، إن “ما يحدث هو عملية تفريغ لمن تبقى من شباب في الجامعات، والهدف من ذلك مؤكداً أن ما يحدث هو نفير معلن”.

وأضاف: “تشهد دمشق حالات استنفار أمني لزج الشباب للاحتياط، لكنها لا تحقق العدد المرجو منها، وعليه لجأ نظام الأسد إلى الجامعات”.

وقوبلت دعوات النظام لانضمام شباب وشابات الجامعات إلى الفيلق بنوع من السخرية، وقال أحدهم رداً على الدخل المرتفع للمتطوع: “يمكن ما نلحق ناخد أول راتب”، فيما قال آخر: “مو لنضمن نعيش”.

وتساءل العديد من الطلاب في أحاديث منفصلة لـ”السورية نت” عن كيفية وجود كتائب مهمتها قتال تنظيم “الدولة الإسلامية” في حين أن الدورة التدريبية لا تتجاوز أسبوعين، ما يجعل المقاتل في صفوف الفيلق عرضة للقتل بمجرد وصوله للجبهات.

ويحاول نظام الأسد زج العديد من الشباب في المعارك الدائرة، وتشهد دمشق حالات غير مسبوقة لسوق الشباب إلى الاحتياط، وهناك أعمار تجاوزت الأربعين تم سوقها إلى الاحتياط.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]